جن جنونه المسكين ولم يعد يدري ما يقول… «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تحولت من منظمة تدعم الثقافة والتعليم والحضارات إلى دعم الإرهاب (..) هذه المنظمة التي خطفتها الأموال القطرية تريد تكريم إرهابي ومتهم بالانتماء لأكبر شبكة إرهابية في العالم».
ويستمر هذا المذيع المصري في ما يشبه الهذيان فيقول إن اختيار اليونيسكو للصحافي المصري المحبوس محمود أبو زيد الشهير بشوكان لجائزتها السنوية لحرية الصحافة «خزي وعار عليهم (…) «الجزيرة» اشترت اليونسكو (…) قطر أيضا رشحت الإرهابي محمود حسين (..) إنه ابتزاز دولي للدولة المصرية على خلفية إعادة انتخاب الرئيس السيسي، وهنا يتوجب على اليونسكو أن تطهر نفسها من هذه الوصمة على جبينها».
يقال هذا الكلام بعد أن قررت اليونسكو منح جائزتها لهذا العام للمصور الصحافي الذي ألقي القبض عليه أثناء قيامه بتغطية مظاهرة ميدان رابعة العدوية في القاهرة، وأودع السجن منذ 14 أغسطس/آب 2013، اعترافا من لجنة التحكيم العالمية المستقلة المؤلفة من عدد من الإعلاميين التي اختارته «لشجاعته ونضاله والتزامه بحرية التعبير».
لو اقتصرت الغضبة المصرية عند هذه الوصلة التليفزيونية، وهناك غيرها بالتأكيد بين جوقة مذيعي السلطة وبرامجها، لهان الأمر قليلا ولكن الأمر تحول إلى الدوائر الرسمية نفسها فها هي وزارة الخارجية، بجلال قدرها، تصدر بيانا تقول فيه بأن شوكان «متهم بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية، منها جرائم القتل العمد، والشروع في القتل، والتعدي على رجال الشرطة والمواطنين، وإحراق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة» (كل هذا والرجل لا يمتلك سوى كاميرا؟!)، معتبرة أن منحه هذه الجائزة في الحفل السنوي الذي ينظم في الثالث من مايو / آيار المقبل، اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يقام هذا العام في غانا تحت شعار «توازن القوى: الإعلام والعدالة وسيادة القانون»، إنما هو «تسييس لمنظمة اليونسكو وخروج على الأهداف التي أنشئت من أجلها».
هذه ليست أول جائزة دولية يحصل عليها شوكان البالغ من العمر 31 عاما فقد حصل العام الماضي على جائزة «لجنة حماية الصحافيين» ومقرها نيويورك، وكان حفل اللجنة آنذاك مناسبة للتعريف بقضيته العادلة و مدى الظلم المسلط عليه خاصة وأنه عمل لدى أكثر من وكالة عالمية، قبل أن يبدأ العمل مصورا حرا بوكالة «ديموتكس» الشهيرة للصور التي خاطبت جهات التحقيق في مصر وأكدت طبيعة عمل شوكان، وأسباب وجوده لحظة فض الأمن اعتصام ميدان رابعة، بدون فائدة، علما أن «منظمة العفو الدولية» سبق لها أن أعلنت أن شوكان «تعرض للتعذيب، كما أنه لا يتلقى الرعاية الصحية اللازمة للعلاج من التهاب الكبد الوبائي»، كما أنه يعاني، وفق ما تقوله أسرته من فقر الدم وهو بحاجة إلى نقل دم لكنه محروم من ذلك.
من المؤسف أن مصر الآن، التي تأتي في المرتبة الثالثة عالميا من حيث عدد الصحافيين السجناء فيها، يعيش فيها الصحافيون المعتقلون أوضاعا صحية سيئة رغم تراجع عددهم من 25 عام 2016 إلى 20 صحافيا معتقلا حاليا، من بينهم 12 لم تتم إدانتهم أو تصدر بحقهم أحكام. وقد كان بإمكان السلطات أن تحاول، على الأقل، أن تتجاهل تكريم منظمات دولية مرموقة لبعض صحافييها المعتقلين لكنها تصر على الاعتراض والاحتجاج والمناكفة مما يزيد من اتساع الفضيحة وزيادة التشهير بوضع حرية الصحافة في مصر وواقع الحريات فيها بشكل عام.
أكثر من ذلك، بدأت بعض الصحف المصرية تتحدث الآن عن احتمال انسحاب مصر من منظمة اليونسكو احتجاجا على هذه الجائزة بعد أن تم «تطنيش» التحذير الذي وجهته وزارة الخارجية المصرية للمنظمة قبل إعلان اسم صاحب الجائزة. ومع ذلك، ورغم كل شيء، ما زالت هناك أصوات في مصر تتجرأ وتنبه السلطات إلى المنزلقات الخطيرة التي باتت تدمن إقحام نفسها فيها، فها هو السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، يقول لصحيفة «المصريون» إن انسحاب مصر المحتمل، إذا ما حدث، يُعد «مصيبة»، وإن كان أعرب عن الاعتقاد بأنه ما زال هناك «شيء من الرشاد، وهناك عقلاء ودبلوماسيون داخل وزارة الخارجية لن يسمحوا بذلك».. فيما رأى الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن مصر «تعيش الآن حالة من التردي الشديد، ومن ثم من المتوقع حدوث أي شيء، مضيفا للصحيفة نفسها أن «جميع الاتهامات الموجهة لـ«شوكان» اتهامات عامة، يوجهها النظام لأي شخص معارض لسياساته، إضافة إلى أن هناك الكثير من الإعلاميين والصحافيين توجه إليهم تلك الاتهامات نفسها».
تقول وزارة الخارجية المصرية «من غير المتصور أو المقبول أن تقع منظمة اليونسكو، أسيرة لفخ التسييس والمحاباة والتورط في تنفيذ أجندة دول بعينها، والانجراف بعيدا عن ولايتها ورسالتها السامية كونها الواجهة الحضارية والنافذة الثقافية للعالم أجمع» … والصحيح أن هذه المنظمة، لأنها كذلك فعلا، اختارت شوكان.. رغم كل هذا الهيجان.
٭ كاتب وإعلامي تونسي
محمد كريشان
لماذا ذهب الإعلامي بقناة الجزيرة لمصر يوم 20-12-2016 ؟ ألم يعلم مقدار القمع هناك ؟ ولا حول ولا قوة الا بالله
على الإعلام المصري ان يطهر نفسه من البذاءة و الانحطاط فهو سبب مصائب مصر و شعبها .
نظام السيسي مدعو للانسحاب من اليونسكو اسوة باسرائيل ولن يبكي عليه احد.
بدلا ان تعم الفرحه النظام المصري بان مصريا حصل على تكريم عالمي – يقومون بالندب.
هذا هو النظام التعبان.
صدقوا لو ان اسرائيليا حصل على الجائزة لما سكتت وسائل الاعلام تهليلا بهذا الانجاز. بالمقابل لو ان فلسطينيا حصل عليها لتصرفت اسرائيل مثل نظام السيسي.
نظام بزعل ان مواطنا يتبع له يحصل على جائزة
هذا الفرق بين نظام فاشل لنظام ناجح.
استتاج اخر يدل على ان النظام في مصر يعمل ضد مواطنيه ومغتصب للسلطة
لقد جن هؤلاء ، و يحاولون جر مصر بأكملها الى هذا الجنون المطبق!
.
الا يستحي هؤلاء من هذا البهتان المجنون ، بتوجيه هكذا تهم الى هذا المسكين الذي كما اشار الاستاذ كريشان (لا يملك سوى كاميرته !) و مصاب بكل الامراض المذكورة ؟!
علماً انه لو ثبتت هذه التهم عليه ، فلماذا لا يزال معتقل دون محاكمة ؟! أليس المتهم برئ حتى تثبت ادانته ؟!
الى حد اللحظة لم يثبت تهمة واحدة على جماعة الأخوان نفسها ، فما بالك على صحفي مصور ، كان يؤدي عمله ، و ربما كان متعاطفاً مع الضحايا ، و هل هذه باتت جريمة ، ان تتعاطف مع ضحايا قتلوا بدم بارد ؟!
.
الا يخاف هؤلاء من الله ، الذين يدعون وصلاً به ، وانهم هم المسلمون و ليس من ينتمي او يتعاطف مع الضحايا ، فهؤلاء بنظر اولئك كفرة لا يستحقون الحياة ، الا يتورع هؤلاء أن يلبسوا الاخرين تهماً لا اصل لها و لم يبت بها بعد القضاء الفاسد حتى ؟!
.
الا يخشى هؤلاء ان يرتد عليهم وعلى اهليهم هذا البهتان و هذا الاجرام بحق ابناء جلدتهم و بحق وطنهم قبل هذا ؟!
.
مصر للأسف تعتقل عقولها و ناسها الطيبين و يتحكم بها شلة من المجانين و المجرمين و سقط متاع القوم .
هذا الهيجان بمنح هذه الجائزة للصحفي شوكان يمكن تفسيرة بافتضاح الإنقلابيين وكشف سوئاتهم أمام العالم باعتقالهم للصحافة وتسليط الأضواء عليهم وعلى كل المعتقلين الآخرين خلف السجون من ساسة وغيرهم بدون أي ذنب ارتكبوه فلا غرابة أن تجن أدرع السيسي لكل تكريم عالمي لأي صحفي أو معتقل بمصر.