واشنطن بوست: يجب تخليص الرهائن الأمريكيين لدى الأسد

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن – “القدس العربي”:
طالب المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” جوش روغين بالإفراج عن كل الرهائن الأمريكيين المعتقلين في سجون النظام السوري. ونقل عن مسؤولين وناشطين وعائلات الأمريكيين المفقودين قولهم إن نظام بشار الأسد” يعتقل أكثر من أمريكي.
وأضاف أن الرئيس دونالد ترامب بذل جهدا للإفراج عن الرهائن الأمريكيين في الخارج لكنه لم يفعل الكثير لإجبار نظام الأسد على إطلاق سراح من يعتقلهم من الأمريكيين.

قبل خروج القوات الأمريكية من سوريا وقبل قبول واشنطن الحل السياسي للأزمة في سوريا وقبل أن ترسل الولايات المتحدة المساعدات لإعادة الإعمار على بشار الاسد الإفراج عن كل الأمريكيين المحتجزين لديه.

وقال روغين “قبل خروج القوات الأمريكية من سوريا وقبل قبول واشنطن الحل السياسي للأزمة في سوريا وقبل أن ترسل الولايات المتحدة المساعدات لإعادة الإعمار على بشار الاسد الإفراج عن كل الأمريكيين المحتجزين لديه ومحاسبته على الرهينة التي يقال إنه قتلها”.
وحسب مسؤول بارز في الإدارة طلب عدم الكشف عن نفسه هناك عشرات المواطنين الأمريكيين الذين اختفوا في سوريا ويعتقد أنهم معتقلون لدى نظام الأسد وأحد هؤلاء الصحافي أوستن تايس المختفي في سوريا منذ عام 2012.
وأضاف أن الحكومة الأمريكية حملت علانية النظام السوري مسؤولية اعتقاله.
وهناك سوريون-أمريكيون اعترف النظام السوري باعتقالهم. وقال المسؤول “هناك عدد من السوريين-الأمريكيين من حملة الجنسية المزدوجة ممن اختفوا في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام والذين تحاول الولايات المتحدة البحث عنهم بالتعاون مع شركائها الدبلوماسيين وتأمين عودتهم السالمة من أمريكا”.
ويقول روغين إن عدد الرهائن الأمريكيين سري وأن هناك الكثير من الحالات لم تصل بعد لعلم الحكومة الأمريكية. وكل المحاورات مع النظام بشأنهم تتم من خلال سفير جمهورية التشيك في دمشق. وهي التي تمثل المصالح الأمريكية في سوريا منذ إغلاق السفارة الأمريكية عام 2012.
وقال الرئيس ترامب الشهر الماضي إنه سيعمل على تأمين إطلاق سراح عدد من الأمريكيين في سوريا. وأشار إلى نجاحه في الإفراج عن الرهائن في مصر وتركيا وكوريا الشمالية وقال “أنا الآن اعمل على الرهائن السوريين ولدي سجل جيد”. وأكد المسؤولون أن الرئيس ومن معه من الشخصيات البارزة يركزون على عودة الأمريكيين من سوريا. ويقود العمليات المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن روبرت أوبراين، الذين عين العام الماضي لرفع مستوى النشاطات والتركيز على حجم المشكلة.
ويضم من حررهم ترامب أوتو ورمبير الذي عاد إلى الولايات المتحدة من كوريا الشمالية عام 2017 ولكن في حالة غيبوبة ليموت بعد أيام.
وانتقد ترامب الأسبوع الماضي عندما قال إنه صدق ما قاله له الزعيم الكوري كيم جونغ- أون وعدم معرفته بالمعاملة التي تعرض لها. وقال ترامب يوم السبت “أنا أحب أوتو”.
وفي الملف السوري لم يحرر ترامب أحدا، ذلك أن النظام قام على ما يظن بإعدام السورية – الأمريكية التي كانت تقيم في إلينويز ليلى شويكاني، 26 عاما في عام 2016 بعد محاكمة سريعة ولم يعلم عائلتها إلا العام الماضي.
وهو ما دفع الكثير من العائلات للحديث صراحة بعد المأساة وطالبت بالمساعدة على تحرير أبنائها. وفي كانون الثاني (يناير) قررت عائلة السوري-الأمريكي البالغ من العمر 61 عاما والمعالج النفسي مجد كم ألماز الذي اعتقل في منطقة النظام شباط (فبراير) 2017 الحديث عن حالته.
ونقلت الحكومة التشيكية لعائلته اعتراف النظام باعتقاله ولكنه غير روايته لاحقا. وكان كم ألماز يزور عائلته في دمشق عندما اعتقل على نقطة تفتيش. ويعاني من مرض السكري ومشاكل صحية أخرى. ولا توجد معلومات حول ظروف اعتقاله.
ونظمت عائلة كم ألماز تظاهرة أمام البيت الأبيض في الأسبوع الماضي مطالبة بأجوبة حول رجل العائلة الغائب. والتقت العائلة عددا من مسؤولي الإدارة والمشرعين وحدثتهم عن الحالة، بمن فيهم السناتور الجمهوري عن إيوا تشارلس إي غراسلي والنائب الجمهوري عن إركنساس فرنتش هيل. ولدى العائلة جذورا في كل من إيوا وأركنساس.
وجلب هيل معه ابن كم ألماز، خالد لحضور خطاب حالة الاتحاد الشهر الماضي الذي ألقاه الرئيس. وقال خالد “لست منخرطا بالسياسة ولم يكن والدي كذلك” و “ربما احتجزوه كورقة مساومة من أجل صفقات ولكنه رجل إنساني”.
وأضاف الكاتب إلى أن أسماء بقية السوريين-الأمريكيين ممن يعتقد أنهم محتجزون لدى نظام الأسد تظل سرية بناء على طلب العائلات. وتظل كل قصة خاصة والمعلومات عنها قليلة ويقوم مكتب التحقيقات الفدرالي والخارجية وبقية وكالات الدولة بمحاولة البحث عنهم وجلبهم إلى أمريكا. ويعتقد البعض بضرورة ربط مصير الرهائن في أي مفاوضات سياسية مع نظام الأسد فيما يتعلق بمستقبل سوريا وعودته إلى المنظمات الدولية.
وقال السناتور الجمهوري عن ساوث كارولينا ليندزي “سينتهي هذا الفيلم في جنيف”.
وقال غراهام الذي تحدث لترامب عن موضوع الرهائن “نتوقع أن يشمل أي حل للمشكلة السورية عودة كل الرهائن السوريين”. ويتطلع الناشطون وعائلات الرهائن لفعل من الرئيس وينظرون إلى مقامرة كوريا الشمالية كسابقة تعني الإفراج عن الرهائن قبل بدء المفاوضات وليس كجزء من صفقة. ويعرفون أن القتل والتعذيب مستشر في أقبية السجون التابعة للنظام. ويقول معاذ مصطفى، مدير قوة المهام الخاصة السورية الطارئة “قام الأسد بالتعذيب حتى الموت لعدد من الرجال والنساء والأطفال والكبار في العمر” و “حقيقة اعتقاله عدد من الأمريكيين الأبرياء في أقبيته أمر مخز ويجب عودتهم الآن”. ويختم روغين مقالته قائلا إن على الأسد أن يكون حذرا من الحكومة والشعب الأمريكيين الذين يقومون بملاحقة سجنه للأمريكيين وسيتحمل المسؤولية بنفسه عن معاملتهم وعودتهم سالمين. وإن أراد الأسد خروج الأمريكيين من سوريا فيجب عليه الإفراج عن كل الرهائن الأمريكيين أولا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية