واشنطن بوست: قرارات ترامب المتهورة سببت مشاكل غير ضرورية في الشرق الأوسط

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:
تحت عنوان “قرارات ترامب المتهورة قادت إلى أزمة غير ضرورية في الشرق الأوسط”. تناولت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها المواجهة الجديدة بين الولايات المتحدة والجماعات الشيعية التي تدعمها إيران، والتي قالت إنها تجري في ظل مكافحة الولايات المتحدة لانتشار وباء كورونا.

ففي مرتين أصاب وابل من المقذوفات الصاروخية قاعدة التاجي الكبيرة، شمال بغداد، مما أدى لمقتل أمريكيين والتسبب بجراح خطيرة لاثنين آخرين. وردّت الولايات المتحدة على الهجوم بضرب ما وصفتها مخازن أسلحة تابعة لحركة كتائب حزب الله مما أدى لمقتل عدد من عناصر الحركة وعدد من الجنود العراقيين. وهدد الجيش العراقي والميليشيا الشيعية بأعمال انتقامية ردا على مقتل عناصرهم.

وقال الصحيفة إن تجدد الأعمال العدوانية، تشير إلى أن إيران والجماعات الوكيلة لها في العراق لم ترتدع بمقتل الجنرال قاسم سليماني في بغداد، بداية هذا العام.

وتطرح الأعمال الجديدة عددا من الأسئلة الخطيرة والحرجة على إدارة دونالد ترامب، فقد تنجح إيران بدفع الولايات المتحدة إلى الانسحاب من العراق، أو تجرها إلى مواجهة عسكرية واسعة.

ويعتبر الهدفان طموحا كبيرا للمرشد الأعلى للثورة في إيران، آية الله علي خامنئي، في وقت تتعامل فيه إيران مع اندلاع أزمة كورونا إلى جانب الانهيار الاقتصادي والاضطرابات الداخلية المتزايدة. ولكن النظام الحاكم في إيران قد يجد النزاع مع أمريكا طريقا للخروج من الأزمة، خاصة أن مقتل الجنرال قاسم الذي كان يدير فيلق القدس في الحرس الثوري، أثار مشاعر قومية ضد أمريكا.

وأكثر من هذا، فالحملة الإيرانية ضد القوات الأمريكية في العراق من الصعب مواجهتها. لأن هناك صعوبة للدفاع عن القوات الأمريكية في القواعد العسكرية من وابل مفاجئ من الصواريخ متوسطة المدى، مثل التي استخدمت في الهجوم على قاعدة التاجي الأسبوع الماضي. وسيؤدي هجوم انتقامي من القوات الأمريكية لتهميش الحكومة العراقية التي تضغط على الولايات المتحدة للانسحاب. وسيكون الرئيس ترامب في وارد سحب 5 آلاف من الجنود الأمريكيين الذين تم نشرهم لمحاربة تنظيم “الدولة”.
وأعلنت مهمة محاربة تنظيم “الدولة” عن إعادة نشر مئات من القوات الأمريكية من القواعد العسكرية الصغيرة إلى القواعد الكبرى في العراق أو سوريا والكويت. وإذا كان القرار حكيما في ظل الهجمات إلا أن انسحابا كاملا سيكون بمثابة انتصار استراتيجي لإيران.

فبعد أن جعل من سياسة احتواء الطموحات الإيرانية الإقليمية أساسا لسياسته الخارجية بالمنطقة، فإن ترامب بانسحابه سيؤكد على سيطرة طهران ليس على العراق ولكن سوريا ولبنان. والخيار الآخر هو تكثيف الغارات الأمريكية ضد أهداف في العراق وربما داخل إيران نفسها لإعادة ميزان الردع.

وهذا الخيار يحمل مخاطر ردود فعل سلبية من العراق وربما ضحايا بسبب الرد الإيراني، وهو ما تأمل القيادة الإيرانية المتشددة بحدوثه. والخيار الآخر هو القيام بعمليات إعادة انتشار وتبني سياسة الدفاع ومناشدة الحكومة العراقية للضرب على يد الجماعات الشيعية المسلحة.

وبالمجمل، يواجه ترامب مستنقعا خطيرا في الشرق الأوسط، والذي جاء بسبب قراراته المتهورة من إلغاء الاتفاقية النووية وشن الحرب الاقتصادية ضد النظام الإيراني، والتي قادت إلى أزمة غير ضرورية وسط الأزمة التي يواجهها من انتشار وباء كوفيد- 19.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية