“واشنطن بوست”: يجب أن لا ننسى جريمة قتل جمال خاشقجي

إبراهيم درويش
حجم الخط
2

لندن-”القدس العربي” :

قالت كاثلين باركر في صحيفة “واشنطن بوست” إن ترامب ربما شعر بأنه تخلص من العبء “لكننا لن ننسى جمال خاشقجي”. وقالت “أخيرا انتهت الانتخابات النصفية، وحصلنا على ما حصلنا- ترامب لا يزال رئيسا” وعدنا الآن إلى الحقيقة الباردة والحياة اليومية الغريبة في البيت الأبيض والتي تبدأ وتنتهي بسؤال: من أمر بالجريمة البشعة لجمال خاشقجي، وما هي النتائج؟.

وذكرت باركر بالكاتب الصحافي السعودي والمقيم في الولايات المتحدة والمشارك في صحيفة “واشنطن بوست” والذي دخل قنصلية بلاده في اسطنبول من أجل الحصول على وثائق واختفى. ويقال إن مصيره المروع تضمن التعذيب والقتل وتقطيع الجثة على يد فرقة قتل كانت تنتظره بمنشار عظم.

وظل خاشقجي لأيام عدة القصة الرئيسية في معظم الصحف ثم تراجعت القصة واختفى اسمه من وسائل الإعلام باستثناء صحيفة “واشنطن بوست” وانطلق كل واحد إلى السباقات الانتخابية وتغطية حملات ترامب. وقام ترامب يوما بعد يوما بعمل ما يعمله عادة، التصريح بكلام لا يصدقه العقل حيث كان الإعلام يتركه. وتحدث البيت الأبيض عن اتخاذ إجراءات ضد السعودية فيما ناقش مجلس النواب والشيوخ خططا للحد من صفقات السلاح إلى السعودية والتي ركز عليها ترامب. لكن لم يتغير شيء.

وتقول باركر أن المؤامرات الدولية التي تشمل على جريمة ومال ونفط وسلاح وتآمر عادة ما تكون معقدة ومتعددة الجوانب وكافية لان تشعل الحروب وتهدد الاسواق العالمية. وعلى ما يبدو فقد قررت إدارة ترامب بداية الأزمة التعامل مع السعودية بلطف حيث هدد الرئيس بالقول إن تداعيات علاقة سيئة بين البلدين ستكون مكلفة وستنفع إيران. وتعلق أن لا خطأ فيما ورد أعلاه إلا إذا كنت تدعم استمرار القصف الجوي على اليمن او تدفق المال السعودي للمتطرفين الإسلاميين. ولكن السعودية هي مركز العالم الإسلامي ويجب أن لا يتم التقليل من قيمة هذه الحقيقة. وتشير إلى أن محمد بن سلمان أو (م ب س) هو صديق لصهر ومستشار ترامب، جارد كوشنر ونظر إليه كقوة تحديث في المملكة وشخص يريد الحد من سلطة المتشددين الدينيين والسماح للمرأة بقيادة السيارة. ورغم تراجع الرجم في السعودية إلا  قتل صحافي ناقد وأخرين أغضبوا العائلة المالكة يبدو أمرا غير مقبول.

 والسؤال هو ماذا حدث ردا على قتل خاشقجي؟ لا شيء تقريبا. واعتقلت السعودية 18 شخصا وأرسلت فريقا لمساعدة الأتراك في التحقيق وكان من بينه اثنان لتنظيف مكان الجريمة كما قال المسؤولون الأتراك. ولم تتهم تركيا ولي العهد بقتل خاشقجي مع أنها أكدت أن جريمة كهذه لم تكن لتتم بدون أوامر عليا. كل هذا يتركنا للتكهن. وربما لن تفرض الحكومة الأمريكية العقوبات على السعودية. وفرض ترامب العقوبات على الدول تشتري النفط من إيران مع توقعاته من السعودية أن تملأ الفراغ. وستستمر صفقات السلاح وحرب اليمن أيضا. وستعود الحياة إلى ما كانت عليه. ولكن على الأمريكيين أن لا ينسوا خاشقجي حتى لو عبر الرئيس عن استعداد للنظر إلى الجانب الآخر..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شفاء النعيمي:

    رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته !
    و حسبنا الله و نعم الوكيل !

  2. يقول ابن الجاحظ:

    ” من أمر بالجريمة البشعة لجمال خاشقجي، وما هي النتائج؟.
    هذا سؤال أحرار العالم بأسره…….و لن نهدأ الا بعد تقديم من أمر الى العدالة……..

إشترك في قائمتنا البريدية