واشنطن بوست: السلطات مسؤولة عن الموت البطيء لـ”مانديلا السعودية”

حجم الخط
13

واشنطن ـ “القدس العربي”:

قال عبد الله العودة، نجل الداعية السعودي المسجون سلمان العودة، في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن المملكة السعودية مسؤولة عن الموت البطيء للناشط الحقوقي عبد الله الحامد، مشيرا إلى أنه دخل في غيبوبة أثناء تواجده داخل السجن قبل أسبوعين من وفاته، وذلك بعد أن حُرم لفترة طويلة من الحصول على رعاية طبية.

ونقل الكاتب، الذي يستعد للحصول على درجة الدكتوراه في الولايات المتحدة، عن شهود عيان قولهم إن الناشط عبد الله الحامد تُرك لساعات في أرضية السجن قبل نقله إلى وحدة العناية المكثفة في مستشفى الشميسي بالرياض.

واعتبر العودة أن الحامد يُعد من أبرز الإصلاحيين السعوديين، وكان ناشطا مخضرما وأحد المهندسين البارزين للحركة السعودية التي طالبت بتشكيل دستور والانتقال نحو الديمقراطية.

وفي إحدى محادثاته مع الصحافي جمال خاشقجي، وصفه الأخير بأنه “مانديلا السعودية”، وأشار الكاتب إلى أن خاشقجي، الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول، أعرب عن أسفه لأن قضية الحامد لم تحظ بالاهتمام العالمي الذي تستحقه.

وفي 2003، وقع الحامد إلى جانب أكثر من 100 مفكر وناشط سعودي كبير على عريضة تطالب بالحقوق الأساسية للسعوديين وإجراء إصلاحات سياسية.

في إحدى محادثاته مع الصحافي جمال خاشقجي، وصف الأخير الحامد بأنه “مانديلا السعودية”

وحسب الصحيفة، فإن عبد الله الحامد اجتمع في 2003 بولي العهد السعودي في ذلك الوقت عبد الله بن عبد العزيز، الذي قال للحامد حينها: “رؤيتك هي رؤيتي، ومشروعك مشروعي”، لكن السنوات مرت، ومات الملك عبد الله دون أن يفي بوعوده.

وحظرت السعودية “جمعية الحقوق المدنية والسياسية”، التي كان الحامد أحد مؤسسيها، واعتقلت السلطات أعضاءها المؤسسين وجمّدت أصولهم.

وكان تأسيس الجمعية حدثا فارقا في حياة الحامد؛ إذ دعت إلى تشكيل برلمان حرّ وإجراء انتخابات نزيهة، واكتسبت زخما مع اندلاع أحداث الربيع العربي.

وحتى بعد أن خرج الحامد من السجن بعد عفو من الملك عبد الله بن عبد العزيز، رفض مقابلة الملك والسلام عليه كما فعل البقية ممن أُعفي عنهم.

وحكمت السلطات السعودية في عام 2013 على الحامد بالسجن 11 عاما (مع إعادة تفعيل حكم سابق)، في محاكمة أدانتها المنظمات الحقوقية العالمية لعدم شفافيتها، وحازت على انتباه كبير من المجتمع السعودي خصوصا مع رده الشهير أثناء النطق بالحكم عليه: “النهر يحفر مجراه”.

وتعرض الحامد للمضايقات الصحية والنفسية في سجن الحائر بالرياض، كما منعته السلطات من الرعاية الصحية الكافية رغم كبر سنه (70 عاما)، وهو ما أدى إلى وفاته بعد دخوله في غيبوبة لمدة أسبوعين، وفق ما يقول حقوقيون سعوديون.

وشدد الكاتب على أن إرث الحامد الديمقراطي سيبقى في المملكة، مثلما حطمت كلمات نيلسون مانديلا نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

وبوفاة الحامد يسدل الستار عن أهم المفكرين الحقوقيين الإسلاميين الداعين للمجتمع المدني في الخليج العربي، حيث ترك الحامد مؤلفات ضخمة أكدت التوفيق بين الإسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، كما كتب عشرات الردود على العلماء الرسميين في البلاد.

من أهم كتبه: “حقوق الإنسان بين الإسلام وغبش الفقهاء والحكام” و”ثلاثية المجتمع المدني” و”الكلمة أقوى من الرصاصة” و”المشكلة والحل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسام بيومي:

    الأمر ما عاد مقتصرا على الأصوات المعارضة داخل المملكة السعودية أو الإمارات المتحدة بل إن كل الأقلام المنتقدة لبن سلمان أو بن زايد في منطقة الخليج برمتها هي اليوم محل ملاحقة وهدف لحملات التشويه وربما الإختطاف, لقد بث محمد بن سلمان مشاعر الذعر والإرهاب النفسي بين كل المثقفين والحقوقيين ورجال الإعلام بالمنطقة, فلا أحد أصبح يجرؤ على المجازفة بسلامته ومصيره بعد حادثة المرحوم جمال خاشقجي وآخرين مغيبين في الأقبية والسجون.

  2. يقول علي عزت:

    هل يستوعب أحد لماذا بلد تعداد ساكنتها يزيد عن 30 مليون فرد كالسعودية ولها إمكانيات مالية ضخمة تطلب منذ 60 سنة حماية جيوش أجنبية لأراضيها؟
    لماذا بلدان مجاورة بأقل عدة وثروات قادرة على تأمين حماية أراضيها دون توسل واستجداء عون خارجي؟
    لماذا بهذه الإمكانيات لازالوا يعتمدون على الكفاءات الأجنبية واليد العاملة الخارجية بشكل أساسي؟

  3. يقول محسن جمال:

    سمعت تصريح لديبلوماسي سابق بدولة غربية في برنامج تلفزي يقول فيه إن محمد بن سلمان يخير بعض الحكومات الغربية بينه وبين إمكانية وصول الإسلاميين للحكم ويصارحهم أنه من مصلحتهم أن يساندوه لتفادي البديل غير المرغوب فيه, فلا اعتبار لحق الشعب عنده في اختيار الإصلح لحكمه, كل شيء عنده قابل للمقايضة. هكذا يرسخ ولي العهد حكمه ويبني علاقاته مع القوى الأجنبية!

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية