واشنطن بوست: ترامب تنمر على الدول المارقة للإفراج عن المعتقلين الأمريكيين إلا السيسي وبن سلمان

إبراهيم درويش
حجم الخط
2

لندن- “القدس العربي”:

كتب المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” جاكسون ديهيل، أن الرئيس دونالد ترامب ضغط على الأنظمة المعادية للإفراج عن المعتقلين الأمريكيين في سجونها، لكنه لم يفعل مع الديكتاتوريين المفضلين له.

وقال إن من مزايا استراتيجية دونالد ترامب “أمريكا أولا” النادرة، كان التركيز على الأمريكيين المعتقلين بدون ذنب في الخارج. وفي السنوات الأخيرة تطورت عملية القبض على المواطنين الأمريكيين إلى صناعة دولية صغيرة، ولم تمارسها الجماعات المسلحة المتمردة والأنظمة المارقة مثل إيران وكوريا الشمالية فقط، بل والأنظمة الحليفة اسميا للولايات المتحدة، مثل مصر والسعودية وتركيا.

وتم اعتقال المواطنين الأمريكيين في هذه الدول بناء على أدلة واهية من أجل استخدامهم كورقة مقايضة في التعامل مع الولايات المتحدة. وقيل إن وزير الخارجية مايك بومبيو تعهد “بعدم التسامح مع الحكومات الأجنبية التي تحتجز مواطنين أمريكيين بدون ذنب” كما قال في تشرين الأول/ أكتوبر بعد انتزاعه أمريكياً من أنياب ديكتاتورية بيلاروسيا.

ووثقت مؤسسة جيمس فولي على مدى السنوات الأربع الماضية 65 رهينة أمريكية أو سجينا بدون حق تم تحريرهم بمن فيهم 20 أفرج عنهم عام 2020، لكن هناك 41 أمريكيا لا يزالون في المعتقلات الأجنبية.

والمثير للانتباه أن الترامبية بنت سجلا جيدا في تحرير الرهائن الأمريكيين لدى الجماعات المسلحة والأنظمة المعادية، أكثر ممن اعتقلوا لدى حلفاء أمريكا. وكرست الإدارة نفسها لتحرير الأمريكيين المعتقلين في الخارج، ففي عام 2017 حررت خمس أمريكيين لدى إيران، مع أنها كانت تخوض حربا اقتصادية واستراتيجية “أقصى ضغط” ضد طهران، كما حررت أربعة أمريكيين لدى كوريا الشمالية. لكن في مصر لم تحرر سوى 4 معتقلين فيما لا يزال هناك 4 آخرون اعتقلوا بناء على أدلة سياسية لا أساس لها، كما تقول “مبادرة الحرية” في واشنطن، وهي منظمة غير حكومية. وتم الإفراج عن اثنين بعد وفاة المواطن الأمريكي مصطفى قاسم في سجن خارج القاهرة في كانون الثاني/ يناير مما أدى لحالة غضب واسعة في الكونغرس.

وفي السعودية هناك ثلاث أمريكيين اعتُقلوا ولم يفرج عنهم في ظل إدارة ترامب، والشخص الذي أسرهم ليس سوى محمد بن سلمان الذي لم يرفض مناشدات بومبيو للإفراج عنهم، ولكنه سارع منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى محاكمتهم وإدانتهم، مع أن قضاياهم ظلت ساكنة لسنوات. وأحدهم هو الدكتور وليد الفتيحي الذي صدر حكم بسجنه لمدة سنوات بتهم منها حصوله على الجنسية الأمريكية بدون موافقة السلطات السعودية. وهناك أمريكيان اثنان وهما صلاح الحيدر وبدر الإبراهيم اللذين قد يحكم عليهما اليوم الإثنين.

وقال السجين السابق محمد سلطان، الذي سجنه نظام عبد الفتاح السيسي ومؤسس “مبادرة الحرية”: “خلاصة القول هي أن الأمريكيين ليسوا آمنين في الدول التي تعتبر من أقرب حلفاء أمريكا” في الشرق الأوسط. مضيفا: “عندما اكتشف أمثال السيسي ومحمد بن سلمان ألا تداعيات لاستمرار الاعتقال، لم يكن لديهم أي حافز للإفراج عن السجناء”.

ورغم محاولة كل من نائب الرئيس مايك بنس، وبومبيو الإفراج عن السجناء الأمريكيين في السعودية ومصر، إلا أن ترامب تجنب هذا، بل وتحدث بتفاخر عن السيسي كـ”ديكتاتوري المفضل” وقال إنه من “حمى مؤخرة” محمد بن سلمان بعدما أبعد عنه التداعيات السلبية التي أعقبت مقتل الصحافي جمال خاشقجي والذي كان لديه إقامة دائمة في الولايات المتحدة.

وحاولت عائلات السجناء الأمريكيين وعلى مدى السنوات الأربع الماضية الحصول على لقاء مع ترامب في البيت للفت انتباه ولي العهد السعودي، إلا أن البيت الأبيض رفض. ولكن الأنظمة واصلت حملات القمع ضد عائلات المعتقلين ومن أُفرج عنهم. فعندما قدم سلطان دعوى قضائية بمحكمة فدرالية أمريكية ضد رئيس الوزراء الأسبق حازم الببلاوي واتهمه بالإشراف على تعذيبه، ردت السلطات المصرية باعتقال عدد من أقاربه في مصر، ولم يفرج عنهم إلا بعد ضغوط من الكونغرس. ولكن والد محمد سلطان، الذي يحمل البطاقة الخضراء والذي يقضي حكما سياسيا اختفى ولم يُرَ منذ ستة أشهر.

ويرى سلطان وبقية المحللين أن السيسي وبن سلمان يقومان بمراكمة قطع على شكل أجساد أمريكية يمكنهم استخدامها للمقايضة مع الإدارة المقبلة، والتي قال رئيسها جوزيف بايدن إنه سيلغي الصكوك المفتوحة التي منحها ترامب للديكتاتوريين العرب. ويريد محمد بن سلمان حرف نظر بايدن عن قضية خاشقجي، وطلب من الخارجية الأمريكية منحه حصانة من دعوى قدمها المسؤول الأمني السابق سعد الجبري أمام محكمة فدرالية.

ويجب على بايدن ألا يتعامل، بل والتعلم من الدرس الذي ظهر من تجربة ترامب: الطريقة الوحيدة لمنع الاحتفاظ بالأمريكيين كرهائن في الخارج هي تبني أسلوب لا يتسامح خاصة مع الدول التي يفترض أنها حليفة للولايات المتحدة. وعلى السيسي ومحمد بن سلمان فهم الرسالة، وأنه لن تتطور علاقة على مستوى عال مع الإدارة المقبلة طالما لم يفرج عن الأمريكيين المعتقلين لديهما. ويمكن لبايدن عكس سياسة ترامب من خلال دعوة عائلات السجناء إلى البيت الأبيض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فلان الفلاني:

    طالما الضحايا من المسلمين فهو مقبول جداً

  2. يقول محمد:

    متهم افرج عنه ليس بأمر محكمة مصرية
    ولكن بواساطة أمريكية وللدعاية لترامب
    الان هو مؤسس مبادرة الحرية ؟
    مبادرة الحرية ليس الا فرد يدعى بدون دليل

إشترك في قائمتنا البريدية