وثيقة سرية من مجلس الأمن الدولي: المواجهة العسكرية بين سورية وإسرائيل كانت على قاب قوسين أو أدنى خلال المعارك على معبر القنيطرة الإستراتيجي

حجم الخط
0

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ كُشف النقاب أمس في تل أبيب عن أن رئيس القسم في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، هارفو لادسو، قال في اجتماع طارئ ومغلق في مجلس الأمن الدولي، في ليلة يوم الجمعة الماضي في نيويورك إن إسرائيل هددت بمهاجمة قوات الجيش العربي السوري، على الحدود مع سورية، خلال المعركة التي دارت هناك بين الجيش النظامي السوري وبين المعارضة المسلحة، يوم الخميس صباحا، على معبر القنيطرة الإستراتيجي.
وبحسب المراسل للشؤون السياسية في صحيفة ‘هآرتس’، باراك رافيد، الذي أورد النبأ، أمس الأحد، فإن المسؤول الأممي أدلى بهذه الأقوال خلال العرض الذي قدمه لسفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، حيث كشف النقاب عن الدراما التي حصلت من وراء الكواليس، منذ اللحظة التي تمكن فيها المعارضون السوريون من السيطرة على معبر القنيطرة.
وزادت الصحيفة العبرية قائلةً إن المواجهة العسكرية بين الجيش العربي السوري وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي كانت على قاب قوسين أوْ أدنى من أنْ تقع، وهي المواجهة الأولى منذ العام 1973. وقالت الصحيفة أيضا إن المدون نبيل أبو صعب، كشف النقاب في مدونته UN Report كشف النقاب عن وجود وثيقة تشكل الأقوال التي أدلى بها هارفو لادسو خلال الجلسة المذكورة، وبحسب الوثيقة السرية، فإنه بعد احتلال المعبر من قبل المتمردين السوريين، قام الجيش العربي السوري بالدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة شملت دبابات وناقلات جند.
وجاء أيضا في الوثيقة السرية أن التعزيز السوري غير المسبوق دب الخوف لدى قادة اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي، الذين سارعوا إلى الاتصال بقائد قوات (الإندوف) وأبلغوه بأنه في حال واصلت سورية بدفع التعزيزات إلى معبر القنيطرة، فإن جيش الاحتلال سيقوم بمهاجمتها، وقام الأخير بإيصال الرسالة إلى الجنرال السوري الكبير، المسؤول في المنطقة، لافتا إلى أن القضية وصلت إلى ديوان وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون.
ومضت الصحيفة العبرية قائلةً إن مصدرًا أمنيًا رفيع المستوى في تل أبيب أكد لـ’هآرتس’ بأن إسرائيل وجهت تهديدًا للسوريين بواسطة قائد (الإندوف)، جاء فيه أنه في حال قيام الدبابات السورية بمهاجمة الجيش الإسرائيلي، فإن الأخير سيرد وبقوة كبيرة، على حد تعبيره، ولكن سورية، بواسطة القائد المذكور، أبلغت إسرائيل بأن قواتها تقوم بالعمل ضد المعارضين فقط، على حد تعبيره.
في سياق ذي صلة، إيهود يعاري، محلل الشؤون العربية في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، هو من أشد المعادين للعرب وللمسلمين على حدٍ سواء، ويُعتبر هذا المستشرق – المستعرب، أيضًا من المقربين جدا لدوائر صنع القرار في تل أبيب، وبسبب تبوأ القناة الثانية المكان الأول في عدد المشاهدين، مقارنة بالقنوات التلفزيونية الإسرائيلية الأخرى، فإن تحليلات يعاري تصل إلى أكبر نسبة مشاهدين من الجمهور الإسرائيلي، وتوثر كثيرًا في صنع الرأي العام في دولة الاحتلال. وعلى الرغم من أن المحلل المذكور لا يُخفي حقده على العرب، فإنه اضطر السبت، في برنامج واجه الصحافة، إلى الاعتراف، وبفم مليء بأن معركة القصير كان نقطة تحول مهمة جدا لنظام الرئيس د. بشار الأسد، معتبرا الانتصار انتصارا تكتيكيا مما سيَحُث الرئيس الأسد على مواصلة المعارك الضارية ضد المعارضين المسلحين. وعلى الرغم من عدوانيته الواضحة، فإنه بين الفينة والأخرى يتمكن من إجراء مقابلات مع قادة من المعارضة السورية، وهكذا حدث ظهر، يوم الأحد الماضي، احد قادة المعارضة السورية، المسمى حسن رستناوي، تحدث على المباشر من حمص مع القناة الثانية الإسرائيلية، وكان الضيف المفاجئ للصحافي الإسرائيلي يعاري. وتم تقديم رستناوي على موقع القناة الإلكتروني كقائد المتمردين السوريين. وفي إجابته على سؤال الصحافي الإسرائيلي، المتعلق بعملية القصف التي قامت بها مؤخرا طائرات إسرائيلية على دمشق، عبر رستناوي عن فرحه وامتنانه.
وبحسبه، فإن قصف الطيران الإسرائيلي قد استهدف مخابئ السلاح التابعة للجيش العربي السوري، واستهدف أيضا ميليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني، الذين سماهم أكبر خطر إرهابي. وقد أثلج الهجوم الأخير للعدو الإسرائيلي،حسب رستناوي، صدور الشعب والثوريين السوريين، على حد تعبيره.
والتعامل بين المتمردين السوريين والجيش الإسرائيلي ليس أمرا جديدا، ففي السنة الماضية حاورت القناة الإسرائيلية نفسها الشيخ عبد الله التميمي، قائد سلفي أصله من حمص، انتحل شخصية سني، وشتم ملايين السوريين السنة الوطنيين.
من جهة أخرى، فإن العديد من مقاتلي الجيش السوري الحر يجدون مأوى في إسرائيل، ويعالجهم الجيش الإسرائيلي، كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية يوم 23 من شهر أيار (مايو) المنصرم، وجاء في الخبر الذي أوردته الوكالة إنهم يحصلون على أسلحة إسرائيلية، ويستقبلون صحافيين وعملاء إسرائيليين في صفوفهم، ويخبرون الأجهزة الخاصة الإسرائيلية عن نقاط إطلاق منصات إطلاق الصواريخ الباليستية السورية ومستودعات الأسلحة، ويعِدون أن سورية الحرة ستقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية