واشنطن بوست: مدير الأمن العام اللبناني يكشف عن طلب أمريكي للمساعدة في البحث عن أمريكيين في سوريا

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن – “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً قالت فيه إن مدير الأمن العام اللبناني كشف عن طلب من الولايات المتحدة للمساعدة في العثور على الصحافي الأمريكي المختفي منذ عدة سنوات في سوريا. وقال اللواء عباس إبراهيم إنه التقى هذا الأسبوع مع مسؤولين في إدارة بايدن لمناقشة طرق يتم فيها تأمين الإفراج عن ستة أمريكيين معتقلين في سوريا، أو لا توجد أخبار عنهم، بمن فيهم أوستن تايس، الصحافي غير المتفرغ الذي ساهم بتقارير لصحيفة “واشنطن بوست”.

وقال اللواء إبراهيم، في مقابلة مع الصحيفة، إنه تلقّى دعوة من البيت الأبيض بداية هذا الشهر لمناقشة أمر الأمريكيين المختفين، وجاءت الدعوة بعد أيام من مقابلة الرئيس جو بايدن والدي الصحافي تايس.

وأضافت الصحيفة أن إبراهيم، الذي شارك على مدى العقود الماضية بتأمين الإفراج عن رهائن عدة في الشرق الأوسط، له علاقة بالجهود لتحديد مكان تايس الذي اختفى في سوريا عام 2012، وكذا عدد آخر من الأمريكيين المفقودين. وقال “يريدون مني استئناف جهودي لحل هذه المشكلة”، في إشارة لمقابلته هذا الأسبوع مع مسؤولين في البيت الأبيض، مضيفاً “يريدون عودة مواطنيهم، وهذا هو الهدف”.

نيد برايس: الصحفي تايس هو دائماً في مركز تفكيرنا، وبقية الأمريكيين المعتقلين في أماكن مثل إيران وروسيا وفنزويلا ومناطق أخرى هم في مركز تفكيرنا.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، في يوم الأربعاء،  أن إبراهيم التقى مع روبرت  كارتسينز، المبعوث الخاص لشؤون الرهائن “ولن نعلّق على تفاصيل النقاشات أبعد من التأكيد على حقيقة أنه لا توجد لدينا أولوية أبعد من تأمين الإفراج عن الأمريكيين الذين اعتقلوا ظلماً، أو احتفظ بهم كرهائن حول العالم”. وقال “بالطبع تحدثنا مع إبراهيم بشأن قضية تايس يوم أمس، الأمريكي الذي فصل عن عائلته منذ 10 أعوام تقريباً، وقضى ربع حياته بعيداً عن أهله”. وقال “هو دائماً في مركز تفكيرنا، وبقية الأمريكيين المعتقلين في أماكن مثل إيران وروسيا وفنزويلا ومناطق أخرى هم في مركز تفكيرنا”.

 وكان تايس قد اختفى عندما كان يغادر داريا التي سيطرت عليها المعارضة، خارج العاصمة السورية دمشق. وفي ذلك الوقت، حاصرت القوات السورية البلدة. وأكد أفراد عائلته أنهم واثقون من أنه حيّ يرزق. ولم تعترف السلطات السورية بالقبض على تايس أو مجد كم الماز، المحلل النفسي المفقود منذ عام 2017، وأربعة مواطنين أمريكيين الذين لا تريد عائلاتهم نشر أسمائهم.

والتقى بايدن مع والدي تايس، مارك وديبرا في 2 أيار/مايو، و”شدّد على التزامه بمواصلة العمل عبْر كل الطرق لتأمين عودة تايس التي تأخرت كثيراً”، حسبما قالت المتحدثة السابقة جين ساكي، في بيان ذلك الوقت.

وقال إبراهيم، الذي التقى ديبرا تايس هذا الأسبوع، إنه “مرّ وقت طويل” على ظهور أدلة موثوقة عن مصير تايس. وأضاف “أريد أن أخبر الجميع أنها لا تريد التنازل” في إشارة لوالدته “وأنا معها، ونريد إغلاق هذا الملف، والجميع راغب بهذا”.

تايس اختفى عندما كان يغادر داريا، خارج العاصمة السورية. أفراد عائلته واثقون من أنه حيّ. ولم تعترف السلطات السورية بالقبض على تايس، أو مجد كم الماز، المحلل النفسي المفقود منذ عام 2017

وهذه هي المرة الثانية منذ عامين يستدعى إبراهيم إلى البيت الأبيض للمساعدة في تحديد مكان أمريكيين مفقودين. وكانت رحلته التي جرت في تشرين الأول/أكتوبر 2020 تهدف إلى تعزيز المفاوضات مع الحكومة السورية التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب، من أجل المساعدة للإفراج عن الأمريكيين. وفي بداية ذلك العام قام مسؤلان أمريكيان، أحدهما كارتسينز، بزيارة دمشق سراً، واجتمعا مع مسؤول المخابرات السورية للحديث عن مصير  تايس، وفي أول لقاء رسمي بين البلدين منذ عام 2012.

 وفي وقت زيارة إبراهيم عام 2020 شهدت الإدارة خلال خلافات حول كيفية التعامل مع نظام الرئيس بشار الأسد. كما أن وضع إبراهيم كمدير للأمن العام اللبناني كان محل خلاف بسبب اتصالاته مع “حزب الله”، الذي يشارك في الحكومة اللبنانية، والمصنّف كجماعة إرهابية في الولايات المتحدة. وأكد إبراهيم أن هذه قضايا سياسية يجب ألا تشكّل عقبة أمام عمله: “نحن نتحدث عن حالة إنسانية”.

 وساهم إبراهيم بتأمين الإفراج عن الرحالة الأمريكي سام غودوين، الذي اعتقلته القوات السورية على حاجز عام 2019، وكذا المواطن الكندي كريستيان باكستر، الذي قطع الحدود اللبنانية إلى سوريا بطريقة غير قانونية.

وفي عام 2014 أشرف إبراهيم على عملية إطلاق سراح راهبات اختفطتهن “جبهة النصرة” الموالية لـ “القاعدة”. ولم يشر الجنرال إبراهيم إلى الشخصيات التي سيلتقيها في دمشق، مؤكداً على أهمية بقاء جهوده في الظل، فـ”عندما تكون تحت الضوء فسيتم تخريبها”. وفي الماضي طالب السوريون بانسحاب كامل للقوات الأمريكية من سوريا ورفع العقوبات و”لكنني لا أعرف ما يريد السوريون الآن”، يقول إبراهيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول باسم:

    تجربة حزب البعث العربي في سوريا والعراق دمار وقتل واختفاء المواطنين. نظام صدام الدموي في العراق ونظام الاسد في سوريا. أنظمة فاشلة وفوضى ونهب وشعارات رنانة

إشترك في قائمتنا البريدية