واشنطن بوست: الرواية السعودية الأخيرة عن خاشقجي وقاحة صادمة وتستدعي تحقيقا دوليا مستقلا

إبراهيم درويش
حجم الخط
6

لندن- “القدس العربي”: وصفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الرواية السعودية الأخيرة عن جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي بالوقاحة المثيرة للصدمة.

وقالت هيئة تحرير الصحيفة إن النظام السعودي “تحدّى (بروايته الأحدث حول مقتل خاشقجي) الجميع بما في ذلك أعضاء الكونغرس الأمريكي، الذين طالبوا بالكشف الكامل (عن تفاصيل الجريمة) ومحاسبة (المسؤولين)”.

فبعد أن اعترفت في السابق أن الصحافي كان ضحية جريمة تراجعت السلطات في الرياض عنها وقدمت رواية جديدة، حكاية أن خاشقجي قتل في داخل القنصلية السعودية على يد فريق أرسل خصيصا للتفاوض معه وإعادته إلى السعودية لا تحمل مصداقية. وفي الوقت نفسه أعلنت النيابة السعودية توجيه اتهامات رسمية إلى 11 شخصا، من أعضاء فرقة الموت وحكم على خمسة منهم بالإعدام إلا أنه برأ ساحة ولي العهد محمد بن سلمان -المشتبه الرئيسي في الجريمة- بالإضافة إلى مساعدين كبيرين وافقا على العملية لكنهما لم يأمرا بالقتل.

وتعلق الصحيفة: “من خلال تقديم هذه الرواية التي لا تصدق، يقوم النظام السعودي وبجرأة بتحدي الجميع بمن في ذلك أعضاء الكونغرس من الحزبين الذين طالبوا بالكشف عما جرى والمحاسبة” وتعتقد الصحيفة أن إدارة ترامب يبدو أنها مستعدة للقبول بالمماطلة. ففي يوم الخميس أعلنت عن عقوبات جديدة ضد 17 اعتقلهم السعوديون تاركة ولي العهد وجنرالاته الأمنيين الكبار، دون مساس.

تبدو إدارة ترامب مستعدة للقبول بالمماطلة السعودية

وتعتقد الصحيفة أن القبول بالرواية السعودية يعني تجاهل الحقائق التي أصبحت قائمة عن الجريمة. فالتسجيلات التي أطلع المسؤولون الأتراك مديرة الإستخبارات الأمريكية جينا هاسبل على محتوياتها عندما زارت أنقرة الشهر الماضي، تظهر أن خاشقجي خُنق فور دخوله القنصلية ثم قُطع. إلا أن الرواية السعودية الأخيرة تقول إنه مات بعد مشاجرة اندلعت مما دفع رئيس  “الفريق المفاوض” إلى حقنه بمخدر.

وتقول الرواية السعودية إن العملية خطط لها وأمر بها نائب مدير المخابرات السعودية السابق أحمد عسيري وسعود القحطاني، وكلاهما مقرب من محمد بن سلمان . لكنهما، مع ذلك، وحسب نتائج التحقيقات السعودية ليسا متواطئين في الجريمة، وأن الفريق الذي أرسلاه خدعهما وزعم أن الصحافي غادر القنصلية.

ولم تفسر الرواية السعودية الجزء الذي أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” عن قيام ماهر المطرب، المقرب من ولي العهد بإجراء مكالمة من داخل القنصلية لمسؤول كبير أخبره فيها “قل لرئيسك” إن المهمة أنجزت. وكما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” فـ”الرئيس” هو محمد بن سلمان كما تعتقد المخابرات الأمريكية.

 وتحتوي الرواية السعودية الأخيرة على تناقضات أخرى وظنون. فمن المعروف أن خبيرا في الطب الجنائي متخصص بالتشريح كان مع الفريق. وقال الأتراك إنه حضر إلى القنصلية ومعه منشار عظام لتقطيع جثة خاشقجي. ولكن السعوديين يحاولون خداع العالم والقول إن الخبير تم ضمه إلى الفريق لتنظيف الأدلة وأن المسؤولين في الرياض لم يكونوا يعرفون عنه.

وتعلق أن هذه الحزمة الواضحة من الأكاذيب تستدعي تحقيقا دوليا تقوده الأمم المتحدة كما طالب وزير الخارجية التركي هذا الأسبوع. وتتهم الصحيفة إدارة دونالد ترامب بالمساعدة على التستر السعودي. فالعقوبات الأخيرة التي فرضتها لا تشمل حتى عسيري، المسؤول الذي أمر بالعملية. ويجب على الكونغرس كما تقول الصحيفة أن لا يسمح بهذه الصورة الزائفة. ويجب أن يقوم بوقف كل صفقات الأسلحة والتعاون مع السعودية حتى يتم استكمال تحقيق شامل في مسألة مقتل خاشقجي. فالتستر السعودي هو واحد من الأمثلة عن التصرف المتهور وغرور محمد بن سلمان. “ويجب الكشف عن القتلة الحقيقيين لجمال خاشقجي ومعاقبتهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن الجاحظ:

    سورة عبس ” وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ” صدق الله العظيم
    متى يفهم القوم…… أنه لا صلة بين العقيدة و اللحى….?
    ألم يسمعوا…… بأن ” النظافة من الايمان و الوسخ من الشيطان “….?

  2. يقول الكروي داود:

    نعم وقاحة ما بعدها وقاحة, ولكن بوجه ترامب ومن يدعمه!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول ابن الجاحظ:

    وحدها الصحافة الامريكية الحرة تسمى الاشياء بأسمائها لا تخاف لومة لائم فى قول الحقيقة……..
    الحرية تاج على رأس الاعلاميين الاحرار……اللذين سيلقون ربهم بقلب سليم………

  4. يقول علي النويلاتي:

    فعلاً إنها وقاحة وإهانة لعقول العالم. محمد بن سلمان نفسه رفض تهمة القتل أولاً بشكل كامل وإدعى بأنه خرج وبأنها مؤامرة تركية وقطرية، وكلما مورس عليه وعلى نظامه الضغط وكشف خيط من خيوط الجريمة كلما إعترفوا بجريمتهم، والآن يريد محمد بن سلمان التخلص من الذين أرسلهم بطائرات خاصة للتغطية على مسؤوليته بهذه الجريمة. حاول التخلص من جثة الضحية للتغطية على جريمته وإنكارها من خلال تذويب الجثة وتزوير شخص بهيئة جمال خاشقجي بإدعائه أنه خرج من القنصلية، والآن يريد أن يتخلص من الذين نفذوا تعليماته بالقتل، ويعتقد أنه سوف يضحك على العالم وينقذ نفسه. هل يعتقد إبن سلمان هذا أن العالم مغفل بهذا الشكل لأن يصدق وجود أي شخص في ذلك النظام لديه الصلاحيات لكي يتخذ قرار القتل وإعطاء تعليمات للقنصلية وتسخير طائرتين وتشكيل فريق قتل من 15 شخص وغير ذلك كثير من القرارات وبدون علمه وتعليماته وغمزه وهمزه؟؟؟ إلعب غيرها يا بن سلمان العالم ليس مغفلاً، لقد إنتهيت وإنتهى دورك الإجرامي العميل وأخوتك الصهاينة لن ينقذوك لا من شعب الجزيرة العربية ولا من الأمتين العربية والإسلامية، القضية الفلسطينية قضية مقدسة، ومن يتآمر عليها مصيره إلى الجحيم وبئس المصير!

  5. يقول السنوات الخداعات:

    رغم غبائهم المفرط يحاولون الاستحمار والاستخفاف بالعقول وهكدا تحقيقات هندية لا تزيدهم الا جرائم على الجريمة الشنيعة اللانسانية.مملكة الموز ادكى من مهلكة ال شعود رغم مالها وجاهها هي مدلولة منبطحة منبودة وكان الجرب يغطيها.انها السنوات الخداعات يصدق فيها الكادب وينطق فيها الرويبضة بقطب الخير وهو الشر بحدافره

  6. يقول الصوفي الجزائر:

    لو كان فعلا السعودية تحكم بشرع الله لتم القصاص من بن سلمان ابو منشار اولا و المدعي العام ابو حلوى ثانيا لشهادة الزور التي حملها

إشترك في قائمتنا البريدية