لندن- “القدس العربي”: تطرقت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير أعده كريم فهيم، وزكريا زكريا، لموضوع المقاتلين السوريين الذين باتوا يشاركون على جانبي النزاع الليبي.
وأشارا فيه لقصة المقاتل ممدوح الذي شارك في الحرب الأهلية السورية وهو شاب صغير، وعندما بلغ 25 عاما كان قد قاتل مع جماعتين مسلحتين، وكان ينشر صورا لنفسه في الزي العسكري والبندقية مفتخرا بسجله في الحرب، لكن مهمته الأخيرة التي انضم فيها لقوة أمن روسية في ليبيا كانت سرية.. ولهذا لم ينشر صوره عنها، فهو بات في نظر الكثيرين مرتزقا يقاتل أبناء جلدته الذين انضموا للقتال مع الجانب الآخر في الحرب الليبية.
وجود السوريين أضاف مزيجا غريبا للوضع المتقلب في ليبيا، مع أن هناك مرتزقة أجانب غيرهم سبقوهم إلى الساحة الليبية.
وبحسب أقارب له يعيشون في ليبيا، فقد صرخ والده عليه عندما اتصل من ليبيا طالبا دعواته والعائلة في المعركة، ووصفه بـ”الكلب” وقال إنه لن يقيم بيت عزاء له لو مات.
ويعد ممدوح واحدا من آلاف السوريين الذين جندهم طرفا النزاع في ليبيا خلال العام الماضي، وتم حثهم للقتال هناك من قوى أجنبية ووعود بالرواتب الجيدة وحوافز أخرى، بحسب منظمات حقوقية سورية وعناصر في المعارضة و”مسؤولين أمريكيين وليبيين”.
ويرى طارق المجريسي، الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن وجود السوريين أضاف مزيجا غريبا للوضع المتقلب في ليبيا، مع أن هناك مرتزقة أجانب غيرهم سبقوهم إلى الساحة الليبية.
ومعظم المقاتلين السوريين في ليبيا جندتهم تركيا التي تدعم فصائل مسلحة تعارض نظام بشار الأسد. وتعتبر أنقرة الداعم الرئيسي لحكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة. وبدأت تركيا بنشر المقاتلين السوريين العام الماضي، عندما بدأ الرئيس رجب طيب أردوغان بزيادة دعمه العسكري للحكومة في طرابلس.
وقال المجريسي: “ينظر للمقاتلين السوريين بأنهم إضافة لقوات الحكومة التي كانت تحاول الدفاع على خطوطها ضد الجماعات المقاتلة مع الجنرال خليفة حفتر”. إلا أن نشر المقاتلين أثار الجدل بعد الكشف عنه العام الماضي.
وعبّرت رموز في المعارضة السورية عن غضبها لنقل المقاتلين إلى ساحة حرب أجنبية في أسوأ الأوقات التي تمر بها الحرب السورية، وهي نفس الفترة التي كثفت فيها روسيا دعمها لقوات النظام السوري من أجل الهجوم على إدلب آخر معاقل المعارضة ضد نظام دمشق.
وأكد قادة الجماعات المسلحة الذين خافوا من تجاوز الخط الرسمي للأجهزة الأمنية التركية، أنه لم يتم نشر مقاتلين في ليبيا، حتى مع بداية ظهور الصور للمقاتلين في الجبهات الليبية.
وبدأت في الفترة الماضية مجموعات من المقاتلين مرتبطة بنظام الأسد بالظهور إلى جانب قوات حفتر، وذلك بحسب عناصر في المعارضة السورية يراقبون عمليات التجنيد، بالإضافة لتصريحات مسؤولين ليبيين.
وتعرضت قوات حفتر الشهر الماضي لهزيمة أوقفت حملتها ضد العاصمة واضطرت للانسحاب إلى الشرق الواقع تحت سيطرة الجنرال المتقاعد.
وتشير الصحيفة إلى أن عمليات التجنيد الأخيرة في سوريا حدثت في المناطق الخاضعة لنظام الأسد وفي مناطق الأكراد وكلها تمت نيابة عن شركة أمنية روسية في ليبيا.
وتعد روسيا من أهم داعمي حفتر الذي يحظى بدعم الإمارات ومصر أيضا. وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها سوريا وانهيار العملة، فمن الصعب مقاومة عرض مالي للقتال في جبهة خارجية، خاصة أن التجنيد مرفق بوعود مالية بقيمة 2000 دولار كراتب شهري و500 دولار مقدما للعائلة التي ستظل في سوريا وتعويضات مالية كبيرة في حالة قُتل المجند خلال المعارك.
إلا أن المواقف من مشاركة المقاتلين اتسمت بالسلبية في سوريا، حيث اتهم المسلحون المعارضون للنظام بالتخلي عن الحرب الرئيسية ومتابعة أحلامهم المالية، فيما اتهم المقاتلون مثل ممدوح الذي حارب مع ميليشيا تابعة للنظام بالدفاع عن مصالح روسيا لا بلادهم.
كما أن الراتب لم يكن مبررا في نظر السوريين داخل البلاد. وقال سامر الأحمد، الصحافي المؤيد للمعارضة: “كصحافي وناشط في الثورة، أشعر بالخجل من هذا ومن الجانبين” و”أرفض تحويل السوريين إلى مرتزقة”.
وتشير الصحيفة إلى غموض الموقف الأمريكي من ليبيا، فقد بدا الرئيس دونالد ترامب داعما لعملية حفتر ضد طرابلس، إلا أن الولايات المتحدة بدت ناقدة في الفترة الأخيرة للنفوذ الروسي في ليبيا نيابة عن حفتر.
وقال كريستوفر روبنسون، نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية في أيار/مايو، أن روسيا وحكومة الأسد تقومان “بنقل المقاتلين السوريين إلى ليبيا للمشاركة في عمليات شركة فاغنر دعما لحفتر. وأرسلت شركة التعهدات الأمنية المقربة من الكرملين مئات المسلحين للقتال مع حفتر”.
وعلق مسؤول آخر وهو هنري ووستر، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شمال إفريقيا ومصر، إن الولايات المتحدة تعارض نشر المرتزقة على جانبي النزاع.
وكان ممدوح جزءا من مجموعة مقاتلين جندهم شيوخ عشائر في محافظة الحسكة، شمال- شرقي سوريا. ومعظم الذين تم تجنيدهم من قوات الدفاع الوطني المؤيدة للأسد، وقيل لهم إنهم سيقومون بحراسة المنشآت النفطية الليبية.
إلا أن قادة في غرب ليبيا قالوا إن المقاتلين الذين جندتهم روسيا تم نشرهم في مواقع على الخطوط الأمامية. وقال العقيد محمود مصطفى، القائد الليبي في مدينة مصراتة، إن الروس والمرتزقة السوريين تم نشرهم في مدينة سرت.
واتخذ القناصة السوريون مواقع لهم في البنايات العالية. وقال حسن حنظل، المعارض الذي ينتمي إلى قبيلة حرب، إن عددا من أقاربه ذهبوا إلى ليبيا. وأضاف وغيره من المعارضين أن عملية التجنيد أشرف عليها ضباط روس في سوريا مع موظفين في شركة فاغنر.
وقام وسطاء من قبائل عربية بجمع الأسماء المحتملة للمرشحين واتصلوا معهم، بحسب حنظل الذي وقّع رسالة مفتوحة انتقد فيها تورط القبائل في عملية التجنيد الروسية.
واتهمت الرسالة “من رجال ونساء قبيلة حرب الأحرار” المتورطين بالتجنيد باستغلال الوضع الاقتصادي وانهيار العملة وأساليب ضغط أخرى. ودعوا شباب القبيلة لتجاهل دعوات الروس التي سترسلهم إلى الموت.
ونفى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التقارير التي تحدثت عن تجنيد سوريين للقتال في ليبيا. وفي تصريحات لصحيفة الأهرام المصرية هذا الشهر، نفى التقارير عن وجود مرتزقة من شركة فاغنر، وقال إنها قامت على معلومات مزيفة وتهدف لتشويه السياسة الروسية في ليبيا.
ويرى المجريسي أن الروس يحاولون على ما يبدو بناء مجال تأثير في ليبيا لمواجهة تركيا. ويعلق: “مع انهيار حفتر.. لربما تحول السوريون الذي يقاتلون مع جانبه إلى قوى روسية داخل ليبيا”.
وقال إن الأسابيع المقبلة ستظهر فيما إن كان الروس في وضع لرسم خطوط أم لا. كما لا يُعرف ما هو مصير السوريين في حال زادت الضغوط الدولية لوقف الحرب، وإن كانوا سيعودون لبلادهم أم لا؟
من المؤسف تكون نهاية الشباب الطموح عل هذي الشاكله وكل هذا في تفاق روسي امريكي يهدف تفريغ الجزيره من العرب للصالح الاحزاب الانفصاليه الكرديه
نعم هذي حقيقه مره عل وجه الخصوص تجنيد الشباب من الجزيره العربيه من قبل شيوخ العار التابعه للنظام ورسيا مقابل مبالغ ماليه زهيده فقط قامت المخابرات الروسيه بتجنيد عداد كبير عن طريق سماسره لهم بصفة حراس امن ولكن تفاجأ جميع المرتزقه انهم عل خط الجبهات في القتال ضد الحكومه الشرعيه وبدأت نداء الاستغاثة للعوده لكن فاتكم القطار .