واشنطن بوست: أوروبا تصرخ بصوت عال ضد الغزاة الروس في أوكرانيا وتتجاهل عمدا مواطنيها في مخيم الهول بسوريا

إبراهيم درويش
حجم الخط
2

لندن – “القدس العربي”: نشر المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” ديفيد إغناطيوس مقالا له بعنوان “مأساة عائلات مقاتلي تنظيم “الدولة” التي أهملت في سوريا”، ونقل في المقال عن مسؤول سويسري يقوم بمراقبة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني قوله إن لامبالاة الغرب تجاه عائلات مقاتلي تنظيم “الدولة” في مخيم الهول، شمال- شرق سوريا “ليست مقبولة”. 

وفي مقابلة عبر الهاتف يوم الجمعة، انتقد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر مورير وبحدة عدم استعداد  بعض الدول الغربية لإعادة  مواطنيها أو الحديث عن وضعهم في مخيم الهول.

 وقد عاد مورير للتو من زيارة إلى سوريا للتحقيق في ظروف اللاجئين بالمخيم هناك والذي يتم فيه التحفظ على بقايا تنظيم “الدولة” وخلافته المحطمة. وأضاف الكاتب إن  تجنب العديد من الدول الأوروبية المسؤولية عن مواطنيها في مخيم الهول أمر مثير للقلق مع أن عددا من هذه الدول  شجبت الولايات المتحدة لاحتجازها أعضاء القاعدة في معتقل غوانتانامو. ولكن ظروف عائلات تنظيم “الدولة” تظل أسوأ بكثير ومع ذلك ظلت الحكومات الأوروبية صامتة في معظم الأحيان. كما أن ساسة أوروبا التزموا بالصمت لأن هذا يناسبهم سياسيا. 

فمسألة إعادة مقاتلي تنظيم “الدولة” السابقين وعائلاتهم لا تحظى بشعبية في أوروبا التي غذى فيها ساسة اليمين الرأي العام بقصص زادت من قلقهم من المهاجرين وبخاصة المسلمين. وكانت فرنسا والسويد الأكثر تشددا في رفضهما عملية إعادة هؤلاء الناس.

 ففي تقرير أعدته  لجنة حقوق الطفل في الأمم المتحدة ورد فيه أن “فرنسا تتحمل مسؤولية حماية الأطفال الفرنسيين في مخيمات سوريا وضد المخاطر المحتومة التي تعرض حياتهم للخطر واتخاذ الإجراءات لإعادتهم”. وفي دراسة نشرت عام 2021 حول سياسة السويد المتشددة من إعادة العائلات والأطفال بعنوان “غوانتانامو أوروبي للأطفال السويديين في سوريا”. وقال مورير بعد زيارته الثالثة: “في كل مرة أذهب فيها إلى الهول أجد أن الوضع فيه غير مقبول”. ويحتجز في المخيم المقام على عدد من الفدادين  حوالي 57.000  من الأشخاص ومن 60 دولة، نسبة 90% منهم هم من الأطفال والنساء.  كما أن معظم هؤلاء من سوريا والعراق إلا أن المسؤولين الأمريكيين يتحدثون عن 8.000 مرتبطين بـ “مقاتلين أجانب” ومن دول جاء اللاجئون منها. وقامت 25 دولة من بين 60 دولة جاء اللاجئون منها بإعادة مواطنيها حسب تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش. وقال مورير إنه يشعر بالقلق من رفض كثير من الدول التفكير والسماح للعائلات بالعودة لأوطانها أو تحديد طبيعة وضعهم فيما إن كانوا سجناء أم لاجئين. وقال “لا يوجد تعريف للوضع أو اتهامات بجريمة قد تقود إلى أي عملية” و “هذا غير مقبول لي كحارس لمواثيق جنيف”. ودعا مورير الحكومات الأجنبية التفكير بجانب حقوق الإنسان لمواطني المخيم  و “إما تكون سجين حرب أو مدنيا”، “فلو كنت مدنيا فيجب أن تصل على حياة كريمة”. وقال مورير إن دول الشرق الأوسط التي تقبل إعادة اللاجئين فإنها تنجح بإعادة تأهيلهم  وأنه يريد أن يشارك هذه “التجارب الإيجابية” عندما يلتقي مع مسؤولي الحكومات الشهر المقبل. وتشرف على أمن المخيم قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها القوات الأمريكية، ويقول مورير إن “السلطات الكردية تقول إنها تقوم بعمل ما بيدها ولكنها تشعر بتجاهل المجتمع الدولي لها”. واكتشف الكاتب حس البؤس في الهول عندما زاره بمعية قائد القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا عندما زار الهول الشهر الماضي. وقال كوريلا “هناك حاجة بأن يعرف العالم ما يجري هنا”. وقال العقيد جوي بوكيني المتحدث باسمه إن كوريلا ناقش منذ عودته وضع المخيم مع وزارة الخارجية ومسؤولين آخرين في واشنطن ومع بعض القادة العسكريين الأجانب. وقال إن الجنرال كوريلا يخطط قريبا لزيارة الهول والسجون الأخرى التي وضع فيها سجناء التنظيم للتوعية في الموضوع. وعلق إغناطيوس إنه في الوقت الذي يدعم فيه الأوروبيون وبصوت عال حملة من أجل القيم الغربية ضد الغزاة الروس لأوكرانيا، فعليهم تحمل المسؤولية عن المعتقلين واللاجئين من معركة سابقة شنتها الأمم الغربية ضد المتشددين الإسلاميين، فيجب أن تكون قوانين للحرب الآن ودائما.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د.منصور الزعبي:

    الروس في اوكرانيا ليس غزاة و انما يعودون لارضهم التاريخية ، قبل ثمانين عام لم تكن هناك اصلا دولة بهذا الإسم،

  2. يقول ميساء:

    ستجني أوروبا العنصرية المنافقة وأمريكا الخبيثة اللعينة ثمنا باهضا لقاء استعلائهما واستعبادهما لشعوب العالم هذي عقود وعقود وعقود، والله يحرر فلسطين ويكسر شوكة إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا أبدا

إشترك في قائمتنا البريدية