مدريد- “القدس العربي”: عادت إسرائيل الى الضغط على بعض الدول الأوروبية ومنها إسبانيا بتهمة معاداة السامية ودعم الإرهابيين في محاولة للحد من مظاهر التضامن مع الفلسطينيين، وذلك كرد فعل على التأييد الكبير من طرف المجتمع الإسباني وبعض الوزراء الذين اتهموا الكيان بتنفيذ حرب إبادة حقيقية ضد الفلسطينيين.
وكان عدد من الوزراء المحسوبين على اليسار قد نددوا بالأعمال الهمجية للجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وكذلك انتقدوا قتل حماس للمدنيين، ولكن تنديدهم بإسرائيل كان أقوى بكثير.
في هذا الصدد، قال وزير شؤون المستهلك، ألبرتو غارزون: “إن الهجوم العنيف والعشوائي ضد السكان المدنيين هو عقاب جماعي ينتهك بوضوح القانون الدولي. وما تفعله حكومة إسرائيل هو همجية خالصة”. ويرى غارزون أنه “لا يوجد سبب يبرر القصف المستمر، وترك مجتمع بشري بأكمله بدون ماء أو كهرباء”، مشيرا في تدوينة على منصة إكس (تويتر سابقا) إلى أن “الخطير أن هذا يصدر عن دولة تسمي نفسها ديمقراطية وتحتل أراضي فلسطين دون عقاب منذ عقود”.
ومن جهتها، صرحت أيوني بيلارا، وزيرة الشؤون الاجتماعية، الثلاثاء، أنه يجب تغيير الرواية حول ما يجري في الشرق الأوسط، وذلك بإدانة “إرادة إسرائيل في إبادة” الشعب الفلسطيني. وقالت بيلارا في تصريحات لراديو كتالونيا: “لا يوجد مجال للمقارنة في هذه اللحظة “يجب أن نقول بوضوح أن إسرائيل دولة محتلة”. وشددت أنه “لا أحد ينكر الألم الناجم عن مقتل المدنيين الإسرائيليين، لكن إسرائيل تتجاهل آلام الفلسطينيين…الوفيات الرئيسية تقع في الجانب الفلسطيني” الموجود الآن في غزة، والذي تم تحويله إلى “أكبر سجن مفتوح”. وكانت الوزيرة نفسها قد نددت منذ أيام بهمجية إسرائيل في قتل الفلسطينيين. واعتبرت أن الصمت وعدم التنديد هو تواطؤ مع رعب إسرائيل.
وأصدرت سفارة إسرائيل في مدريد، الإثنين، بيانا تندد فيه بهذه التصريحات بل وتتهم الوزراء بتأييد ما اعتبرته “إرهاب حماس”. وتوالى التنديد ببيان السفارة لاسيما من طرف أنصار حقوق الإنسان والمناهضين للاستعمار. ولم يتأخر رد الحكومة الإسبانية، فقد أصدرت وزارة الخارجية بيانا شديدة اللهجة يقول “إن حكومة إسبانيا ترفض رفضا قاطعا الأكاذيب الواردة في بيان السفارة الإسرائيلية بشأن بعض أعضائها، ولا تقبل التلميحات التي لا أساس لها بشأنهم”، أي اتهامات تأييد الإرهاب. ويتابع “يمكن لأي زعيم سياسي التعبير عن مواقفه بحرية كممثل لحزب سياسي في دولة ديمقراطية كاملة مثل إسبانيا”. ويضيف البيان “تؤكد الحكومة ككل أن الحل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق حالة من السلام والاستقرار في المنطقة هو الحل المتمثل في وجود دولتين تتعايشان في سلام وأمن، على نحو ما أقرته الأمم المتحدة”.
وتشهد اسبانيا موجة كبيرة من التضامن مع الشعب الفلسطيني، وكان عدد من المدن الإسبانية مسرحا لتظاهرات تضامنية أكبرها تلك التي جرت في العاصمة مدريد، الأحد الماضي.