واو أولى:
لا بُدّ أنّ الظّهيرة كانت حلزوناً في حياة أخرى!
أستدرج نوماً بطيئاً
بجسدٍ لزجٍ
وأتكوّر على نفسي حتّى أخالني قوقعة!
تطرق صغيرتي سكوني الجاف بدهشة خالصة:
ماما واو
واو!
تتغيّر وضعيّتي بزاوية لا تُذْكَر: أين؟ لتكفَّ عن سريانها
تقفز على السّرير كأرنب خرج من قبّعة ساحر
ترسم حدودي:
الانغلاق
الانفلات
(هنا، الواو).
لا تعرف صغيرتي الأديان والفلسفات واتجاهاتهما، لتقول:
«يولد الإنسان في هيئة حرف الواو»
ولكنّها تبصر وحشتي في هذا العالم، ورغبتي في أن أرجع بدءاً.
* واو المنتصف:
نلعب باللّغة معاً؛ إنّها لا تؤذيها الآن
أمّا فيما بعد فتصير بحواف حادّة، أنسى أن أحذرها… دوما!
نرسم جدولاً ماءُه الكلمات: اسم بنت/ولد/حيوان/جماد/بلاد
وتنحاز إلى حرفها مطلعاً:
ماما واو
واو!
تكتب بخطّ طفوليّ: ورد/ وئام/وليد/وَشَق/واشنطن
وألحظ أنّها تملأ الفراغات بسهولة، أتنهد: ليتني بمهارتها؛
ثمّة ثقوب بحجم الهاوية في حياتي!
أكتب بخطّ مرتعش: ورد/وحيدة/هو/وَزَغْ/وادي
فتثور بألوانها الخشبيّة لتنهي هذا القلق:
واو بشعة
وخطأ!
كلانا يحبّ الورد وأتجاهل وحدي أنّه لا يقابل (الأحبّك)!
ونختلف في وجودنا: وئامُها صلب رغم شعث الجوار
وواوي هشّة تتيه في الهُوّيات
سألتها على ذعر: هل تشاهد الأخبار من ورائي؟ فكيف احتلّت واشنطن مربعاتنا البرئية هذه!
وسألتني بريبة: ماما، هل الوادي اسم بلاد؟
فأرجأت إشغالها بحقوله الدّلاليّة القريبة ممّا عشت فيه باسم (الوطن).
وراحت بأسئلتها إلى أماكن أخرى في غرابتي؛
ماما، هو ليس اسم رجل
ماما، لماذا حرّك الوَزَغُ الهواء لتكون ناراً على أبينا إبراهيم؟
أجيبها بمنطقها: إنّه شرير. ومن يومها، تتجسّد الأشباح لصغيرتي بهيئة سحليّة
زاحفة أو مجنّحة
صغيرة أو مهولة
متنكّرة أو شفّافة
بأنياب أو أسنّة
بمواد حارقة أو نفخٍ من عن بعد!
*واو كَوِرْدِ عِطَاش:
الواو يا صغيرتي
اسم الرّوح السّيار في الكون
المطلق حيث لن ننتهي من بعده
تجيء
مفردة/خالصة/مقدّسة/حارّة/خفيفة
ألمح الضّوء سرمداً في عينيها الحلوة
فأتوغل في أوصافه بشجاعة أكبر، وأمسك يدها
لندخل غابة معانيه أبعد
نطوي الهواجس في المسافات، فتشدّ على قلبي:
ماما، «الواو يحفظ نفسه خاصّة»!
* واو المطاف:
نأوي إلى ركن حنون تعباً من القِصِيِّ
لتأخذ صغيرتي قسطاً من الأحلام بينما أخطّ عنوة
عن الوحدة في كوننا بعود صغير
على التّراب:
الانغلاق
والانفتاح
مرّات كثيرة ومزدحمة، لنكون هنا:
واو!
٭ شاعرة سورية
الايغال في الرمزية كان مطلوبا منا في فلسطين لنتجاوز مقص الرقابة المسلط على رقابنا ..لكن ان يصل الى هذا الحد