واشنطن بوست: إلهان عمر تدعو لتقييم القيم الأمريكية على السعودية وإسرائيل

حجم الخط
3

لندن ـ “القدس العربي”:

كتبت عضوة  مجلس النواب الأمريكي إلهان عمر مقالا في صحيفة “واشنطن بوست” تحت عنوان “علينا استخدام قيمنا العامة لكل الشعوب، وعندها سنحقق السلام”. وجاء في مقال العضوة الديمقراطية عن ولاية مينسوتا وعضوة لجنة الشؤون الخارجية في المجلس: ” حاولت منذ بداية فترتي الأولى في الكونغرس التحدث بصراحة وبصدق عن حجم القضايا التي يواجهها بلدنا- سواء وقف أعباء المديونية على الطلاب أو مواجهة التهديد الوجودي القادم من التغيرات المناخية والتأكد من عدم وفاة أي شخص في واحدة من أغنى دول العالم من قلة العناية الصحية”. وتقول: “كناجية من الحرب وكلاجئة حاولت إجراء حوار صادق عن السياسة الخارجية الأمريكية والعسكرة ودورنا في العالم”.

وتعلق أن الطريقة التي تنخرط فيها الولايات المتحدة في الحروب الخارجية هي “أمر شخصي بالنسبة لي”. وتشير إلى رحلتها وعائلتها من الصومال التي تعاني من حرب أهلية. وكان عمرها في ذلك الوقت 8 أعوام. وهي الحرب التي تدخلت فيها الولايات المتحدة لاحقا ” وقضيت الأربع سنوات التالية في مخيم للاجئين في كينيا حيث جربت وشاهدت معاناة لا يمكن وصفها للذين فقدوا مثل كل شيء”. و “لقد شاهدت بعيني الحصيلة المدمرة للحرب وحلمت يوما بالسفر إلى الولايات المتحدة- البلد الذي وعد السلام والفرصة بعيدا عن العرق والدين. ولكنني شاهدت كيف تتقوض صورة الولايات المتحدة في العالم عندما لا نلتزم بهذه القيم. وشاهدت الكيفية التي تدمر تدخلاتنا في النزاعات الأجنبي، حتى تلك التي تتم بنية حسنة، سمعتنا في الخارج”. وتؤكد عمر أنها تؤمن بسياسة خارجية شاملة- واحدة تتركز على حقوق الإنسان والعدل والسلام. وهي سياسة تجلب القوات الأمريكية من الخارج وتتعامل مع الحل العسكري كخيار أخير. وترى عمر أن ما تقدمه قائم على تجارب الناس الذين جربوا الحروب مباشرة. وهي سياسة تأخذ بعين الإعتبار الآثار طويلة الأمد لتورط أمريكا في الحروب وترتبط بالقيم الأمريكية مهما كانت النتائج السياسية قصيرة الأمد.

وهذا يعني إعادة تشكيل السياسة الخارجية والتركيز على الدبلوماسية والمشاركة الإقتصادية والثقافية. وفي الوقت الذي تنفق فيه الولايات المتحدة على الدفاع أكثر من سبعة دول مجموعة فإن الوجود العسكري هو ما يراه الناس في المجتمعات المتطورة. وتناقش عمر قائلة “يتفق خبراء الأمن القومي وعلى مدى الطيف السياسي أننا لا نحتاج إلى 800 قاعدة عسكرية لحماية بلدنا”.

كما أن احترام حقوق الإنسان يعني تطبيق معاييرها على الأصدقاء والأعداء. ولن تكون لدينا مصداقية لدعم الكفاح من أجل حقوق الإنسان في فنزويلا وكوبا ونيكارغوا لو لم ندعم حقوق الإنسان في غواتيمالا وهندوراس والبرازيل. كما أن نقد الولايات المتحدة للدور المخرب الذي تلعبه إيران في المنطقة لن يكون شرعيا لو لم نوجه النقد لمصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين. و “لا يمكننا الإستمرار بغض الطرف عن القمع في السعودية، البلد الذي يعتبر من أسوأ الدول القمعية والمنتهك لحقوق الإنسان، سواء عبر قتل المعارضين مثل جمال خاشقجي أو ارتكاب جرائم الحرب في اليمن، وعلينا أن نتعامل مع حلفائنا بناء على المعايير الدولية بنفس الطريقة التي نعامل فيها أعداءنا”.

وأضافت “وهذه النظرة تنطبق على النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل لديه تاريخ طويل. فقد قامت دولة إسرائيل قبل 70 عاما على علاقة اليهود مع أرضهم التاريخية وكذا الحاجة لإنشاء دولة في أعقاب رعب الهولوكوست وقرون من القمع ضد السامية. وكان مؤسسو إسرائيل أنفسهم هم من اللاجئين الذي نجو من رعب لا يمكن وصفه. وعلينا الإعتراف أن هذه هي أيضا الأرض التاريخية للفلسطينيين الذين يعيشون في حالة دائمة من اللجوء والتشرد. وهي أزمة لاجئين وهم يستحقون الحرية والكرامة. وتقول إن هناك حاجة لنهج متوازن للنزاع يعترف بالرغبة المشتركة للأمن والحرية للشعبين”. وقالت “أدعم حل الدولتين بحدود دولية معترف بها يحصل فيها الإسرائيليون والفلسطينيون على مناطقهم الآمنة وحق تقرير المصير. وكان هذا هو الموقف المعترف به لدى الحزبين وعلى مدى العقديين الماضيين ودعمه القادة الفلسطينيون والإسرائيليون وأجمعت عليه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية”.

وكما قال جيمس ماتيس، الذي كان وزير دفاع للرئيس ترامب في عام 2011 ” لا يمكن الحفاظ على الوضع الحالي بين الطرفين”. وأردفت عمر “العمل باتجاه السلام في المنطقة يعني محاسبة كل شخص تقوض أفعاله السلام، لأنه بدون العدالة لن يتحقق السلام الدائم”.

وقالت عمر: “انتقدت أفعالا معينة للحكومة الإسرائيلية في غزة أو الإستيطان في الضفة الغربية لاعتقادي أن هذه الممارسات تهدد إمكانية السلام في المنطقة، ولأنها أيضا تهدد المصالح القومية الأمريكية”. واستدركت قائلة: “عندما أتحدث بصراحة وطوال الوقت كان من أجل تشجيع الطرفين التقدم بطريقة سلمية نحو حل الدولتين. ونحن بحاجة لتضمين هذه الدعوة مرة أخرى في الخطاب العام وبشكل عاجل. ويجب على الطرفين الجلوس على الطاولة لتحقيق تسوية سلمية، والعنف لن يقربنا لهذا اليوم”. وتختم بالقول: “السلام واحترام حقوق الإنسان، قيمتان إنسانيتان. وهما ما دفعتا الأمريكيين لتنظيم احتجاجات دفاعا عن الحقوق المدنية المتساوية. وهما ما دفعتا حركة اللاعنف في جنوب أفريقيا. وهما القيمتان اللتان دفعتني للمشاركة في الحياة العامة. وهما من دفعتا أهل مينسوتا منح أصواتهم للاجئة صومالية أمريكية وأوصلوها إلى الكونغرس. “دعونا نطبق هذه القيم على الجميع وعندها نحقق السلام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مش مهم:

    كلام صدق وشجاعه من الأخت الحان عمر لا تسمعها من سياسيين اخر كرسوا حياتهم للتسول من المانحين الذين يرسمون لهم طريقه الحكم ولمصالحهم المناكفة لمصلحه الامريكي

    1. يقول راصد حر:

      اقتباس ..
      وكما قال جيمس ماتيس، الذي كان وزير دفاع للرئيس ترامب في عام 2011 ” عجبا !!

  2. يقول نادر الفولي:

    لا كلام غير صحيح ١٠٠% لأنه هذا الكلام هو املاء من زعماء الحزب الديمقراطي التي تنتمي اليه الهان عمر. هذا الكلام لتحسين الوجه بعد انتقادها للصهاينه. و على سبيل المثال، فلسطين ليست ارض ليهود اوروبا الشرقيه وهم يمثلون نصف الشعب الإسرائيلي.

إشترك في قائمتنا البريدية