واشنطن ـ “القدس العربي”:
قال عبد الله العودة، نجل الداعية السعودي المسجون سلمان العودة، في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن المملكة السعودية مسؤولة عن الموت البطيء للناشط الحقوقي عبد الله الحامد، مشيرا إلى أنه دخل في غيبوبة أثناء تواجده داخل السجن قبل أسبوعين من وفاته، وذلك بعد أن حُرم لفترة طويلة من الحصول على رعاية طبية.
ونقل الكاتب، الذي يستعد للحصول على درجة الدكتوراه في الولايات المتحدة، عن شهود عيان قولهم إن الناشط عبد الله الحامد تُرك لساعات في أرضية السجن قبل نقله إلى وحدة العناية المكثفة في مستشفى الشميسي بالرياض.
واعتبر العودة أن الحامد يُعد من أبرز الإصلاحيين السعوديين، وكان ناشطا مخضرما وأحد المهندسين البارزين للحركة السعودية التي طالبت بتشكيل دستور والانتقال نحو الديمقراطية.
وفي إحدى محادثاته مع الصحافي جمال خاشقجي، وصفه الأخير بأنه “مانديلا السعودية”، وأشار الكاتب إلى أن خاشقجي، الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول، أعرب عن أسفه لأن قضية الحامد لم تحظ بالاهتمام العالمي الذي تستحقه.
وفي 2003، وقع الحامد إلى جانب أكثر من 100 مفكر وناشط سعودي كبير على عريضة تطالب بالحقوق الأساسية للسعوديين وإجراء إصلاحات سياسية.
في إحدى محادثاته مع الصحافي جمال خاشقجي، وصف الأخير الحامد بأنه “مانديلا السعودية”
وحسب الصحيفة، فإن عبد الله الحامد اجتمع في 2003 بولي العهد السعودي في ذلك الوقت عبد الله بن عبد العزيز، الذي قال للحامد حينها: “رؤيتك هي رؤيتي، ومشروعك مشروعي”، لكن السنوات مرت، ومات الملك عبد الله دون أن يفي بوعوده.
وحظرت السعودية “جمعية الحقوق المدنية والسياسية”، التي كان الحامد أحد مؤسسيها، واعتقلت السلطات أعضاءها المؤسسين وجمّدت أصولهم.
وكان تأسيس الجمعية حدثا فارقا في حياة الحامد؛ إذ دعت إلى تشكيل برلمان حرّ وإجراء انتخابات نزيهة، واكتسبت زخما مع اندلاع أحداث الربيع العربي.
وحتى بعد أن خرج الحامد من السجن بعد عفو من الملك عبد الله بن عبد العزيز، رفض مقابلة الملك والسلام عليه كما فعل البقية ممن أُعفي عنهم.
Saudi Arabia is responsible for the slow death of the kingdom’s Nelson Mandela, @aalodah writes https://t.co/yvF07Ee86R
— Washington Post Opinions (@PostOpinions) April 25, 2020
وحكمت السلطات السعودية في عام 2013 على الحامد بالسجن 11 عاما (مع إعادة تفعيل حكم سابق)، في محاكمة أدانتها المنظمات الحقوقية العالمية لعدم شفافيتها، وحازت على انتباه كبير من المجتمع السعودي خصوصا مع رده الشهير أثناء النطق بالحكم عليه: “النهر يحفر مجراه”.
وتعرض الحامد للمضايقات الصحية والنفسية في سجن الحائر بالرياض، كما منعته السلطات من الرعاية الصحية الكافية رغم كبر سنه (70 عاما)، وهو ما أدى إلى وفاته بعد دخوله في غيبوبة لمدة أسبوعين، وفق ما يقول حقوقيون سعوديون.
وشدد الكاتب على أن إرث الحامد الديمقراطي سيبقى في المملكة، مثلما حطمت كلمات نيلسون مانديلا نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وبوفاة الحامد يسدل الستار عن أهم المفكرين الحقوقيين الإسلاميين الداعين للمجتمع المدني في الخليج العربي، حيث ترك الحامد مؤلفات ضخمة أكدت التوفيق بين الإسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، كما كتب عشرات الردود على العلماء الرسميين في البلاد.
من أهم كتبه: “حقوق الإنسان بين الإسلام وغبش الفقهاء والحكام” و”ثلاثية المجتمع المدني” و”الكلمة أقوى من الرصاصة” و”المشكلة والحل”.
رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته.
رحم الله الشهيد عبدالله الحامد و اسكنه فسيح جنانه
هذ التشبيه لا يجوز و لا يحق لاحد أن يشبه مسلم مات و استشهد في زنازين الطغاة بشخص آخر لم يسمح الميت لنا بتشبيهه به.
رحمه الله واسكنه فسيح جناته ..كل انظمه الظلم والقمع والاستبداد في اوطاننا المنكوبة مصيرها الي الزوال ..لا ادري الم يتعلم حكامنا من تجارب من سبقهم وكيف كانت النهاية ؟؟؟!!!
رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جنانه والهم دويه الصبر والسلوان وستبقى وفاته وصمة عار على جبين جلاديه الدين تركوه بدون رعاية صحية ولم يراعوا في دلك كبر سنه ومع دلك يدعون انهم مسلمون ويخدمون الاسلام والمسلمين قاتل الله الظالمين اينما وجدوا.
رحم الله الفقيد رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان . كل أنظمة القهر وإلا استبداد إلى زوال .
السؤال المهم بعد إحالة مواطن أو أجنبي للقضاء بأية دولة: هل خالف المتهم قوانين سارية معلنة بتلك الدولة وثبت عليه بأدلة وقرائن وشهود فتم إحالته للقضاء؟ فإن توصل القضاء أنه خالف قوانين سارية معلنة بشكل قطعي وصدرت أحكام قضائية قطعية بتطبيق عقوبات نصت عليها القوانين بعد المرور بكل مراحل تقاضي فعندها يتحمل المتهم مسؤولية مخالفاته ويبقى مجال ندم وإعتذار وطلب عفو الحاكم لتخفيف عقوبة. فبدون قوانين تدخل الدول بفوضى ويتوالد أمراء بكل حي وقرية ويفرض كل منهم شريعة غاب تخصه، ولا عصمة لأحد ولا يغني تعدد جنسيات
استطاع الأمير محمد بن سلمان في مدة وجيزة شل كل الحركات الإصلاحية والمعارضة له في ظرف وجيز سواء بالترهيب والتهديد وكتم الأصوات أو الإختطافات والإعتقالات التعسفية حتى ما بقي في الساحة السعودية اليوم غير جوقة المطبلين والمهللين لحكم الأمير المستبد المتهور!!
يستحيل أن تسمع وأنت تطلع على كافة وسائل الإعلام السعودية ولو صوتا واحدا ينتقد ويصوب قرارات الأمير محمد بن سلمان فقد ساد الرعب بين صفوف ما تبقى من الصحافيين والمثقفين في حالة سراح!!
استبشرنا خيرا في البداية مع وعود ولي العهد محمد بن سلمان لإصلاح الإقتصاد وتطوير البلد. لكن تبين للجميع مع مرور الزمن أن الإنفتاح الذي وعد به هو مجرد غطاء ليستميل الشباب بأنشطة ترفيهية ونيل تعاطف الغرب بإصلاحات شكلية كمنح النساء الحق في السياقة وفتح دور السينما وتنظيم مهرجانات موسيقية… كلها كانت غطاء لتمرير تأسيس نظام حكم استبدادي أشد من سابقه الذي كان يعتمد قسطا يسيرا من الشورى. حتى المنزلة التي كانت المملكة تتمتع بها بين المسلمين بفضل استضافة الحجيج في جو من الأمان فقدتها بسبب سمعة الأمير المنفلت بعد قتل والتمثيل بجثة صحافي معارض وبعد ملاحقة بعض الحجيج الأجانب في بلاد الحرمين في مواسم الحج في السنوات الأخيرة بسبب مواقفهم السياسية! وما هو قادم من سلوكات الأمير الطائشة أشد وانكى في المستقبل.
عودتنا الأنظمة العربية المفلسة على شراء الذمم لتثبيت حكمها بشراء الولاءات على المستوى الداخلي عبر توزيع الإمتيازات على مجموعة من حاشيتها التي تؤمن لها بالمقابل بسط سلطتها بالقهر والإستحواذ على الثروات غير أن نظام حكم محمد بن سلمان لم يرى حاجة في استرضاء الحاشية مادامت قابلية الإنبطاح يسرت له المهمة، فبقي الرهان في تقديره مبني على شراء ود الحكام الغربيين وتوقيع الصفقات السخية لصالحهم وقد نجح في ذلك نسبيا حيث كانت مواقف ترامب وماكرون جونسون تتأرجح بين غض الطرف عن التجاوزات ومحاولة تهوينها.