الناصرة ـ “القدس العربي”: رغم الكشف عن خطة الضّم الإسرائيلية من قبل القناة العبرية الرسمية، إلا أن رئيس حكومة الاحتلال لم يبادر اليوم، وهو الموعد الذي حدده للبدء في إعلان إحالة السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، بأي خطوة عملية بهذا الاتجاه، وسط أنباء عن استمرار المداولات بينه وبين الإدارة الأمريكية، وتسريبات عن تأجيل الخطة والقيام بها بالتقسيط، وسط تزايد ضغوط دولية للحيلولة دون تنفيذه.
ووفقا للخريطة الإسرائيلية المزعومة يحتفظ الاحتلال أيضا بمعظم الشوارع الواقعة تحت سيطرته حاليا داخل الضفة الغربية، مما يعني تقطيع أوصال الضفة وتحويلها لمجموعة جزر متناثرة لا تبقي لتسوية الدولتين فرصة حقيقية على الأرض لتبقى الفرصة متاحة لدويلة فلسطينية متبعثرة صورة خريطتها تشبه “طبخة الشكشوكة”، كما قال المعلق الإسرائيلي البارز نحوم برنيع قبل شهور.
ولا يستبعد مراقبون محليون اهتمام نتنياهو بتسريب الخريطة المذكورة ضمن استراتيجية تخدير الفلسطينيين وكل المعارضين للضم، تمهيدا للاستمرار في نهب وسلب الأرض الفلسطينية خطوة خطوة، كما فعلت إسرائيل منذ 1948 حيث قامت ولا تزال تقوم باقتطاعها بطريقة قطع وجبات “الشاورما” كي لا تثير مواجهة تكلفها خسائر كبيرة.
وما زالت المداولات مع الإدارة الأمريكية مستمرة بعدما التقى نتنياهو مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط آفي بيركوفيتش والسفير ديفيد فريدمان. وقال نتنياهو عقب الاجتماع إنه “سيواصل العمل حول فرض السيادة في الأيام القريبة”.
ونقلت القناة الإسرائيلية الرسمية عن مصدر أمريكي قوله “إننا أكثر معرفة اليوم من يوم الأحد الماضي، ونحن راضون من التقدم في المداولات ونتطلع لاستمرار الحوار وما زلنا نعاين الأمور”.
يذكر أن اتفاق الائتلاف بين “الليكود” و “أزرق ـ أبيض ” يقضي بأن يكون بوسع نتنياهو الشروع في خطوات الضم في الأول من يوليو/ تموز دون أن يكون لبيني غانتس أي حق نقض، فيتو، على مخطط الضم رغم إمكانية معارضته له.
ويعني مخطط الضم من الناحية الدستورية الإسرائيلية طرحه للمصادقة عليه أولا في المجلس الأمني – السياسي المصغر (الكابينيت) قبل طرحه على الحكومة ثم على البرلمان (الكنيست) للمصادقة عليه، وهذا لم يحصل بالأمس.
وسبق أن ألمح نتنياهو قبل ذلك بتأجيل موعد الضم، حيث قال في غرف مغلقة طبقا لتسريبات ربما تكون متعمدة إن الضم ربما يؤجل لاعتبارات أمنية وسياسية وسط إشارة لوجود خلافات أمريكية داخلية أيضا.
ويبدو أن تأجيل العمليات المذكورة التي تعني بدء خطوات فعلية للضم، مرده ليست الخلافات الإسرائيلية الداخلية، إنما التردد الأمريكي والخلافات الأمريكية الداخلية حيال المخطط الإسرائيلي، وفقا لتسريبات صحافية متواترة.
إسرائيليا يستطيع نتنياهو تجنيد أغلبية للقيام بتطبيق مخطط الضم رغم تحفظ “أزرق- أبيض” الذي يؤيد ضم الكتل الاستيطانية والأغوار الفلسطينية مبدئيا، لكنه يفضل أن يكون الضم ضمن صفقة سياسية وبالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول عربية ومع السلطة الفلسطينية.
ويستفيد نتنياهو من الخلافات داخل “أزرق – أبيض” حيث هناك عدد من نوابه يؤيدون الضم ويلمحون لتصويتهم معه عند طرحه على طاولتي الحكومة والبرلمان. وفي المقابل يراهن نتنياهو على أن يصوت عدد من نواب كتل اليمين المعارضة مع مخطط الضم عند طرحه في الكنيست.
وحسب تسريبات إسرائيلية فإن نتنياهو لا يكترث بمعارضة “أزرق – أبيض” مثلما لا يكترث بتهديدات الاتحاد الأوروبي وبريطانيا التي حذر رئيس حكومتها جونسون إسرائيل من مغبة الخطوة المنافية للقانون الدولي، والتي ستؤثر على العلاقات الطيبة بينها وبين بريطانيا.
كما أن نتنياهو لا يأخذ بالحسبان التهديدات الفلسطينية بحل السلطة وغيرها كما أكدت الإذاعة العبرية أمس، موضحة أن نتنياهو يعتبرها “كلاما بالهواء”، مشيرة لاستفادته أيضا من ضعف الموقف العربي ومن صداقته مع بعض الدول العربية خاصة في الخليج.
وتؤكد الإذاعة العامة ومصادر إسرائيلية إعلامية وسياسية كثيرة أخرى أن ما يهم نتنياهو بالأساس هو موقف البيت الأبيض، رغم مخاوفه من محكمة الجنايات الدولية.
كذلك ميدانيا لم يبادر الاحتلال لما هو جديد من ناحية التدابير الأمنية تزامنا مع الموعد المحدد للضم في الضفة الغربية المحتلة.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم عن مصادر في جيش الاحتلال قولها إن المؤسسة الأمنية لا تقوم باستعدادات ميدانية استثنائية على الأرض، ولم تقم برفع حالة التأهب. لكن المصادر المذكورة أوضحت أن قوات الاحتلال زادت من يقظتها واستعداداتها لـ “يوم الغضب ” الذي أعلنت عنه المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة.
وفيما التزم نتنياهو الصمت أمس وواصل المداولات مع مسؤولين أمريكيين، قال وزير الطاقة المقرب منه يوفال شطاينتس، اليوم، إن إسرائيل تنتظر الولايات المتحدة في هذا المضمار، وإنه يثق برئيس الوزراء نتنياهو لعدم وجود من هو أفضل منه في فهم الولايات المتحدة وهو الأقرب لها.
وتابع في تصريحات للإذاعة العامة وللقناة 12 “سيقوم نتنياهو بتنسيق الخطة الخاصة بالضمّ وتحديد مكانها وزمانها ومجمل خطواتها السليمة. واضح أنها ستكون أحادية الجانب وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، والحديث يدور عن تطبيق للضم خلال أسابيع أو شهور قليلة. أثق بنتنياهو واعتمد عليه”.
وردا على سؤال قال شطاينتس إن الانتظار هو الأمر السليم خاصة أن مخطط الضم مشتق أصلا من “صفقة القرن”. وكشف عن وجود عدد غير قليل من وزراء ونواب حزب ” أزرق – أبيض ” ممن سيؤيدون الضمّ حتى لو عارضه حزبهم.
ومن جانبه، قال الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، والنائب في الكنيست عن حزب “الليكود”، آفي ديختر، أمس، إنه “يوصي نتنياهو باتخاذ قرار تطبيق السيادة الإسرائيلية في جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية”. موضحًا: “لا يوجد أي مبرر وسبب يجعل نصف مليون إسرائيلي يعيشون هناك بطريقة مختلفة، كما لو كانت حياتهم في الهواء، لأن الأرض التي يجلسون عليها ليست تحت السيادة الإسرائيلية”.
ويزعم ديختر أنه لا يجب الانتظار حتى الحصول على الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية للبدء بالضم، قائلا: “لو اضطرت إسرائيل إلى الانتظار، لما أعلنت عن قيامها. هناك إجراءات أخرى قامت بها إسرائيل ولم تنتظر. حان الوقت لضم الضفة الغربية”.
ومن جهته حمل الوزير الليكودي تساحي هنغبي على غانتس بسبب ما قالهالثلاثأء من أن كل ما لا يتعلق بكورونا يمكن التعامل معه لاحقا، في إشارة لعدم اعتباره الضم خطوة او فرصة تاريخية، بخلاف موقف نتنياهو والليكود.
وأضاف هنغبي “أن ذلك يبعث على الاستغراب إذ أن غالبية ما نقوم به لا يخص الوباء”.وأشار إلى أن الليكود يعول على كتل اليمين من المعارضة لضمان أغلبية حقيقية في الكنيست لتمرير مشروع قانون الضم.
من جهته يواصل” أزرق – أبيض ” إبداء مواقف حذرة وضبابية وأحيانا متناقضة حيال الضم غير المخول بمنعه وفق اتفاق الائتلاف مع “الليكود”.
وقال رئيسه بيني غانتس في حديث صحافي اليوم إنه لا يستبعد تفكك الحكومة على خلفية اختلاف وجهات النظر مع نتنياهو حيال الضمّ، ومع ذلك قال إنهما من أسبوع إلى أسبوع يتعلمان كيفية العمل بشكل أفضل. وتابع “لم أشارك في الحكومة من أجل نتنياهو ولكن من أجل الدولة وهذا ما أنوي الاستمرار فيه” .
هل حان الوقت للتعامل مع السيادة والضم؟ على هذا السؤال رد غانتس ضمن حديث مع موقع “واينت “: “نعم. هذه بالتأكيد نقطة مهمة للغاية ترافقنا. أعتقد أن خطة ترامب هي الإطار الأمني السياسي الصحيح الذي يحتاج إلى التقدم في إسرائيل. يجب أن يتم ذلك بشكل صحيح في جلب أكبر عدد ممكن من الشركاء في هذه المناقشة من دول المنطقة كما هو مدعوم دوليًا. وأعتقد أنه لم يتم استنفاد أي وسيلة لجلب اللاعبين. سبق وقلت إن الأول من يوليو ليس موعدا مقدسا”.
وردا على سؤال عما إذا كان سيحدث أمر ما مطلع تموز، قال غانتس بلهجة ساخرة: “أعتقد أن الشمس ستشرق من الشرق وتغرب في الغرب “.
وتابع اعتقد أن غور الأردن يجب أن يبقى إلى الأبد بأيدينا. والكتل جزء لا يتجزأ منا وتحتاج إلى الوصول إلى هناك. السؤال هو كيف ومتى… أعرف الخرائط دون الحاجة إلى رؤيتها، لكنني رأيتها بدقة. هناك عدد من الخيارات في الوقت الحالي”.
وحول أقوال نتنياهو إن تنفيذ المخطط ليس منوطا بغانتس، اعتبر الأخير أنه “إذا قررت الحكومة صباح غد فرض السيادة وأن الاتفاق (الائتلافي) يسمح بذلك، فإنني سأضطر إلى احترام الاتفاق”، لكنه سارع للقول “مليون عاطل عن العمل لا يعرفون عماذا نحن نتحدث الآن. 96% منهم قلقون حيال ما سيفعلون صباح غد “.
وتابع أن “الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن يعرفان كيفية تنفيذ أي قرار نتخذه في المستوى السياسي. وهم يحللون هذه العملية منذ أسابيع طويلة بكافة تبعاته. وهم يزودون تقديراتهم من الناحية الأمنية ويعرفون كيفية الاستعداد لأي شيء يقال”.
وأقر غانتس بأنه “يوجد قلق كبير جدا في العالم”. وعن البعد الدولي أضاف “نحن منصتون ونوازن الاعتبارات. أنا مقتنع بأن غور الأردن ينبغي أن يكون (تحت سيطرة إسرائيلية) إلى الأبد. وأنا أوافق على هيكلية خطة ترامب. وأعتقد أن الكتل الاستيطانية هي جزء لا يتجزأ منا وينبغي ضمها. والسؤال هو كيف ومتى؟”.
وردا على سؤال حول سبب رفض الملك الأردني عبد الله الثاني استقباله، قال غانتس “أعتقد أن السلام مع ملك الأردن هو كنز لدولة إسرائيل. واعتقد أنه يجب تعزيزه وتنفيذ مشاريع مشتركة لكونها مصلحة للطرفين من أجل دفعها والحفاظ عليها. وأعتقد أنه ستكون هناك تحديات في كافة الجوانب لخطوة أحادية الجانب. الجوانب الاقتصادية، وفي المستوى الدولي، وأن نقرر ما نريد هو أمر شرعي، لكن ينبغي العمل بالمسؤولية المطلوبة في المستوى الأمني وبسلم الأفضليات الصحيح بالنسبة لإسرائيل “.
معادلة جدية متوازنة
أما زميله وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي اشكنازي، فشدد الليلة الماضية، على أنه “يجب السعي لتحريك خطة الضم الإسرائيلية وتطبيقها من خلال الاستعانة وجلب أكبر عدد ممكن من الشركاء”.
وقال في اجتماعه مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط آفي بيركوفيتش في القدس المحتلة إن خطة السلام “جيدة، وتخلق معادلة جدية ومسؤولة ومتوازنة، التي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الوضع في المنطقة وتسهم بالانفصال عن الفلسطينيين”. وأعرب اشكنازي في حديثه أمس مع “إذاعة الجيش”، عن شكوكه في تنفيذ مخطط الضم الإسرائيلي كما هو مخطط له، قائلًا إنه: “لا يعرف ما إذا كان سيتم إعلان السيادة اليوم الأربعاء، يجب أن يتم سؤال رئيس الوزراء، ولكن يبدو من غير المحتمل أن يحدث اليوم”.
يجب على الفلسطينيين التصدي لهذه المؤامرات يجب على الشعب الفلسطيني ان يعلنها انتفاضه ثالثه نعم يجب قيام انتفاضه ثالثه .. فهذه الاحتلال الصهيوني يجب محاربته بكل السبل لان هذه احتلال يريد يحتل ويسرق ! يجب على الشعب الفلسطيني ان يعلنها انتفاضه ثالثه .