لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعده روبي ميلين وجو سنيل وإيف سامبسون قالوا فيه إن إسرائيل شنت يوم الاثنين أكبر عملية عسكرية لها في الضفة الغربية منذ عقدين من الزمان في مدينة جنين، مركز النشاط العسكري الذي استهدفته القوات الإسرائيلية مرارا عديدة هذا العام.
وأضافوا أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، التي وصلت إلى السلطة في كانون الأول/ ديسمبر، جعلت من أولوياتها قمع مخيم اللاجئين داخل جنين، والذي تقول إنه يأوي مقاتلين نفذوا – أو يخططون لشن – هجمات داخل إسرائيل. وبحسب الجيش الإسرائيلي فقد شن ما لا يقل عن 50 هجوما على مواطنين إسرائيليين في الأشهر الأخيرة من جنين وفر 19 شخصا مشاركا في تلك الاعتداءات إلى المخيم بعد ذلك.
ويعود إنشاء المخيم إلى عام 1953 لإيواء الفلسطينيين المهجرين بسبب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، وأصبح المخيم الآن تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. لكن زعماء السلطة الكبار في العمر والذين لا يحظون بشعبية يجدون صعوبة في كبح جماح الفصائل المسلحة في جنين وعبر الضفة الغربية المحتلة.
ويقولون إن عام 2023، على الأقل للآن، سيكون أكثر الأعوام دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن بدأت الأمم المتحدة في تسجيل الوفيات في عام 2005، بعد الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة.
بين 1 كانون الثاني/ يناير ومنتصف حزيران/ يونيو، قتلت القوات الإسرائيلية 114 فلسطينيا، وفقا للأمم المتحدة. وقُتل 16 إسرائيليا على أيدي فلسطينيين خلال نفس الفترة.
منذ مداهمة جنين في كانون الثاني/ يناير، استمرت العمليات في المدينة في التصعيد. وقدمت الصحيفة عدا تنازليا للأحداث كالتالي:
3 تموز/ يوليو
شكلت مداهمة يوم الاثنين تصعيدا كبيرا في العمليات الإسرائيلية في جنين. اقتحم حوالي 1000 جندي إسرائيلي المدينة، بمساعدة ضربات المسيرات. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 80 آخرون.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم كانوا يستهدفون “مركز قيادة عمليات” يستخدمه النشطاء ولم يشيروا إلى موعد انتهاء العملية، وهي سمة مميزة للحملات العسكرية السابقة في غزة.
19 حزيران/ يونيو
تصاعدت غارة إسرائيلية تهدف إلى اعتقال ناشطين مشتبه بهما إلى تبادل لإطلاق النار أسفر عن مقتل خمسة فلسطينيين وإصابة العشرات، من بينهم ما لا يقل عن 91 فلسطينيا وثمانية جنود إسرائيليين وضباط من شرطة الحدود.
للمرة الأولى منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي، أرسلت إسرائيل مروحية قتالية للمساعدة في إنقاذ الجنود المصابين. وقال الجيش الإسرائيلي إن الطائرات أطلقت النار على مقاتلين فلسطينيين على الأرض لتطهير المنطقة. في وقت لاحق من تلك الليلة، شنت إسرائيل غارة نادرة بمسيرة على سيارة تقل نشطاء مشتبه بهم في ضواحي المدينة.
في اليوم التالي، فتح مسلحان فلسطينيان النار على مطعم في محطة بنزين في مستوطنة إيلي الإسرائيلية في الضفة الغربية، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص. وأعلنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة مسؤوليتها عن الهجوم ووصفته بأنه رد على الغارة في جنين.
16 آذار/ مارس
قتلت وحدة النخبة الإسرائيلية، اليمام، أربعة أشخاص، من بينهم ناشطان فلسطينيان وعمر عوضين البالغ من العمر 14 عاما، في غارة نهارية على شارع تجاري مزدحم، قال مسؤولون إسرائيليون إنها تهدف إلى “القبض على إرهابيين”.
وجد تحقيق أجرته صحيفة “واشنطن بوست” في أدلة الفيديو وإفادات الشهود أن عوضين كان واحدا من بين 16 مدنيا في المنطقة حيث أطلقت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 20 طلقة من بنادق من طراز إي أر ومسدس. تم إطلاق النار على أحد المسلحين عدة مرات من قبل عناصر إسرائيلية بعد أن أصبح عاجزا – وهو ما يبدو أنه إعدام خارج نطاق القانون قال الخبراء إنه قد ينتهك القانون الإسرائيلي.
7 آذار/ مارس
اقتحمت آليات عسكرية إسرائيلية مخيم جنين للاجئين بحثا عن رجل يشتبه في قيامه بقتل شقيقين إسرائيليين يبلغان من العمر 21 و19 عاما من مستوطنة هار براخا.
وقتل ستة فلسطينيين على الأقل وأصيب 26 آخرون في المداهمة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وقال الجيش الإسرائيلي إن المشتبه به كان من بين القتلى.
26 كانون الثاني/ يناير
تحولت الغارة التي شنتها القوات الإسرائيلية في جنين إلى معركة بالأسلحة النارية استمرت لساعات، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، من بينهم امرأة تبلغ من العمر 61 عاما، وإصابة 19 آخرين – في ذلك الوقت، كانت العملية الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ 20 عاما.
دفعت المداهمة السلطات الفلسطينية إلى تعليق التعاون مؤقتا مع الحكومة الإسرائيلية.
وكانت القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات شبه يومية في جنين، معظمها في الليل، مستهدفة مسلحين يشتبه في أنهم كانوا يخططون لهجمات أو يشاركون فيها. أشارت عملية الصباح الباكر في كانون الثاني/ يناير إلى بدء نهج عسكري أكثر عدوانية، وبلغت ذروتها في التوغل الدموي يوم الاثنين.
عدو