واشنطن بوست: ترامب والصين يتبادلان الاتهامات بشأن كورونا في لعبة طفولية لا تنفع أحدا

حجم الخط
4

لندن- “القدس العربي”:

اتهم فريد زكريا المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” كلاً من الولايات المتحدة والصين بمفاقمة أزمة فيروس كورونا، من خلال لعبة التلاوم بينهما، وأنها لا تحمي أرواح الناس.

وقال: “يخبرنا الرئيس ترامب الآن أن الصين هي التي يجب أن تلام على انتشار فيروس كورونا المستجد الذي يعيث فسادا في العالم. ولهذا قام بوقف التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية التي اتهمها بالتواطؤ مع الصين على إخفاء المعلومات حول الفيروس”.

ويعلق زكريا أنه من أجل تقييم هذا الزعم، ما علينا إلا النظر في تغريدة للرئيس في 24 كانون الثاني/ يناير “تبذل الصين جهودا كبيرة لاحتواء فيروس كورونا” و”الولايات المتحدة ممتنة لجهودهم وشفافيتهم، وستعمل جيدا، وبالتحديد نيابة عن الشعب الأمريكي، وأريد توجيه الشكر للرئيس شي”.

ويتساءل زكريا: “ماذا كان يعلم الأمريكيون، بمن فيهم ترامب عن الفيروس عند تلك النقطة؟”. فقبل يوم من تغريدة الرئيس، وفي 23 كانون الثاني/ يناير، حذرت منظمة الصحة العالمية أن “على كل الدول تحضير نفسها لاحتواء (الفيروس) بما في ذلك ممارسة الرقابة النشطة والكشف المبكر والعزل والتعامل مع الحالات والبحث والملاحقة ومنع انتشاره أكثر”. ففي تلك الفترة كانت القصص عن انتشار الفيروس في كل الأخبار.

 وأعلنت الصين أن الفيروس بدأ ينتشر بين البشر، وأغلقت ولاية هوبي. وفي الولايات المتحدة، قامت وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية ألكس أزار في 18 كانون الثاني/ يناير بتقديم إيجاز للرئيس حول مخاطر الفيروس. وبحلول 24 كانون الثاني/ يناير، سجلت حالتان في الولايات المتحدة. ومع 27 كانون الثاني/ يناير أعلن مركز السيطرة على الأمراض ومنعها رفع مستوى التحذير إلى الدرجة الثالثة ودعا الأمريكيين إلى تجنب الرحلات غير الضرورية إلى الصين. وفي 29 كانون الثاني/ يناير، نشر ترامب تغريدة قال فيها: “لقد وصلني الآن إيجاز حول فيروس كورونا في الصين من وكالاتنا العظيمة والتي تعمل أيضا مع الصين”.

وفي نفس اليوم كتب بيتر نافارو، المساعد الموثوق لدى ترامب، مذكرةً حذر فيها من الوباء الذي قد يقتل ملايين الأمريكيين. وأكد نافارو أن التقارير القادمة من الصين تشير إلى أن الفيروس سيكون معديا أكثر من حالات الإصابة بالإنفلونزا العادية، وهو مثل الطاعون الدملي أو الجدري.

وفي اليوم التالي، 30 كانون الثاني/ يناير، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حالة طوارئ صحية عالمية. وبعد ذلك بساعات، طمأن ترامب الأمريكيين وقال: “نعمل بقوة مع الصين لمواجهة فيروس كورونا ونعتقد أننا ستكون بنهاية جيدة”.

ويتساءل زكريا: “هل كان ترامب يقول الحقيقة عن الصين في ذلك الوقت وهل يقول الحقيقة الآن؟”.

ويجيب: “عليّ أن أكون واضحا أن الصين قامت بعملية تستر في موضوع كوفيد- 19، وأن منظمة الصحة العالمية لم تعترض”، مضيفا أن المسؤولين في ووهان كانوا يعرفون عن المرض، ولكنهم حاولوا التقليل من المخاوف حوله، وعاقبوا الأطباء الذين حذروا علانية من مخاطره. وفي الوقت نفسه حاولت الصين إحكام الغطاء على المعلومات ورفضت مساعدة مركز السيطرة على الأمراض ومنعها في أمريكا وسمحت لمنظمة الصحة العالمية بالدخول إلى ووهان. ومن المحتمل أن الصين لا تزال تقدم نفس المعلومات المضللة حول أعداد الذين أصيبوا وماتوا. فالنظام الصيني القمعي يسيطر ويتلاعب بالمعلومات لخدمة مصالحه الكبرى”.

ويضيف: “كل هذا لا يغير من حقيقة أن ترامب كان يعرف مؤكدا بنهاية كانون الثاني/ يناير على الأقل، وفي منتصف شباط/ فبراير بمخاطر الفيروس”. ولكنه “أصدر حكما أن الفيروس لن يكون مشكلة على الولايات المتحدة وأنه سيختفي بحلول نيسان/ أبريل مع بداية الموسم الدافئ، ولهذا فالإعلان عن إجراءات قوية ستؤدي إلى إخافة وصدمة الأسواق المالية. وكانت هذه الأخطاء في الحكم هي التي أسهمت بتفاقم أزمة كورونا في أمريكا”.

وقام ترامب الآن كي يحرف اللوم عنه بمهاجمة الصين، وهو ما فاقم سياسة سيئة بأخرى أسوأ. فمهما كانت أخطاء الصين وخطواتها المتعثرة وخداعها، فإن أسرع طريقة لهزيمة هذا الفيروس هي بناء تحالف دولي وحشد المصادر والتشارك بالمعلومات وتنسيق التحرك.

وفي الوقت الحالي تقوم واشنطن بالعكس، فهي تقوم بأخذ المعدات الطبية من الدول الأخرى بدون إذنها، وفرضت قيودا على المواد الأخرى بدون استشارة حلفائها. وكان أهم ملمح في جهود ترامب الدولية هو تحميل الصين المسؤولية.

وردت بكين بنشر نظريات مؤامرة حول نقل الجيش الأمريكي للفيروس إلى ووهان. وحاولت تبييض صورتها من خلال تقديم المساعدات والخبرات للدول المنكوبة مثل إيران وإيطاليا واسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة. في وقت قامت فيه أمريكا بشحن 500 ألف ماسح من إيطاليا التي كانت أعداد الوفيات تتزايد فيها. وقامت الجمعيات الخيرية الصينية بإرسال أول شحنة من الأقنعة الواقية، بواقع 500 ألف قناع.

ويقول زكريا: “في أثناء الحرب الباردة، تعاونت الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي رغم العداء الأبدي بينهما في حملة توفير اللقاحات للعالم ومحو الجدري. ونحن وسط وباء دولي ولكن أعظم دولتين فيه تتراشقان الشتائم والاتهامات، في لعبة أطفال لن تنقذ حياة البشر في أي مكان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول BOUMEDIENNE:

    لقد تفاجئت الصين بوبائ كورونا، مثلها مثل كل العالم الذي قلل من خطره في بدايته، وأدركت الصين الخطر قبل غيرها والتخذت ما يجب التخاذه من اجرائات، وكانت السباقة لعرض مساعداتها هي وروسيا، على دول لم تكن صديقتهما بالمرة،في للاتحاد الاوروبي وغيره، كامريكا نفسها.ووصلت مساعداتها اليهم دون عراقيل.
    لاكن الادارة الامريكية، وهذا ما تمت ملاحظته، من خلال تصرفاتها، لم تاخذا الامر بجدية عند قرع ناقوس الخطر من منظمة الصحة العالمية، واعطت الاولوية،للحياة العادية والتجارة والاقتصاد واوهمت مواطنيها ان الفيروس صيني ولا يمس الا الصنيين في اسلوب عنصري وتكبر ، وعندما اختلطت الامور صحيا في امريكا، وكثر عدد المصابين والموتي، لجئت هذه الادارة الئ تصدير فشلها للخارج وتوجيه اللوم لمنظمة الصحة العالمية.
    وكالعادة السياسة الامريكية الخارجية دائما ترتكز علئ صنع عدو حتئ وان كان وهمي، لتبرير سياسات غير حكيمة وعدائية، واليوم اختارت الصين،لان ذالك يمكن ان يستغل سياسيا مستقبلا في حربها الاقتصادية مع هذا البلد العظيم…

  2. يقول عفاف عنيبة:

    بل بالعكس تنفع، أعطيت للرئيس ترامب فرصة ذهبية لا تعوض لتصفية حسابات أمريكا بجمهورييها و ديمقراطييها مع الصين و هل نسينا ما ذكره الأستاذ صامويل هنتنجتون في كتابه “صدام الحضارت” الصادر في أمريكا في 1996 بأن الحرب العالمية القادمة ستدشنها الصين بهجومها علي الغرب …عمل الرئيس ترامب حاليا في ملف الصين أكثر من قيم و من مفيد إنه يضع بعون الله حد لتمدد التنين الصيني…………

  3. يقول خالد:

    ان الله لطيف ان ظهر كوفيد19 في الصين وبعد ذالك في الدول الأوروبية وامريكا ولم يظهر في الدول العربية في بادئ الأمر.(ليس شماتة معادا الله فالانسانية كلهم عيال الله)
    لكن طبيعة الانسان الغربي هو التكبر والقاء اللوم على الآخرين.
    حتى أولئك المتواضين من الغربين كانو سينساقون وراء اليمين الغربي بالقائهم اللوم على العرب والمسلمين اذا كان قد ضهر الوباء اولا في الدول العربية او الافريقة.
    لكن الله لطيف،ونسأل الله بلطفه ان يرفع هذا الواباء على الناس اجمعين.

  4. يقول AFH:

    مجانين

إشترك في قائمتنا البريدية