الناصرة- القدس العربي- وديع عواودة: طالما كانت جولات الانتخابات للرئاسة الأمريكية تشهد منافسة بين المرشحين الطامعين بالبيت الأبيض على الصوت اليهودي، لاعتبارات مالية وانتخابية. وهذا ليس صدفة، فاليهود داخل الولايات المتحدة، البالغ عددهم نحو ستة ملايين، يملكون قدرات مالية وإعلامية أكبر من نسبتهم الديموغرافية، مما يمنحهم فرصة للتأثير الهام على مجريات الانتخابات الأمريكية وصناعة القرار في واشنطن.
هذه المرة بلغت المنافسة على الصوت اليهودي ذروة جديدة بسباق المترشّحين في الحزبين الديموقراطي والجمهوري، خاصة المرشحين الروّاد، أمثال هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.
ففي مؤتمر اللوبيات المناصرة لإسرائيل “ايباك” في واشنطن، حاولت كلينتون حسم هذه المنافسة بتصريحات ووعود تغدق على إسرائيل كل ما تريده، متمنية أن ينتخب الأميركيون غولدا مائير (رئيسة سابقة لحكومة إسرائيل) أمريكية، في إشارة لذاتها كي تدخل امرأة البيت الأبيض للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة.
مرتديةً جاكيت أحمر، وبابتسامة عريضة، وبلهجة رئاسية رسمية، قالت كلينتون، وسط عاصفة من التصفيق، إنها، في حال فوزها ستحارب حملة المقاطعة الدولية، ستدعو نتنياهو للبيت الأبيض فوراً. كما قالت إنها معجبة ومنفعلة بمسيرات المثليين والمثليات في تل أبيب، دلالة على الديموقراطية في إسرائيل، وإنها معجبة بغولدا مائير.
لسعة استباقية
ورغم أن 75% من الأميركيين من أصل يهودي يؤيدون عادة مرشح الحزب الديموقراطي، فقد أفرطت كلينتون بالتعبير عن تأييدها لإسرائيل، في محاولة لزيادة نسبة تأييدهم لها مستقبلاً، ومن أجل الفوز بثقة الممولين اليهود الكبار. ولإدراكها مخاوف الأميركيين اليهود من تدهور علاقات الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء في إسرائيل، شددت كلينتون أنه بحال انتخابها رئيسة لن تذكر علاقاتها برئيس حكومة إسرائيل بالعلاقات الراهنة والمستمرة منذ سبع سنوات بين نتنياهو وأوباما. كما شددت على رغبتها في محاربة حملة المقاطعة الدولية، وتوجهت لآلاف الطلاب الجامعيين الذين شاركوا في المؤتمر، ودعتهم للنشاط في الحرم الجامعي والتصدي للحملة بشكل موحد. وتابعت ” كونوا أقوياء وموحدين وواظبوا على التعبير عن احتجاجكم حينما يقدمون على شيطنة إسرائيل. لا مكان للاسامية بكل مجتمع حضاري، وبالتأكيد ليس في الولايات المتحدة”.
واستذكرت مرافقتها لـ “الدولة اليهودية ” منذ سنوات، وقالت إنها زارت إسرائيل للمرة الأولى قبل 35 عاما وتوقفت عند زيارات لاحقة نسجت فيها صداقات كثيرة مع القيادات الإسرائيلية، وتابعت ” بالتأكيد لم ينس اسحق رابين تلك الزيارة للبيت الأبيض عندما أخذته للشرفة كي يدخن سيجارة”. كلينتون، التي حرصت على عدم ذكر اسم منافسها الأساسي ترامب، وجهت له لسعة بقولها إن مناصرتها لإسرائيل غير مشكوك بها، وإنها لن تكون محايدة بكل ما يتعلق بإسرائيل.
زلة لسان
وفي ضربة استباقية تابعت “هنا ستلتقون مرشحاً يقول يوم الأحد إنه محايد في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ويوم الإثنين يقول إنه ليس حيادياً، فماذا سيقول في اليوم التالي. هو حيادي لأنه يعتبر أن ما يجري مجرد أعمال وتجارة، وكل شيء مفتوح للتفاوض، بيد أن أمن إسرائيل غير مطروح للتفاوض”.
ليس هذا فحسب بل أكدت كلينتون أن الولايات المتحدة في زمن الفوضى في الشرق الأوسط تحتاج لإسرائيل قوية تدافع عن ذاتها أمام أعدائها كي نواجه معاً التحديات”. وتعهدت كلينتون الحفاظ على تفوّق الجيش الإسرائيلي وتزويده بأنظمة صواريخ جديدة، وهددت إيران باستخدام القوة واستعادة العقوبات في حال انتهاكها لاتفاق فيينا حول منشآتها النووية.
وبشأن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي أيضاً طرحت كلينتون موقفاً متماثلاً مع موقف أوباما وحمّلت الطرفين، دون تمييز بين القامع والمقموع، مسؤولية الوضع الراهن للاحتلال داعيةً إياهما القيام بخطوات تعزز الثقة والشروع بمفاوضات على أساس الدولتين. بل أكثر من ذلك؛ فضمن وعودها تؤكد أنها لن تسمح بفرض تسوية على إسرائيل، حتى من قبل الأمم المتحدة. وحازت على تصفيق أكثر حرارة حينما قالت إن إسرائيل وأمريكا تتشاركان بالقيم، وإن الدولة اليهودية تعكس قصّتنا فهي دولة مهاجرين تواجه تحديات”.
بالمقابل سارع منافسها ترمب في المؤتمر المذكور لتأكيد رغبته بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس بحال فوزه. وقبل ذلك كان قد أغاظ أنصار إسرائيل، بقوله في مؤتمر صحفي سابق، إنه على بعض الدول التي تتلقى مساعدات أمريكية كألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وإسرائيل أن تعيد الأموال للولايات المتحدة، ويبدو أنه كان تورط بزلة لسان، أو لم يتنبه كفاية، في ظل أسئلة صحفيين ألحوا عليه بالأسئلة. في إسرائيل منيت كلينتون بخسارة في الانتخابات التمهيدية التي شارك بها أميركيون في إسرائيل، حيث حظيت بـ 160 صوتا مقابل 250 صوتا لمنافسها ساندرس.
كل مرشحي الرئاسه في أمريكا يركع أمام الصوت اليهودي أو الأصح الصوت الصهيوني وأين الصوت العربي لماذا لايوجد وزن للصوت العربي في أمريكا ولكن أقول الغير محترم ومعتبر في يلده لن يكون محترم وذو وزن في بلاد الناس….
العرب مشغولين في بعض وفي ايران