هيومن رايتس ووتش تنتقد “تقنيات قمعية” في المغرب والأخير يعتبرها”ادعاءات مغرضة”

حجم الخط
7

الرباط  – انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية في تقرير الخميس استهداف صحافيين ومعارضين في المغرب “بتقنيات قمعية” من طرف السلطات، أبرزها إدانتهم في قضايا حق عام وحملات تشهير. وهو ما ردت عليه الرباط مدينة “ادعاءات مغرضة” و”تحاملا” على المملكة.

واستعرض التقرير المطول الذي صدر في نيويورك حالات ثمانية صحافيين ونشطاء معارضين أدينوا أو لوحقوا خلال الأعوام الأخيرة في قضايا جنائية، أغلبها “اعتداءات جنسية”.

واعتبرت المنظمة هؤلاء ضحايا “أدوات تستعملها الدولة لقمع معارضيها الأكثر حدة، وتخويف الآخرين”، قصد “إسكات أي معارضة”.

رد الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس في وقت لاحق مساء الخميس معتبرا أن هذا التقرير، “لا يعدو أن يكون تجميعا لمجموعة من الادعاءات، التي ألفت هذه المنظمة إثارتها ضد المملكة”.

وأضاف في تصريح نقلته وكالة الأنباء المغربية “التحامل على المغرب بلغ حد تلفيق بعض التهم غير الواقعية”.

من بين الحالات الثمانية التي استند عليها تقرير المنظمة الحقوقية، قضية ناشر صحيفة أخبار اليوم المتوقفة عن الصدور توفيق بوعشرين المعتقل منذ 2018، بعد الحكم عليه بالسجن 15 عاما إثر إدانته بتهمة ارتكاب “اعتداءات جنسية”.

وينطبق الأمر كذلك على الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي المعتقلين منذ 2020 بعدما حكم عليهما بالسجن خمسة أعوام وستة أعوام على التوالي للتهمة نفسها، مع إضافة تهمة “التجسس” للراضي.

كذلك، أشار إلى إدانة أو ملاحقة آخرين غير موقوفين، بتهم جنائية مثل “غسيل أموال” بالنسبة للمؤرخ والناشط الحقوقي معطي منجب.

“سينالون منك”

ورأى التقرير الذي يحمل عنوان “بشكل أو بآخر سينالون منك” أن مثل هذه الاتهامات “يجب أن تؤخذ بجدية، بغض النظر عن الوضع المهني والاجتماعي للمتهمين”.

لكنه أكد أن “السلطات لم تكف عن انتهاك حقوق المتهمين”، مشيرا خصوصا إلى “اعتقالهم احتياطيا من دون تبرير”، و”رفض استدعاء شهود الدفاع”، و”الضغط على أشخاص ليشهدوا ضدهم”.

وكانت منظمات حقوقية محلية ودولية وسياسيون ومثقفون مغاربة وأجانب طالبوا بالإفراج عن هؤلاء وضمان محاكمات عادلة لهم. وردت السلطات المغربية مرارا بأن الأمر يتعلق بقضايا جنائية، مدينة “محاولات للتأثير على القضاء”.

وأوصى تقرير هيومن رايتس ووتش السلطات المغربية باحترام الحق في التعبير والحياة الخاصة، ووضع حد لاستخدام هذه التقنيات ضد الصحافيين ونشطاء المجتمع المدني.

في المقابل أكد مصطفى بايتاس، في رده على التقرير، أن “الادعاءات المغرضة (…) لن تثني المغرب عن مواصلة مساره في بناء دولة الحق والقانون”.

“حملات تشهير”

فضلا عن الملاحقات في قضايا جنائية تتضمن “تقنيات القمع”، تحدث التقرير عن حملات تشهير شرسة تطال حتى عائلات المستهدفين، و”مراقبة مباشرة” أو “عبر كاميرات مخبأة في البيوت” و”برمجيات تجسس” رقمية.

وخص التقرير بالذكر المواقع الإخبارية المحلية “لو360″ و”شوف تي في” و”برلمان”، موضحا أن “تحليل ما تنشره يؤكد أنها موالية لمصالح الأمن المغربية”.

ونقل عن “عدة معارضين” قولهم إن “إمكانية استهدافهم من المواقع الإخبارية الموالية للدولة العميقة تمنعهم من التعبير، حتى في غياب أية ملاحقات قضائية ضدهم”.

وقد استند على مقابلات مع 89 شخصا داخل المغرب وخارجه.

ردت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، التي تضم بين أعضائها ناشري المواقع الثلاثة، في بيان مساء الخميس مدينة “الإساءة (…) إلى قطاع الإعلام المغربي المستقل”، ومتهمة المنظمة الحقوقية “بالانحياز عن المصداقية”.

كذلك أورد تقرير هيومن رايتس ووتش شهادة الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني الذي تلقى وأفراد عائلته “من شخص مجهول ستة مقاطع فيديو على واتساب تظهره ورفيقته في وضع حميمي”، مؤكدا أنها “صورت بكاميرا دست داخل شقته”.

وأوضح أن “بعض هذه التقنيات مثل المراقبة بكاميرات مخبأة (…) يصعب نسبها للدولة مباشرة”.

إلا أنه أضاف “تتكامل هذه التقنيات لتشكل ما يمكن وصفه ببيئة قمعية تهدف، ليس فقط إلى إخضاع الأفراد ووسائل الإعلام التي تعتبر مزعجة، ولكن أيضا إلى إسكات كل من يمكن أن ينتقد الدولة”.

والعام الماضي، أظهر تحقيق نشرته في 18 تموز/يوليو 17 وسيلة إعلاميّة دوليّة أنّ برنامج “بيغاسوس” الذي طوّرته شركة “إن إس أو” الإسرائيليّة، سمح بالتجسّس على مئات السياسيين والنشطاء والصحافيين في عدة بلدان بينها المغرب.

لكن الحكومة المغربية نفت بشدة هذه الاتهامات ورفعت دعاوى قضائية ضد ناشريها في فرنسا. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عثمان:

    ههههه سبحان الله كل هذي المجازر في العالم لم تراها هذي منظمة

  2. يقول وليد:

    عندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحدة الأمة على كلمة واحدة. حثى أصبح المجتمع مسالما متضامن. أما المنظمة هيومن. لا تريد سوى الاختلافات في رأي حثى لا يكون هناك اجتماع ولحمة واحدة بين سائر الدول العربية والإسلامية. تقول هاته المنظمة انها حقوقية وهل من حقوق الإنسان أن يصبح مثل الحيوان . رجل يتزوج برجل ومراة تتزوج بمرأة. وسمحو لهم بتبني الأطفال ليعيشو مع المثلين. رجل يقوم بدور مرأة مع رجل اخر. هل هاذه حقوق الإنسان. ام حياة الحيونات

  3. يقول الشاعر السعيد:

    المغرب يسير بخطى ثابتة ومدروسة، ويقدم نموذجا في التسامح الخارجي مع اسرائيل واسبانيا.

  4. يقول النجم الثاقب:

    هذه المنظمة فقدت مصداقيتها ولم يعد يخفي على احد انها منظمة سياسية بامتياز.
    هذا لا يعني موضوع المقال لا يستحق الانتباه.
    هذه المحاكمات السياسية ولو بمواجهة جناءية هي تسيء للمملكة الشريفة .

  5. يقول Halim:

    نعم ان منظمات حقوق الانسان مسيسة و هي تابعة لدول بعينها للضغط على الانظمة حين يؤدن لها و لكن حقيقة ان قمع الرأي الاخر موجود و بقوة في عالمنا العربي

  6. يقول الشاعر السعيد:

    @Halim. منظمات حقوق الانسان تابعة لدول معينة؟ اكون في غاية الامتنان لو تكرمت واوضحت لنا لمن تتبع المنظمة التي اصدرت التقرير، ومن هي الدولة التي تدفع لهذة المنظمة لتستهدف المغرب. هذه المنظمة مقرها في نيويورك، واصدرت تقارير ينتقد اوضاع حقوق الانسان تقريبا في كل دول العالم: امريكا، اسرائيل، الصين، روسيا، قطر، السعودية، الامارات، البحرين، فرنسا، الفلبين، الهند، الجزائر، مصر، تركيا، ميانمار، كازاخستان، ايران، سوريا، السودان، فلسطين، تايلاند الخ. يعني لم يتبقى الا دول بالكاد تجد ما تأكله، فكيف لها ان تشتري منظمة بهذا الحجم لتصدر تقريرا ضد دول اخرى. يا رجل، ايام اعدل قادة العالم، عمر بن الخطاب، كان هناك بعض حالات انتهاك حقوق الانسان (قصة اجلد ابن الاكرمين مثالا). فما بالك في هذا الزمان؟؟؟ هل نعيش على الجنة الان؟؟؟؟

  7. يقول معلق:

    منظمة هيومان راتش ووتش تارة تكون شيطان وتارة تكون ملائكة الأمر مرتبط بمن تنتقد هذه المنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان، لكن السؤال من هو هذا الأنسان الذي تدافع عنه؟

إشترك في قائمتنا البريدية