واشنطن بوست: متى ستقاطع المنظمات الدولية مؤسسة بن سلمان الخيرية؟

حجم الخط
2

لندن- “القدس العربي”- إبراهيم درويش:

دعت محررة قسم الشؤون الدولية في صحيفة “واشنطن بوست” كارين عطية المؤسسات الأمريكية إلى الانسحاب من مؤسسة ولي العهد السعودي الخيرية.

وقالت عطية إن جمال خاشقجي الصحافي السعودي الذي قتل في القنصلية السعودية في اسطنبول الشهر الماضي أرسل إليها في أيلول (سبتمبر) رسالة الكترونية حيث كان يعد لمقاله الأول لصحيفة “واشنطن بوست”: “أتعرض لضغوط من العائلة والأصدقاء للبقاء صامتا ولكن هذا لا يكفي لأننا عشنا الكثير من الفشل العربي ولا أريد أن يكون بلدي واحدا منها” وكان يتحدث عن السعودية.

وتضيف عطية: “لم أتخيل وبعد عام من العمل معا أن جمال ميت وقتل بطريقة وحشية وقطع جسده على أكبر احتمال لأنه تحدث ضد قوى الظلام والتي كانت تسيطر على بلده. وبعد شهر على مقتله لا يزال قتلته المفسدون مصرين على حرمان عائلته وأصدقائه من فرصة دفن بقاياه بطريقة مناسبة”.

وتضيف إنه من أجل استقرار السعودية والاستقرار الإقليمي يجب أن ينتهي زمن حكم ولي العهد محمد بن سلمان وانتهاكاته وحصانته من العقاب.

واشنطن بوست: يجب أن ينتهي زمن حكم ولي العهد محمد بن سلمان وانتهاكاته وحصانته من العقاب من أجل استقرار السعودية والاستقرار الإقليمي

وتقول إنه ما بين اختطاف رئيس الوزراء اللبناني وتدمير العلاقات الدبلوماسية مع كندا وتحويل اليمن إلى كارثة إنسانية نازفة وكونه المتهم الرئيسي في مؤامرة إغراء واعتقال وقتل وتقطيع جثة الصحافي في “واشنطن بوست” فمن الواضح الآن معرفة السبب الذي أدى لخوف جمال خاشقجي على السعودية ووقوعها تحت قبضة “م ب س” المتهور.

وقالت عطية إن مؤسسة ولي العهد محمد بن سلمان “مسك” الخيرية العالمية ستعقد مؤتمرها الدولي في الرياض ما بين الأربعاء والخميس. وبحسب  موقع المؤسسة على الإنترنت فهدفها هو “خلق  فرص تنمية في المجتمع وتحرير إمكانيات الناس”.

وفي العام الماضي شاركت شبكة “سي إن إن”، تويتر، سي أن بي سي، بلومبيرغ ومنظمة بيل وميليندا غيتس. وحتى الأم المتحدة تتعامل مع “مسك” التي تعهدت بدعم مبادراتها في مجال التنمية الشبابية.

ففي أعقاب مقتل خاشقجي كان من المشجع أن عددا من المنظمات الغربية اتخذت مواقف وقررت عدم المشاركة في مؤتمر الاستثمار في الرياض الشهر الماضي. إلا أن انتباها قليلا تم بشأن داعمي منظمة مسك العالمية ورعاتها في المناسبة القادمة.

ومع ذلك يشعر المنظمون بالضغط، حيث تكتموا على أسماء المشاركين وبرامج  المؤتمر ولا شيء يمكن العثور عليه في موقع مسك حول أسماء المشاركين في المؤتمر ورعاته. وهناك سبب جعل المنظمات تشعر بالقلق  من عدم الارتباط بمسك حسب بعض التقارير في الصحف التركية تحدثت عن اتصال المشاركين في فرقة قتل جمال خاشقجي ببدر العسكر، الأمين العام لمنظمة مسك ومدير مكتب محمد بن سلمان، أربع مرات خلال عملية القتل.

وأعلنت منظمة غيتس الأسبوع الماضي عن قرار تعليق دعمها لمؤسسة محمد بن سلمان. وفي بيان نشرته صحيفة “سياتل تايمز” جاء فيه أن المنظمة “تعتبر اختطاف وقتل جمال خاشقجي مثيرا للقلق الكبير”. و”نراقب الأحداث بقلق كبير ولا نخطط لدعم أي جولات لاحقة من برنامج التحدي الكبير لمسك”.

وتتساءل عن السبب الذي يجعل مؤسسة غيتس مواصلة دعم مؤسسة بن سلمان في ضوء القتل المستمر في اليمن رغم أن غيتس ومؤسسته تدعم برامج إنسانية هناك. ولكن قرار متأخرا أفضل من لا شيء.

وتقول عطية إن بيل غيتس ليس الزعيم المالي الوحيد بدا مترددا بعد جريمة قتل خاشقجي، فمجموعة فيرجين ومؤسسها ريتشارد برانسون علقت مشاريع بمليار دولار في مجال الفضاء. كما ويشعر القادة السياسيون في الولايات المتحدة بالقلق من تعريض بن سلمان خطط “الناتو العربي” للخطر.

وقال مسؤول لوكالة أنباء رويترز إن فكرة قدوم محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة لمناقشته “ليست مهضومة”.

ومع ذلك هناك الكثير من المنظمات التي تتردد في قطع علاقاتها مع النظام السعودي، فبحسب “سياتل تايمز” فإن غوغل وهارفارد ولينكدإن وتويتر لم تعلق على مواصلة أو قطع العلاقة مع منظمة محمد بن سلمان.

ومثلما برز من خلال زيارة “م ب س” إلى الولايات المتحدة هذا العام فقد اجتمع مع مدراء الشركات الكبرى مثل جيفري بيزوس مدير أمازون ومالك واشنطن بوست، وزار هارفارد وصافح مدير تويتر جاك دورسي. فهل تريد هذه المنظمات التي بنت صورتها كمؤسسات تروج لحرية التعبير وتبادل الأفكار تشويه سمعتها بمصافحة يدي رجل يقود نظاما عسكر وسائل التواصل الاجتماعي ضد شعبه ويقوم بملاحقة وقتل الناقدين العقلانيين مثل من يلاحق الفريسة ولا يتوانى عن استخدام القنصلية السعودية وتحويلها إلى مسلخ. وعلى المنظمات الأمريكية التوقف عن تبييض صورة م ب س والانسحاب من منظمته الخيرية.

ويجب أن يكون لهذه المؤسسات خيار واضح عندما يتعلق الأمر بمحمد بن سلمان- الوقوف مع القمع أو ضده. وعليها أن تقرر الخيار الصحيح وتعامل م ب س كشخصية لا أهمية لها والابتعاد عنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول منشار:

    العصامي و العظامي.

  2. يقول حسن محمد:

    إجابة السؤال هي: في عام ٣٠١٩

إشترك في قائمتنا البريدية