القاهرة- «القدس العربي»: قالت وزارة الداخلية المصرية إنها ألقت القبض على عدد من الأشخاص في 4 محافظات هي الإسكندرية، والجيزة، والفيوم، والسويس، أثناء قيامهم بتحرير توكيلات مزورة لصالح أحد المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية ووضعهم توقيعات عليها للادعاء بأنها صادرة عن مكاتب الشهر العقارى.
ونقل بيان الوزارة عن مصدر أمني قوله، إنه عثر بحوزتهم على 596 نسخة من التوكيلات المزورة “خالية البيانات”، وإنه أمكن تحديد وضبط صاحب المطبعة التي طبعت التوكيلات المزورة. وأضاف المصدر: “وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وعرضهم على النيابة العامة”.
وسبق ذلك، نشر الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية، تصريح على لسان مصدر أمنى، قال فيه إنه في ضوء ما تلاحظ من ترديد بعض أنصار أحد المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية من دعوات للقيام بأعمال مخالفة للقانون وتحركات تخل بالأمن، فإن وزارة الداخلية تؤكد أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية بكل حسم تجاه من يخالف الضوابط القانونية الموضوعة من الهيئة الوطنية للانتخابات أو أي مخالفات تخل بالأمن العام.
وكان أحمد الطنطاوي، المرشح المحتمل للرئاسة، الذي يعد أكبر منافس للرئيس المصري المنتهية ولايته بسبب حدة الانتقادات التي يوجهها له، دعا كل أنصاره لملء استمارة توكيل تأييد الترشح في انتخابات الرئاسة، والتوقيع عليها وإرسالها إلى مقر الحملة في القاهرة.
وقال الطنطاوي خلال منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “بعد كل ما شهد عليه الشعب المصري العظيم على مدار أسبوعين كاملين من عمليات قمع ومنع لراغبي تحرير توكيلات ترشحي لانتخابات رئاسة الجمهورية، أدعو كل مواطنة ومواطن مصري يرغب في التفضل بتوكيلي للترشح لرئاسة مصر 2024 ولم يمكن من هذا الحق أن ينضم لهذه الدعوة ويطالب من يشاركه الرأي والموقف أن يفعل نفس الشيء”. وأضاف الطنطاوي أنه على من يرغب عليه طبع الاستمارة وملء البيانات بالجزء الأعلى منها ويضع اسمه وتوقيعه ورقمه القومي، ويرسلها إلى مقر الحملة الرئيسي في القاهرة، أو التسليم باليد لمسؤولي الحملة في المحافظات بعد التواصل على أرقام تلفوناتهم المعلنة على صفحة الحملة.
وكان قد كشف عن المسارات التي سيتبعها خلال المرحلة المقبلة حال استمر منع مؤيديه من تجميع توكيلات الترشح في الانتخابات. وقال إن حملته لم تجمع حتى الآن سوى نحو 7741 توكيلاً من المواطنين لترشحه للانتخابات، لافتاً إلى أن أغلب هذه التوكيلات “من المصريين بالخارج؛ استجابة لمبادرة 3 أيام من الأمل”.
ولم يتبق أمام حملة الطنطاوي سوى 5 أيام فقط لجمع التوكيلات طبقاً للجدول الزمني المعلن من الهيئة الوطنية للانتخابات، حيث يغلق باب الترشح في 14 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ويحتاج كل مرشح لتزكية 20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها، وفقاً للدستور.
وقال الطنطاوي، في مقطع فيديو، بثه على صفحته على فيسبوك، تفاصيل “المسارات المختلفة” خلال الأيام المقبلة، والتي تتمثل في دعوة المؤيدين للتوجه إلى مقرات الشهر العقارى ومخاطبتها بتنفيذ تعليمات الهيئة الوطنية للانتخابات بضرورة تحرير توكيلات المواطنين.
ولفت إلى أنه في حالة عدم تحقيق العدد المطلوب من التوكيلات في المرحلة التالية تبدأ من مساء الإثنين والثلاثاء، وسيطلب فيها من المواطنين تنفيذ قرار الهيئة الوطنية للانتخابات، التي ألزمت مكاتب الشهر العقارى بالاستمرار في عملها حتى توثيق التأييد الشعبي لآخر مواطن موجود بالمكتب.
ولفت الطنطاوى إلى اللجوء للمسار التالي في حال لم يتمكن من جمع التوكيلات، وهو الشعب، عبر جمع حملته للتوكيلات بنفسها من المواطنين من خلال توقيعها على نموذج مماثل للنموذج في الشهر العقاري.
وكان الطنطاوي زار معظم محافظات مصر خلال الأيام الماضية، في محاولة لطمأنة مؤيديه ومساعدتهم على تحرير التوكيلات، واتهم خلال زيارته السلطة بمنع مؤيديه من منع تحرير التوكيلات، واستخدام البلطجة ضدهم.
إلى ذلك، وصل عدد المرشحين المحتملين الذين تقدموا بأوراق ترشحهم إلى الهيئة الوطنية للانتخابات، إلى 3 مرشحين. وتقدم عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، اليوم بأوراق ترشحه بعد حصول على تزكية نواب في البرلمان. كما تقدم المستشار محمود فوزي، رئيس الحملة الانتخابية للرئيس عبد الفتاح السيسي وممثله القانوني، السبت، بأوراق الترشح للهيئة، ليكون السيسي المرشح الأول.
وقدم فوزي للهيئة أكثر من مليون و130 ألف تأييد شعبي من المواطنين لترشح السيسي، والتي جرى توثيقها في مكاتب مصلحة الشهر العقاري والتوثيق منذ إعلان الجدول الزمني والإجرائي للانتخابات، بالإضافة إلى 424 تزكية من أعضاء المجلس، ضمن الأوراق الرسمية للترشح.
فيما تقدم فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بأوراق الترشح، بعد حصوله على 30 تزكية من أعضاء مجلس النواب.
وكانت الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم 12 حزباً معارضاً هددت بمقاطعة الانتخابات، حال استمر منهج منع مؤيدي الطنطاوي من تحرير توكيلات الترشح في الانتخابات.