لندن- “القدس العربي”: علقت صحيفة “واشنطن بوست” على نتائج الانتخابات الإسرائيلية بأنها صورة عن التحرك “المقلق” للبلد باتجاه ديمقراطية غير ليبرالية.
وقالت الصحيفة: “من الناحية الموضوعية، فإسرائيل اليوم أقوى مما كانت عليه قبل 74 عاما، وجيشها لا منازع له بين دول الشرق الأوسط الأخرى. واعترفت الدول العربية بشكل متزايد بها دبلوماسيا أو تتعامل معها بطريقة وكأنها تعترف بها. وحتى لبنان الذي تقع حكومته تحت تأثير حزب الله المدعوم من إيران، وقّع اتفافية ترسيم الحدود البحرية لاستخراج الغاز مع إسرائيل. وفي الداخل ولّد اقتصادها القائم على التكنولوجيا ناتجا للفرد بلغ 51.000 دولار في العام، بشكل يجعل إسرائيل في المرتبة 25 من الدول الأعلى دخلا للفرد، حسب أرقام البنك الدولي”.
وفي الانتخابات العامة، صوّت معظم الإسرائيليين وكأن هذه الأشياء غير صحيحة. وبسبب مخاوفهم، فقد سلّموا الأغلبية البرلمانية للأحزاب المتحالفة مع رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، والتي أقامت حملاتها الانتخابية على أنها الحامي الأفضل للإسرائيليين من العنف الفلسطيني، وبرنامج إيران النووي. وأضافت الصحيفة أن هزيمة تحالف الوسطي يائير لبيد الذي ضم تحالفه أحزابا معادية لنتنياهو، وحزبا إسلاميا للعرب في داخل إسرائيل، يجب أن يثير قلق أصدقاء إسرائيل في الخارج، بمن فيهم الولايات المتحدة.
وهذا صحيح؛ لأنه يعني نهاية حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني الذي دعمه لبيد من ناحية المبدأ على الأقل. ومقلق من ناحية سجل نتنياهو السابق كرئيس للوزراء، فهو متهم بقضايا فساد. كما لعب على الخلافات الحزبية في الولايات المتحدة، وحاول تخريب جهود الرئيس باراك أوباما لعقد صفقة نووية مع إيران، وأقام علاقات دافئة مع الرئيس دونالد ترامب، مع أنه قام بتهنئة جو بايدن بعد فوزه في عام 2021.
ولعل مصدر القلق الأكبر هو ضم تحالف نتنياهو أحزابا يمينية أكثر من متطرفة، مثل حزب القوة اليهودية الذي يقوده إيتمار بن غفير، والمتجذر في أفكار حركة “كاخ” المعادية للعرب. وكانت الحركة التي أنشأها مائير كاهانا، شديدة التطرف، لدرجة أن إسرائيل منعتها، وصنّفتها الخارجية الأمريكية حتى بداية العام الحالي كحركة إرهابية.
وفي عام 2007، أدانت محكمة إسرائيلية بن غفير بدعم والتحريض على العنصرية. لكنه يسيطر مع بتسلئيل سموتريتش المتطرف المعروف بمواقفه المعادية للمثليين، على كتلة مستعدة لتقديم 14 مقعدا إلى نتنياهو كي يصل إلى 64 مقعدا من أصل 120 في الكنيست، وهو ما يمكنه من تشكيل الحكومة.
ومن المؤكد أن هذه الغالبية تتضخم بسبب النظام الانتخابي الإسرائيلي الغامض، ولا تعكس 4.7 مليون صوت تم الإدلاء بها والتي انقسمت بالتساوي بين المعارضين لنتنياهو والمؤيدين له. ولا يحظى بن غفير وسموتريتش بتأييد إلا بنسبة 10.8%. ولكن الخلافات داخل اليسار والأخطاء التكتيكية لم تكن لتعطي نتيجة مختلفة. وساعدت الهجمات الصاروخية والاستفزازات من الجماعات المؤيدة لإيران مثل حركة الجهاد الإسلامي على تقدم نتنياهو وجماعاته المتطرفة. وهناك فرصة ضيقة جدا لانهيار التحالف المتطرف هذا، كما انهارت تحالفات أخرى في الماضي. ومن غير المرجح أن يحنث نتنياهو بوعوده الانتخابية للأحزاب المتطرفة.
ومهما يكن، فالواقع الذي يمثله بن غفير أصبح جزءا من تيار السياسة الإسرائيلية. وبعد انسداد في هذه السياسة خلال السنوات الأربع الماضية، وخمس جولات انتخابية، يبدو أن نتنياهو حصل على حكومة مستقرة، وعودة إلى منصب رئيس الوزراء الذي شغله لمدة 15 عاما. وفعل نتنياهو هذا ليس من خلال رفض النزاعات اللاليبرالية في إسرائيل، بل من خلال التلاعب بها، ونتيجة للحسابات السياسية من أن اليميف المتطرف سيساعده على التخلص من الملاحقات القانونية. وثمن التعاون مع كل من بن غفير وسموتريتش هو حصولهما على مناصب وزراية مهمة، مثل إدارة شرطة إسرائيل التي عبّر بن غفير عن رغبة بتوليها.
ويشكل صعود اليمين المتطرف في دولة حليفة معضلة لإدارة بايدن. ورغم أنها تنتظر تشكيل الحكومة حتى تحكم عليها، إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، أشار إلى المصلحة والقيم المشتركة التي تقوم عليها العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية، وعبّر عن أمله بالتزام المسؤولين الإسرائيليين بهذه القيم والمجتمع الديمقراطي المفتوح، بما في ذلك التسامح واحترام المجتمع المدني وتحديدا الأقليات.
وهذا تلميح واضح لبن غفير، وإشارة لنتنياهو، ويجب ألا تستبعد الإدارة مقاطعة دبلوماسية لو انضم بن غفير للحكومة. ومهما كان خطاب نتنياهو وحلفائه مقززا، فيجب الحكم عليهم من خلال أفعالهم بعدما حصلوا على ثقة الناخب الإسرائيلي.
هههههههه هل حان الأوان لكي تتمرد دويلة الباطل إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين على راعيتها أمريكا اللعينة الخبيثة، نتمنى أن يحدث بينهما صدام اللئام في ليلة الزحام ???