وداعا يا أسد

حجم الخط
0

عقد القادة العرب قمتهم الأخيرة في الدوحة في ظروف حرجة وأوضاع صعبة للغاية، فقد غاب عنهم قادة طالما عانقوهم وقبلوهم عقودا من الزمان، فقد خلت الكراسي منهم واستوحشت الكاميرات لغيبتهم، وظهرت وجوه جديدة لم تعتدها الشعوب العربية من قبل، بل لم يعتدها حتى من بقي من قادة العرب، ولكن هو الزمان قد دار دورته وفرض هيمنته، فغاب عن الكاميرات من كان يتبجح في كلامه مستخفا ومستحقرا للملايين التي تسمعه وتشاهده، كما استخف واستحقر
بمن صنعه وأوجده ومن هم مجتمعون معه، وهكذا غاب من كان يظن بجهله وغروره أن الخلود كائن له، وفي هذه اللحظات المشهودة والآمال المعقودة تتوجه أنظار المالكي وحكومته إلى كلمات القادة المنطوقة وقراراتهم المصيرية المقطوعة، فالقمة قد خرجت من رئاسة العراق وذهبت إلى عدو لدود كما يراه هو، فبالتأكيد ستكون القرارات صاعقة له وصارمة فهو
يخفي بين جنبيه شيئا يظن أن الآخرين يجهلونه ولا يعلمونه وفعلا وقع ما كان يخشاه المالكي وحكومته، فالقمة خرجت من بين يديه وهو يعيش عزله عن عروبته وعدم ثقة شعبية ودولية في حكومته، والمجتمع الدولي أعلن رفض قضائه وقراراته، ومنظمات حقوق الإنسان فضحت جرائمه وانتهاكاته، وشركاؤه خاصموه ومن حكومته انسحبوا وقاطعوا، فحق له أن يجن وكيف لا يجن وقد سمع بداية القمة فكيف إذا سمع النهاية، ولكنه آفاق افاقة سكران لا يعي من حوله وسرعان ما قال اليوم أنت ونحن في الغد .

عقيل حامد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية