لندن- “القدس العربي”: في افتتاحية صحيفة “واشنطن بوست” تحت عنوان “بومبيو يهاجم أوباما ثم يتبنى سياسة ترامب في سوريا” قالت فيها إن وزير الخارجية مايك بومبيو ألقى خطابا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة كان الهدف منه توضيح سياسة دونالد ترامب الشرق أوسطية، ولكنه قدم عوضا عن ذلك “دراسة في التناقضات”.
وتضيف أن بومبيو بدأ خطابه بطريقة فظة وشيطن فيها إدارة باراك أوباما السابقة، حيث قال: “عندما تنسحب أمريكا تحصل الفوضى”. ولكنه أكد من خلال التأكيد على أن القوات الأمريكية ستخرج من سوريا مقدما استراتيجية تتبع هذا الخروج وتشبه السياسة التي حاولت إدارة أوباما تطبيقها دون نجاح.
وقال بومبيو إن الولايات المتحدة تحاول أن تقنع الدول العربية أن “أمريكا هي قوة خير في الشرق الأوسط”. إلا أن المستمعين له كان لديهم سبب للشعور بالتشوش أكثر من الاقتناع بما يقول.
وكان واضحا دون أن يذكر أن بومبيو عرف النجاح أولا من خلال المقارنة مع أوباما وخالفه في كل ما فعل، بدلا من تشكيل رؤية وحكم وطني تجاه مشاكل المنطقة المعقدة.
بومبيو عرف النجاح أولا من خلال المقارنة مع أوباما وخالفه في كل ما فعل، بدلا من تشكيل رؤية وحكم وطني تجاه مشاكل المنطقة المعقدة
ويبدو أن هذا هو خط الإدارة الحالية وما يرشدها. وفي خطاب حمل بلاغة النقاش الحزبي المناسب لواشنطن بدلا من عاصمة أجنبية، قام بومبيو بتخطيء الرئيس السابق واتهمه بالجبن عن مواجهة الديكتاتور السوري بشار الأسد و”العمى المتعمد” تجاه إيران.
وبعدما أكد ودون مبرر قال “حان الوقت الآن” لسحب القوات الأمريكية من سوريا وأكد بومبيو أن الولايات المتحدة مع ذلك ستقوم “بطرد أخر جندي إيراني” من البلد.
وتساءلت الصحيفة: كيف؟ مجيبا: “من خلال الدبلوماسية والعمل مع شركائنا” وقال إن الولايات المتحدة ستحقق “الاستقرار” في سوريا من خلال العملية التي تقودها الأمم المتحدة للتسوية.
ولاحظت الصحيفة أن خطاب بومبيو لا يختلف كثيرا عما كان يقوله سلفه في إدارة أوباما جون كيري والذي عمل بدأب شديد وعلى مدى سنوات عدة ليكتشف أن هذه الأهداف غير قابلة للتحقق دون دعم ونفوذ عسكري أمريكي. وفي الوقت الذي عكس رؤية مبعوث أوباما إلا أنه خلط الرسالة بكلام مستشار الأمن القومي جون بولتون.
فقد قام هذا الأخير بإعادة تفسير تصريحات لترامب بداية الأسبوع وتحدث عما أسماها “أهدافا” يجب تحقيقها قبل خروج القوات الأمريكية من سوريا، بما فيها الهزيمة الكاملة لتنظيم الدولة. وتقديم تركيا ضمانات بأنها لن تقوم بضرب القوات الكردية التي تحظى بدعم أمريكي. وألمح إلى أن القاعدة العسكرية الصغيرة في جنوب سوريا لإحباط نشاط القوات الإيرانية.
ونفى بومبيو التناقض بين كلامه وبولتون والرئيس بأنها من ” أكاذيب صنعها الإعلام”. ولكن الإعلام ليس وحده هو المرتبك بل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي من المفترض أن تملأ قواته الفراغ الأمريكي والذي عبر عن غضبه ورفض مقابلة بولتون أثناء زيارته لأنقرة.
وزعمت الصحافة التركية الموالية للحكومة أن بولتون قام بـ”انقلاب ناعم” ضد ترامب. ورغم أن الصحيفة لا تذهب هذا المذهب إلا أنها تعترف بوجود فوضى سيئة هنا. فأولويات ترامب الواضحة على ما يبدو هي قلب أي سياسة نفذها أوباما وسحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط بأسرع وقت ممكن.
ولدى مستشاري الرئيس مواقف صقورية أكثر منه، وما ينقصهم الإستراتيجية المتماسكة أو دعم ترامب الكامل. ولا أحد يفهم أنه من خلال شجب أخطاء ترامب يقومون بتكرارها.
كيف يسمح السيسي ونظامه لهذا العنصري المعادي للعرب والمسلمين في إهانة مصر بهذا الشكل في عقر دارها. بغض النظر عن موقفنا من النظام السوري الفاسد المجرم، فإن هذا العنصري يتدخل بشؤون سوريا الداخلية وبكل وقاحة يطالب بطرد “آخر جندي إيراني” من سوريا، متناسياً أن من يعتدي ويحتل فلسطين وهضبة الجولان السوري والأرض العربية ومقدسات المسلمين هي إسرائيل وليس إيران، إسرائيل التي تقتل الشعب العربي وتحتل أرضه بأحدث وأفتك أنواع السلاح الأمريكي التي تمنحه لها أمريكا مجاناً.