“واشنطن بوست”: هل لدى السعودية وإسرائيل خطة بعد قرار ترامب الانسحاب من “الاتفاق النووي”؟

حجم الخط
0

لندن ـ “القدس العربي” ـ إبراهيم درويش:

تساءلت صحيفة “واشنطن بوست” عن الخطوة المقبلة لدول الشرق الأوسط التي شجعت ودفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الخروج من الإتفاقية النووية الموقعة مع إيران. وفي تقرير أعده كريم فهيم ولفدي موريس جاء فيه إن حلفاء ترامب في إسرائيل والسعودية والإمارات دفعوه على الخروج وشاركوه الرأي بأن الإتفاقية لم تؤد إلا لتشجيع المغامرات العسكرية الإيرانية بالمنطقة.

وبالتأكيد هذا ما ستواجهه هذه الدولة كنتيجة لإعلان ترامب يوم الثلاثاء. ويقول المحللون إن القرار سيزيد من فرص زعزعة استقرار المنطقة التي تعاني حروباً أهلية ونزاعات بالوكالة والتي أدت لتدفق السلاح ونزوح ملايين اللاجئين من بلادهم. وفي إعلانه يوم الثلاثاء انتقد ترامب الاتفاقية “بأنها لم تجلب الأمن والسلام ولن تجلبهما” لكنه لم يقل ماذا سيحل محلها وما هي خطة أمريكا لتأمين حلفائها في وقت تعيش حروبا مع إيران وعلى ساحات العراق وسوريا واليمن ولبنان.

أسوأ الحالات

وبحسب إميل هوكاييم من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية: ” ليس من الواضح إن كان لدى أمريكا استراتيجية لليوم التالي” مضيفاً: “إنه أسوأ الحالات، فأنت تخرج من معاهدة التحكم بالسلاح بدون أسسس لاستراتيجية أقليمية تهدف لاحتواء إيران”. وقال “هناك رضا في العواصم العربية وإسرائيل” و “وستظل مصالحهم عرضة للخطر في غياب إطار واسع للسياسة”. ويقول ياؤول غوزانك، الزميل البارز في معهد الدراسات الأمنية في تل أبيب إن الإتفاقية رغم ما فيها من مظاهر ضعف “إلا أن السؤال الذي أسأله لنفسي الليله فيما إن كان لدى ترامب استراتيجية للتعامل مع إيران”. وأضاف: ” في الوقت الذي يخرج فيه من الإتفاقية يقول إنه سيسحب القوات الأمريكية من سوريا. وهو يرسل إشارات عن عدم اهتمامه بالشرق الأوسط وهذا تناقض. فلا يمكن لأمريكا المغادرة وترك الإسرائيليين والسعوديين لإجراء تنظيف للفوضى”.

وقادت الإمارات العربية المتحدة والسعودية الحملة ضد إيران في العالم العربي التي قالت إنها تتدخل في شؤون دول الخليج. واتحدت السعودية والإمارات في تحالف ضد المتمردين الحوثيين المتهمين بأنهم وكلاء إيران في اليمن. واشتكت الدولتان من قرار الرئيس باراك أوباما توقيع المعاهدة مع طهران وتجاهله مظاهر القلق الخليجية. ووافق أوباما على تقديم الدعم العسكري للحملة السعودية في اليمن وتوفير الإستخبارات والوقود للطيران السعودي في الجو. وجاءت الخطوة هذه في محاولة لاسترضاء الحلفاء في الخليج. وزاد التنافس الإيراني- السعودي في الفترة الماضية بعدما اتهمت الرياض طهران بتزويد الحوثيين بإطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية وهو ما ينفيه الإيرانيون.

إصلاحها أو رميها

وبالنسبة لإسرائيل فقد عارضت الإتفاقية منذ البداية وأصبح شعار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أصلحها أو ارمها” رغم تحذيرات قادة الأمن الإسرائيليين من التداعيات الخطيرة على إسرائيل إن انهارت الإتفاقية. ففي مقابلة مع صحيفة “هآرتس” تحدث قائد أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزينكوت عن عدم وجود أدلة تؤكد اختراق إيران لبنود الإتفاقية وأن إسرائيل تقوم باستثمارات ضخمة للتأكد من معرفة أنها خرقت. وجاء في المقابلة التي جرت هذا الشهر: “في الوقت الحالي، يعمل الإتفاق رغم ما به من قصور ويؤجل تحقيق الرؤية النووية الإيرانية لـ 10-15 عاماً”. وقال إن إسرائيل بحاجة للتفكير بطريقة إدارة المخاطر حالة خرج الأمريكيون من الإتفاقية. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد قال إن بلاده ستواصل التعاون مع الدول الأوروبية وروسيا والصين للحفاظ على ما تبقى من الإتفاقية إلا ان انسحاب أمريكا منها ومنظور العقوبات يزيدان من احتمالية رد انتقامي إيراني يستهدف دولاً حليفة لأمريكا وتلك التي تستقبل قواتٍ أمريكية.

ويعلق هوكاييم: “يمكن لإيران أن تزيد من الكلفة على أمريكا والدول الإقليمية من خلال أعمال صغيرة تبعد نفسها عنها وتذكيرالجميع أن إيران ليست بدون ردع” و “نعرف أن إيران قادرة على أعمال شريرة وليس من الواضح إن ضمنت الولايات المتحدة والدول الأخرى هذا في السياسة”. ويرى مايكل وحيد حنا، المحلل في “مؤسسة القرن” أن هناك إمكانية تظهر فيها إيران حالة ضبط النفس للحفاظ على الإتفاقية مع أوروبا وعزل أمريكا عن حلفائها: “هناك فئة في إيران تريد أن يكون لديها الأخلاقية العليا من أجل العلاقات العامة” و”لكنني متأكد أن بشار الأسد وحيدر العبادي وأشرف غني يشعرون بالقلق لما يأتي فيما بعد” فهذه الدول لديها علاقات جيدة مع إيران لكن مصالحها ليست متشابهة. وفي هذه الدول قد تقوم إيران بأعمال “انتقامية” حيث توجد لواشنطن قوات فيها. ورغم التركيز على التداعيات الإقليمية لقرار ترامب إلا أن الإتفاقية لم تكن السبب الذي سمح لإيران بلعب دور إقليمي، فهذا سابق عليها كما يقول حنا. ويشير للنزاع الطائفي بين إيران ودول الخليج والإطاحة بصدام حسين ورفض إدارة جورج دبليو بوش الأولى التحاور مع طهران. وسمحت النزاعات الأهلية في الشرق الأوسط لإيران بأن تظهر تأثيرها وتلعب دور المخرب.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية