وكالة الاستخبارات الأمريكية تخلص إلى أن ولي العهد السعودي أمر بقتل خاشقجي

رائد صالحة
حجم الخط
13

واشنطن- “القدس العربي”:
خلصت وكالة المخابرات المركزية إلى أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمر باغتيال الصحافي، جمال خاشقجي في إسطنبول، الشهر الماضي، وهو ما يتناقض مع ادعاءات الحكومة السعودية بأنه غير ضالع في القتل، وفقا لأشخاص مطلعين على المسألة.
ويعتبر تقييم المخابرات المركزية، الذي يتمتع بثقة عالية من المسؤولين الأمريكيين، هو الأكثر دقة حتى الآن لربط بن سلمان بالعملية مما يعقد جهود إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للحفاظ على علاقتها مع حليف وثيق، إذ سافر “فريق قتل” من 15 سعوديا إلى اسطنبول على متن طائرة حكومية في أكتوبر/ تشرين الأول، ليقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية بعد أن حضر لاستلام الوثائق التي يحتاجها  للزواج من أمرأة تركية.
وكشفت صحيفة” واشنطن بوست” أن وكالة المخابرات المركزية فحصت مصادر متعددة، للتوصل إلى استنتاجاتها، بما في ذلك مكالمة هاتفية أجراها شقيق الأمير، خالد بن سلمان، السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، مع خاشقجي، وفقا لما ذكره عدد من المطلعين على الأمر ممن تحدثوا عن الحالة دون الكشف عن هويتهم، ووفقا للمكالمة فقد أخبر خالد بن سلمان خاشقجي، وهو كاتب عمود في الصحيفة، أنه ينبغي عليه الذهاب إلى القنصلية السعودية في إسطنبول لاسترداد الوثائق ، ومنحه تأكيدات بأنه سيكون اَمنا للقيام بذلك.

إن الموقف المقبول هو أنه لم يكن هناك أي سبيل لذلك دون علمه أو مشاركته

ومن غير الواضح ما إذا كان خالد يعلم أن خاشقجي سيُقتل، ولكنه قام بالاتصال مع أخيه، بحسب الأشخاص الذين اطلعوا على المكالمة، التي تم اعتراضها من قبل المخابرات الأمريكية.
ونقلت ” واشنطن بوست” عن فاطمة باعشن، المتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، أن السفير وخاشقجي لم يناقشا أبدا ” أي شئ يتعلق بالذهاب إلى تركيا” ، وأضافت أن الادعاءات الواردة في تقييم وكالة المخابرات الأمريكية ” المزعومة” غير صحيحة، وقالت، ايضا، ” نزال نسنع نظريات مختلفة دون أن نرى الأساس لهذا التكهنات”.
وكان استنتاج وكالة المخابرات المركزية حول دور محمد بن سلمان مستنداً، أيضا، إلى تقييم الوكالة للأمير باعتباره الحاكم الفعلي للبلاد، بما في ذلك الشؤون الثانوية، وقال مسؤول أمريكي مطلع على استنتاجات وكالة المخابرات المركزية” إن الموقف المقبول هو أنه لم يكن هناك أي سبيل لذلك دون علمه أو مشاركته”.
وترى وكالة المخابرات المركزية أن بن سلمان ” تكنوقراط جيد” ولكنها تعلم ، كما أكد مسؤول أمريكي، أن  بن سلمان رجل متقلب ومتغطرس وأنه على استعداد للانقلاب فجأة من ” الصفر إلى درجة 60″ وأنه لا يعلم بان هنالك الكثير من الأمور التي يجب عدم القيام بها.
ويعتقد محللو السي اَي إيه أن لديه قبضة قوية على السلطة، وليس في خطر فقدان وضعه كخليفة للعرش على الرغم من قضية خاشقجي، وقال مسؤول أمريكي لصحيفة ” واشنطن بوست” إن بن سلمان سينجو مضيفاً أن دور بن سلمان كملك في المستقبل للسعودية “أمر مسلم به”.

وكانت صحيفة “القدس العربي” نشرت تقريرا في 21 تشرين أول /أكتوبر الماضي أشارت فيه إلى إصرار عدد من الأعضاء البارزين في الكونغرس الأمريكي والصحف الكبرى مثل “الواشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” على تحميل مسؤولية اغتيال خاشقجي إلى ولي العهد محمد بن سلمان، وذكرت حينها أن هذا الإصرار يعود الى احتمال وجود إشارات قوية لولي العهد في الأشرطة الصوتية التي تتوفر عليها تركيا أو مكالمات “واتساب” بين ماهر عبد العزيز مطرب ومكتب الأمير ، والتي جعلت السعودية تعلن مسؤوليتها عن الجريمة بعد الإصرار على النفي.

من جهتها أكدت صحيفة ” وول ستريت جورنال” السبت  أن وفاة جمال خاشقجي، الكاتب والناشط السعودي، جاءت بناء على توجيهات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وقالت إن وكالة المخابرات المركزية توصلت إلى هذا الاستنتاج نتيجة” فهم كيفية عمل المملكة العربية السعودية” بدلا من الاتكاء على ” دخان البنادق”.

وذكرت ” إن بي سي نيوز” ، الخميس، أن ترامب ما زال مترددا في فرض أي عقوبات صارمة على السعودية، بما في ذلك مقاومة الدعوات لتقليل أو إلغاء صفقة أسلحة مع المملكة بقيمة مليارات المليارات.

وقال السيناتور بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ” لدى الكثير من المخاوف بشأن المسار الذى تتخذه السعودية الان، واعتقد ان هناك حاجة لدفع الثمن”.

واتفقت المنصات الاعلامية الأمريكية، بما في ذلك ” فوكس نيوز”، ” إن بي سي”، “سي إن إن “، “أيه بي سي” و” وول ستريت جورنال” و” بوسطن غلوب” على استنتاج واحد من التقييمات الاخيرة لوكالة المخابرات المركزية، هو أنه من المرجح أن يزيد تقييم الوكالة من الضغوط على إدارة ترامب لإطلاق المزيد من العقوبات على السعودية على الرغم من علاقات الرئيس الودية بالعائلة المالكة هناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد على:

    فتش عن من المستفيد من هذه الجريمة
    وسوف تجده بلد واحده فقط هى تركيا
    والدليل على ذالك الأتراك بيقولوا الان
    انهم كانوا على علم منذ دخول الخاشقجى فى
    اول زيارة انه سوف يتم التخلص منه
    اذا ذهب فى الزيارة الثانية
    والأتراك الان يساوموا السعوديين والأمريكان
    على المقابل
    وكما نلوم السعودية يجب ان نلوم تركيا
    وهم يعتبروا مشتركين فى هذه الجريمة

  2. يقول صقر القريشي:

    هذا يعني أن محمد بن سلمان لن يفلت هذه المرة وقد إنتهى. فلا صهاينة أمريكا ممثلين بصديقه كريشنار، ولا الإسرائيليين سوف يستطيعون إنقاذه، فإن أراد تحدي العالم وشعب الجزيرة العربية والتمسك بالحكم، فسوف ينال عقابه عاجلاً أم آجلاً. فشعب الجزيرة العربية وإن كان يبدوا للبعض أنه نائم ولا مبالي، سوف يثبت للعالم أنه لن يرضى الذل والهوان وحاكم متهور فاسد مجرم يخدم أعداء العرب والمسلمين.

  3. يقول عادل العادل:

    الآن وقد تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن محمد بن سلمان، فما هو رد فعل محمد بن سلمان؟ أعتقد أنه لن يتخلى عن الحكم بهذه السهولة، ولديه خيار رئيسي في الإنتقام من خلال إستعمال سلاح النفط وخفض الإنتاج بشكل كبير مما سوف يكون له أكبر عامل ضغط على الحكومة الأمريكية التي تعاني من شبه عزلة دولية.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية