لندن- “القدس العربي”:
قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن المدعين الفدراليين الأمريكيين أصدروا أمرا قضائيا واسعا وطلبوا وثائق من لجنة تنصيب الرئيس دونالد ترامب وهو ما تقول الصحيفة “إشارة عن تحقيق قضائي عميق” .
وفي تقرير أعدته روزاليند هيلدرمان ومايكل كرانيش، جاء فيه أن المدعين الفدراليين في نيويورك أصدروا يوم الإثنين أمرا شاملا للحصول على وثائق لها صلة بالتبرعات والنفقات التي أنفقتها لجنة ترتيب حفل تنصيب الرئيس ترامب عام 2017. وقالت الصحيفة إن المطالب القضائية التي أرسلت للمنظمة غير الربحية يوم الإثنين تضم وثائق تتعلق بالمتبرعين والمشترين والمتعهدين والحسابات المصرفية للجنة التنصيب وأي معلومات لها علاقة بمساهمين أجانب للجنة وذلك بحسب نسخة حصلت عليها “واشنطن بوست”.
وتضيف الصحيفة أن المواطن الأمريكي فقط هو الذي يسمح لها بموجب القانون التبرع للجان خاصة بنشاطات تنصيب الرئيس. وقال متحدث باسم اللجنة “تلقينا أوامر قضائية لتسليم الوثائق، ونقوم بمراجعة الأمر ونيتنا التعاون مع التحقيق”. ويكشف الإستدعاء القضائي الذي أصدره المدعي العام لمنطقة جنوب نيويورك أن المدعين يقومون بالتحقيق في جرائم تتعلق بالتآمر لخداع الولايات المتحدة وغش إلكتروني وبيانات غير صحيحة وغش في التحويلات وغسيل أموال. وذكر الاستدعاء أنه يريد المعلومات عن شخص واحد وهو متبرع من لوس أنجليس اسمه عماد الزبري وكذا شركة مرتبطة به وهي “فينتشرز” والتي تبرعت 900.000 دولار للجنة. وقال المتحدث باسم الزبري، ستيف رابونوفيتش بمكالمة هاتفية إن الزبري لم يعرف بالاستدعاء إلا حين الاتصال به من قبل الصحافيين. وقال “إنه أمر معروف إنه بعد دعمه لباراك أوباما وهيلاري كلينتون تبرع عماد بسخاء ومباشرة لحفل تنصيب ترامب”. وأضاف “لكن الكثيرين دفعوا أموالا طائلة، ولو ذكر اسمه في هذا الاستدعاء فهو مندهش، وخاصة أن اسمه ذكر فقط”. وعندما سئل عن صلات أجنبية قال رابونوفيتش: “لا يوجد هناك أي صلة أجنبية فردا كان أو كيانا وبالتأكيد ليست أجنبية، فقد تبرع من ماله الخاص”.
يذكر أن لجنة تنصيب ترامب جمعت 107 مليون دولار للمناسبة والحفلات التي رافقت وصوله إلى البيت الأبيض وهو ضعف المبلغ الذي جمعته لجنة تنصيب باراك أوباما عام 2009.
وتم جمع المال من الشركات ذات المصالح وأصدقاء ترامب الأثرياء وذلك حسب نتائج لجنة الانتخابات الفدرالية. وترأس لجنة التنصيب توم باراك، تاجر العقارات المعروف والصديق القديم لترامب. ولم يذكر اسم باراك في الاستدعاء ولهذا امتنع عن التعليق.
لجنة تنصيب ترامب جمعت 107 مليون دولار للمناسبة والحفلات التي رافقت وصوله إلى البيت الأبيض وهو ضعف المبلغ الذي جمعته لجنة تنصيب باراك أوباما عام 2009
وكانت شبكة أنباء “إي بي سي نيوز” قد نشرت الخبر الأول عن الاستدعاءات القضائية وأنها إشارة عن صداع قانوني جديد للرئيس ترامب التي تتعرض تجارته ومؤسسته الخيرية الشخصية وحملته الإنتخابية للتحقيق من قبل السلطات الحكومية والفدرالية. ويبحث الاستدعاء القضائي الأخير عن معلومات عن موضوعات واسعة بما فيها معلومات المنافع التي حصل عليها المتبرعون الكبار لقاء أموالهم، ووثائق تتعلق بتدريب جامعي الأموال، ومعلومات عن الأموال التي دفعها المتبرعون مباشرة والباعة.
وقام بحملة جمع المال والإشراف على العملية ريك غيتس، الموظف السابق في حملة ترامب الانتخابية والذي عمل نائبا لرئيس حملة تنصيب ترامب وهو يتعاون الآن مع المحقق الخاص روبرت مولرالذي يدرس التدخل الروسي في حملة الرئاسة الأمريكية لعام 2016. وفي شباط (فبراير) العام الماضي وهو صديق لبول مانفورت رئيس حملة ترامب السابق واعترف باتهامات متعلقة بعمل بول مانافورت في أوكرانيا. وقال أثناء محاكمة مانافورت في فيرجينيا في آب (أغسطس) 2018 أنه ربما سرق أموالا من لجنة تنصيب الرئيس من خلال تقديم فواتير غير صحيحة عن عمله.
وتقول الصحيفة إن الزبري الذي ظل يتبرع للديمقراطيين تحول حالا لدعم الرئيس الجديد والجمهوريين. فإلى جانب 900.000 دولار قدمتها شركته “فينشرز” لحملة التنصيب في 28 كانون الأول (ديسمبر) 2016 تبرعت بمئة ألف دولار للجنة تنظم اجتماع المؤتمر الوطني للجمهوريين في 13 كانون الثاني (يناير) 2017. وجاء التبرع قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض بأيام. وقدم الزبري في العامين الاولين لإدارة ترامب 467.000 دولار للجنة إعادة انتخاب الرئيس واللجنة الوطنية للجمهوريين. ويأتي دعم الزبري لترامب بمثابة تحول هام لممول ظل يدعم الديمقراطيين. ففي عام 2016 قدم أكثر من 615.000 دولار للجان جمع تبرعات لحملة كلينتون الرئاسية والحزب الديمقراطي. وقبل ذلك بفترة قدم 77.000 دولار إلى حملة إعادة انتخاب أوباما. وكشفت وثائق ويكيليكس التي سربت في تشرين الأول (أكتوبر) 2016 أن رئيس حملة كلينتون جون بوديستا التقى مع الزبري وشكره على تبرعاته. وكان الوثيقة التي أشارت للقاء بوديستا- الزبري هي جزء من كمية وثائق سرقت من بوديستا في محاولة قال المحققون إنها روسية لدعم انتخاب ترامب.
وتكشف صفحة الزبري أنه زار الرئيس المنتخب في برج ترامب بنيويورك في كانون الأول (ديسمبر) 2016 حيث كان الرئيس يحضر لتولي الحكم والتقى مع مستشار الأمن القومي المقبل مايكل فلين. وهو نفس اليوم الذي زار فيه وفد قطري ضم وزير الخارجية برج ترامب والتقى فلين والمدير التنفيذي لحملة ترامب ستيفن بانون. وقال رابونوفيتش إن الزبري التقى مع الوفد القطري في ذلك اليوم ومشى معهم إلى المصعد لكنه لم يشارك في لقائهم مع فريق ترامب. وتشير صفحة الزبري على الفيسبوك أنه التقى مع وزير الخارجية القطري في فندق بلازا في نيويورك. وبعد أيام زار كلا من السعودية والإمارات. ويقوم المحقق الخاص مولر بالتحقيق في نشاطات حملة تنصيب ترامب والمال الأجنبي فيها.