واشنطن بوست: انتخابات بريطانيا عام 2019 مثال للتضليل والكذب

حجم الخط
1

لندن – “القدس العربي”:
تحدث ريك نواك في صحيفة “واشنطن بوست” عن عدم الصدق والحيل القذرة التي علمت حملة انتخابات بريطانيا الأخيرة.
وأشار إلى أن قوانين البث التلفزيوني والإذاعي تشترط بحصول كل المرشحين على تغطية إعلامية متساوية تعمل على تشكيل الرأي العام من المرشحين وبرامجهم. ولكن حملات الانتخابات التي قادت إلى عملية الاقتراع يوم الخميس أظهرت أن المشهد الإعلامي في بريطانيا قد تغير بحيث لم يعد مجرد الدفع بهذا الاتجاه أو ذاك كافيا. فخلال الحملة الانتخابية انتشرت المعلومات الكاذبة والحيل القذرة خاصة على الإنترنت بشكل لم تعد فكرة المساواة في التغطية مهمة. ففي تشرين الثاني انتشرت الاتهامات حول عدم النزاهة الرقمية بعد دقائق من أول مناظرة تلفزيونية بين رئيس الوزراء بوريس جونسون وزعيم العمال جيرمي كوربن، قام حزب المحافظين ومن خلال “تويتر” بإعادة تشكيل أخبار الحملة الانتخابية قبل المناظرة وقدمتها على أنها “فحص المعلومات”.
ووسط المخاوف من حملات التضليل فقد تم تقديم ما أطلق عليها فحص معلومات بأنها منشورات تقوم بها جماعة فحص للمعلومات. وفي الدفاع عن التحرك قال عضو حزب المحافظين ووزير الخارجية دومينك راب “لا أحد يهتم بما تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي تحت الضغط”، إلا أن الحملة التي تلت ذلك أثبتت أن راب مخطئ. فقد تم التلاعب بلقطات الفيديو للمحافظين من أجل التضليل المقصود. وتم خداع الصحافيين لنشر الاتهامات الكاذبة عبر “تويتر”.
ومن القصص التي تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي هي صورة الطفل البالغ من العمر 4 أعوام جاك ويلمينت الذي لم يجد سريرا للنوم عليه في غرفة الطوارئ. وبالنسبة لنقاد المحافظين من الليبراليين فقد أكدت الصور مظاهر قلقهم حول الدعم غير الكافي لنظام الصحة الوطني. ولكن رأى فيها أخرون فرصة للحصول على إثارة ولفت انتباه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبعد انتشار الصورة الواسع على الإنترنت بدأ نقاد حزب العمال يقولون إنه أصبح ضحية للتلاعب. ولكن القصة الأولى حقيقية. وقالت صاحبة الصورة إن حسابها على فيسبوك تم اختراقه. ولاحظ خبراء الإنترنت أشكالا تشير إلى محاولات لتأكيد رواية مضادة، مع أنه لا يوجد ما يؤكد هذه الحملة. ولكن الطبيعة الغامضة للشائعات أثارت الانتباه مرة أخرى إلى التدخل في الانتخابات.
وتأكدت هذه الشائعات الشهر الماضي عندما قررت حكومة المحافظين تأجيل نشر تقرير عن التدخل الروسي في السياسة البريطانية. ولا أحد يعرف ماذا في التقرير إلا أن المخابرات الأمريكية والمؤسسات الأوروبية تحدثت عن عمليات تدخل في الانتخابات. وبعد شجبه تأخير إصدار التقرير وجد كوربن نفسه أمام ضغوط جديدة عندما نشر تقريرا كشف عن مفاوضات سرية بين جونسون وإدارة دونالد ترامب لبيع الخدمة الصحية في أي اتفاقية تجارية مع واشنطن بعد البريكسيت. ولكن الوثيقة كانت محل مساءلة وظهرت في موقع “ريدإت” وأنها جاءت من مصادر روسية. ورغم الأسئلة حول التدخل الروسي إلا أن دورات الانتخابات كشفت عن عدم حاجة الديمقراطيات الغربية للمخابرات الأجنبية من أجل تحويل منصات التواصل إلى شبكة للتضليل الإعلامي. والنتيجة لبريطانيا والديمقراطيات الغربية خطيرة.
وقال الكاتب إنه من غير المبالغة القول إن هذه الانتخابات الحالية هي عن مستقبل بريطانيا. وتساءل الكاتب إن جونسون قادرا على تحقيق الغالبية من أجل صفقة خروج مع أوروبا؟ وهل سينجو نظام الخدمة الوطنية ويبقى على حاله؟ وهل سيخسر الشباب البريطاني فرصة العمل والدراسة في أوروبا؟ مع أن الحيل القذرة على الإنترنت وضعت أولويات أخرى أهم من هذه مثل “هل صورة طفل على أرضية مستشفى صحيحة أم مزيفة؟ وهل كشف الحقائق عن البريكسيت هي عن كشف الحقائق؟ ويرى الكاتب أن حملة التضليل أدت لتعزيز بعض المواقف عند البعض والشك فيها عند البعض الآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الصمد:

    هذا تزوير أخطر من تزوير الدول المستبدة لأنه تم للأسف باستعمال نفس وسائل تساوي الفرص والتنافس والتعبير الديمقراطي !

إشترك في قائمتنا البريدية