لندن ـ “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا كتبه المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” فرد هيات قال فيه إن المعارضين لأنظمتهم والمدافعين عن حقوق الإنسان وأقارب المضطهدين يتدفقون من كل أنحاء العالم ورغم كل المعوقات وضد أي منطق على واشنطن و”يأملون بلحظة واحدة من الوضوح الإخلاقي من قادة أمريكا”. وقال إن الأسبوع الماضي وحده شهد قادمين ضموا خديجة جنكيز، خطيبة الصحافي القتيل جمال خاشقجي الذي قتل على يد مجموعة من القتلة أرسلهم ولي العهد السعودي. وحضرت ابنة عالم إيغوري محرومة من والدها منذ أن فصل عنها في مطار بيجين قبل ستة أعوام. وحضر وفد من هونغ كونغ محذرا من إن الجزيرة المستقلة تقوم بالمحاولة الأخيرة لها للحفاظ على المجتمع الحر، في وقت تقف أمريكا صامتة.
وقال هيات إن جنكيز تحدثت أمام جلسة استماع وزارت صحيفة واشنطن بوست حيث بدأت قصتها بالقول: “عمري 36 عاما، أنا تركية وكنت خطيبة جمال” وهو نفسه كاتب العمود في الصحيفة وجر إلى القنصلية السعودية في اسطنبول يوم 2 تشرين الأول (أكتوبر) من أجل الحصول وثائق احتاجها لإكمال زفافه منها. وانتظرت جنكيز خارج المجمع الدبلوماسي عندما دخل وظلت تنتظره حتى منتصف الليل ولا تزال تنتظر. وبعدما قالت السلطات التركية إن لديها شريط صوتي يؤكد مقتل خاشقجي داخل السفارة، حاولت طالبة الدكتوراة البقاء بعيدا عن الأضواء. ورفضت دعوة لزيارة واشنطن “لم أكن مستعدة من الناحية العاطفية” كما قالت. وبعد عدة أشهر قررت أن محاولة تحقيق العدالة للرجل الذي أحبته يعني أن عليها الظهور والقيام بدور عام. وانتقلت إلى لندن لدراسة الإنكليزية. وجاءت أخيرا لمقابلة المسؤولين في الحكومة التي تعتقد أنه باستطاعتهم لو اختاروا مساعدتها وإجبار السعوديين الكشف عن خفايا الجريمة. وقالت إن رد الفعل الأمريكي “لم يكن كافيا” و “كنت أتوقع أكثر من هذا”. أما جواهر إلهام التي وضعت نفسها للدفاع عن والدها المعتقل الإقتصادي الإيغوري المعروف إلهام توهتي فقد كان آخر مرة شاهدته في عام 2013. وكان يريد السفر إلى إنديانا في إجازة علمية، كانت سترافقه فيها مدة أسبوعين قبل أن تعود إلى الصين لتبدأ دراستها الجامعية. وعندما اعتقل أصر على مواصلتها الرحلة بدونه. وعندما وصلت إلى شيكاغو، لا تعرف ولا كلمة إنكليزية واحدة ولم يتوفر لها الطعام الحلال في الطائرة، وهي في حالة من الصدمة. وبعد ستة أعوام تخرجت من جامعة إنديانا وسافرت إلى واشنطن لكي تتسلم جائزة من “فريدم هاوس” نيابة عن والدها. وتتحدث الإنكليزية والصينية والإيغورية والعربية وتأمل بمواصلة دراستها في واشنطن بحيث تواصل عملها للدفاع عن والدها وأبناء الإيغور المعتقلين. ذلك أن والدها خلال السنوات الست الماضية حكم عليه بالسجن مدى الحياة (عام 2014) ومنذ عام 2017 منع من الإتصال تماما بعائلته. وتساءل الكاتب لماذا كل هذه القسوة؟ لا تعرف إلهام ولكن عزلة والدها تتزامن مع المعتقلات الجماعية في غرب الصين احتجزت فيها الصين مليون مسلم من الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى.
وتقول الباحثة في منظمة “هيومان رايتس ووتش” مايا وانغ إن الهجوم على الإيغور مثل هونغ كونغ “هو عرض على عدوانية جديدة للحزب الشيوعي”. أما في هونغ كونغ، والتي منحت نظاما قانونيا بناء على معاهدة دولية فيما تطالب الصين بقانون الترحيل الذي يمنحها القدرة على ترحيل أي ناقد للحكومة من الجزيرة إلى البر الصيني. وقال مارتن لي، الزعيم الديمقراطي: “لو كتبت مقالا لا يعجب الصين، يطلب منك الإعتراف”. ويرى لي أن القانون المقترح يعد تهديدا كبيرا للحرية في الجزيرة منذ أن سلمتها بريطانيا عام 1997. وأضاف “سنحاول بناء على قدرتنا هزيمته” و”لكننا نريد ضغطا خارجيا”. فهل ستحصل هونغ كونغ على المساعدة؟ تقول إلهام إن بعض الكونغرس يتحدثون وهو ما تشعر بالإمتنان له. وفي خطاب ألقاه مايك بومبيوم في 11 أيار (مايو) في معهد كليرمونت قال فيه إن “عقيدة ترامب” تشمل على حقوق الإنسان. فهي تنتقد الإنتهاكات في إيران وكوبا وفنزويلا. ولكن الرئيس يقوض ويلغي كل هذا، فهو يدافع عن قتلة خاشقجي في الرياض ويثني على سجان الإيغور، الرئيس الصيني شي جينبنغ ويصفه بـ “الصديق” ويتحمس للطغاة من هنغاريا إلى روسيا والفلبين. ولم يوقف هذا التحيز القادمين بحثا عن مساعدة ضد الموجة الصاعدة من الديكتاتورية. ولربما جاءوا لأنهم لم يجدوا مكانا يذهبون إليه أو ربما لأنهم يفهمون أمريكا أكثر مما يفهمها رئيسها.