وزير الأديان الإسرائيلي: لو أملك “كبسة زر” لقطارات تنقل العرب إلى سويسرا.. ومنصور عباس: “أفهمه”

حجم الخط
4

ليس لدي رغبة خاصة للدفاع عن الوزير متان كهانا أو المشاركة في جوقة “فقط ليس بيبي”، التي تريد الدفاع عن الحكومة بكل ثمن، ولكن العناوين عن “القطارات إلى سويسرا” خرجت تماماً عن سياقها الأصلي والممتع. هذا خطأ جماعي في فهم المسموع، والذي أضاع الجوهر الأكثر أهمية.

خلاصة أقوال وزير الأديان أمام الطلاب، أول أمس، لم تشر إلى تحميل العرب ونقلهم بقطارات إلى سويسرا، فلا توجد مثل هذه القطارات ولن تكون. لذلك، “لن يذهب إلى أي مكان لا نحن ولا العرب، ولهذا يجب إيجاد طريقة للعيش هنا معاً، والحكومة الحالية خطوة مهمة في هذا الاتجاه”.

فعلياً، حاول كهانا أن يبرر، وذلك إزاء رؤية يمينية بالتحديد ومن داخلها، لماذا يجب الجلوس في حكومة واحدة مع “راعم”. في إحدى المحادثات، اعترف كهانا بأنه هو نفسه، كرجل يميني، يتخيل حقاً اختفاء الفلسطينيين: “لو كان هنالك زر للضغط عليه ليخفي كل العرب عن الخريطة، ويرسلهم بقطار سريع إلى سويسرا يعيشون هناك حياة رائعة … ويعدهم بكل ما هو خير في العالم، لكنت ضغطت على هذا الزر”.

ليس مفاجئاً بالطبع هذا التطلع الدفين لدى كهانا، بل المفاجئ صراحته. ولكن إلى جانب تعبيره الصادم هذا “القطارات إلى سويسرا “، والتي ليس بالإمكان سماعها دون التفكير بالكارثة، فالجوهر يكمن في نهاية أقواله: “ولكن ما العمل، لا وجود لزر كهذا، ليس هنالك زر ينقل كل العرب إلى سويسرا بصورة جيدة وممتعة، ولهذا حكم علينا كما يبدو العيش على هذه الأرض بصورة ما”.

وهذا هو جوهر القضية: كهانا يدرك بأنه لا يوجد ولن تكون هنالك قطارات، وأننا سنعيش جميعاً هنا معاً. وثمة أقوال مشابهة كتبها مؤخراً في الفيسبوك. في منشور دافع فيه عن جلوسه في حكومة مع عضو الكنيست منصور عباس، كتب: “ربما تحلمون من حين إلى آخر بحلم كهذا، الذي فيه ككل العرب يقررون في يوم ما الهجرة إلى سويسرا… وبعد ذلك تستيقظون وتدركون أن لا أحد منا في الواقع ينوي الذهاب إلى أي مكان، وكما يبدو حكم علينا بالعيش معاً”.

كان منصور عباس أحد القلائل الذين فهموا الرسالة، وقال رداً على ذلك: “أفهمه وأعرف من أين أتى هذا. هو يريد أن يشرح كيف وصل إلى النتيجة القائلة بأن كلاً منا عليه أن يسلم بالآخر. ولكن هذا ليس تسامحاً حقيقياً، بل اقتضاء ضرورة. يجب أن نعيش معاً في البلاد المقدسة باختيارنا”.

ليس مصادفة أن عباس وكهانا يفهم أحدهما الآخر. كلاهما يتقاسمان رؤية مشتركة، يمينية في أساسها، تقول إنه لا احتمال في هذه اللحظة لعملية سياسية، ولهذا يجب التركيز على التعاون المدني.

لقد كان هنالك المزيد من الجوانب المهمة في أقوال كهانا. ومحاولة تفسيره الرواية الفلسطينية لطلابه، أن لماذا من المهم معرفتها (“القصة التي يقصّونها على أنفسهم”)، على المستوى الأعمق، فإن كهانا فعلياً يشبّه الطموح الوطني للشعب اليهودي بالطموح الفلسطيني. صحيح أنه يعتقد بأن روايتهم وطموحهم كاذبان، وأن روايتنا وطموحنا أقوال إلهية، ولكنه يعترف بوجود رواية وطموح وطني للجانب الآخر، والذي لن يتبخر (“نحن حلمنا ألفي عام، ولم يمض من ناحيتهم إلا أربعة وسبعون عاماً”).

الاعتراف بروايات وطموحات موازية مهمة أكثر بكثير من اختيار كلمة “قطارات”. مع ذلك، فإن استنتاج كهانا خاطئ “ولهذا، أعتقد أن احتمالية السلام غير قائمة، خصوصاً في المدى المنظور”. بالعكس يا كهانا، من اللحظة التي ندرك فيها أنه حكم علينا بالعيش معاً مع من طموحاتهم التي لن تتبخر بقطارات، يمكن البدء حينئذ بالحديث عن حل، وعن تنازلات.

بقلم: نوعا لنداو

هآرتس 16/6/2022

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول جلاد الإرهابيين اليهود:

    ولانه هاجر إلى فلسطين بالباخرة والقطار ويقيم فيها منذ عشرات السنين بصورة غير شرعية لذلك فلا يرى أي حل لأي مشكلة إلا بركوب القطار ، يجب عليه ألا يقلق فالقطار الذي سعيده إلى بلده بأوروبا الشرقية قادم وبسرعة البرق !

  2. يقول صفي الدين لبات مبارك - موريتانيا:

    بل سيتم نقلك انت أيها الوزير يوما ما علي حمار أعرج الي البلد الذي هاجرت منه. لا تقلق سيكون حمارا غبيا…مثلك

  3. يقول mukhtasIr:

    لما لا تضغط على هذا الزر”.زر ينقلك أنت يا “نثن ” بقطار سريع إلى سويسرا للعيش هناك حياة بسلام ?

  4. يقول ميساء:

    اللهم انصر المقاومة في فلسطين كل فلسطين و اكسر شوكة المحتل اللعين إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا ??????

إشترك في قائمتنا البريدية