وزير التعليم متهم بإرباك الطلبة… ونواب برلمانيون يحذرون من الاستيلاء على تحويشة عمر أولياء الأمور

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: لدى المصريين من الأسباب ما يدفعهم لهجرة الدراما الرمضانية فحياتهم تحولت بقدرة قادر لدراما من نوع مختلف، الخوف بطلها ويحيط بها الشك في المستقبل إذ ضاقت أحلامهم بما رحبت، والفقر عرف طريقه حتى للأثرياء منهم، باستثناء أولئك الآكلون من شجرة السلطة، التي لا يعرف أوراقها الخريف، ولا ثرواتها النضوب. في ما الغالبية تكافح الفناء تحت راية الحفاظ على الحياة عند حدها الأدنى، وبينما لكل منهم خوفه الخاص وحلمه المؤجل، جمع بينهم أخيراً خوف وجودي مفاده النهر، الذي أوشك أن يغير مساره وفقاً لتهديد الإثيوبيين، الذين لم يعثروا على من يكبح جماحهم حتى الآن.
النغمة الجديدة التي عزفت عليها صحف السلطة والموالية لها هي، اتهام المعارضة بالسعي لتوريط البلاد في حرب مع إثيوبيا، ما يمثل خطراً على المصريين، وكأن جفاف النهر و”المحبس” الذي وضعه الأحباش لعدم وصول المياه لقرى الصعيد والدلتا، لا يمثل تهديداً وجودياً عليهم.. وعلى مدار الأيام الماضية انتظر المواطنون ما يروي ظمأهم من تصريحات للرد على الصلف الإثيوبي. وبدوره حرص الرئيس السيسي خلال تهنئة المصريين، بمناسبة ذكرى انتصار العاشر من رمضان، أن يذكر المواطنين بقوة جيشهم، حيث كتب الرئيس عبر حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: “تمر علينا اليوم ذكرى انتصار العاشر من رمضان، هذه الذكرى الغالية التي تعكس عبقرية العسكرية المصرية في استرداد الأرض وقهر المستحيل”. وأضاف الرئيس: “وإنني في هذه المناسبة الطيبة والجليلة، أتقدم بتحية احترام وتقدير لشهداء الواجب، الذين حققوا هذا النصر العظيم، مستلهما منهم روح الإصرار على صون كرامة الوطن، والاستعداد الدائم والقوي لتقديم أسمى معاني الولاء والانتماء والتضحية، لكسب أي معركة في الحياة. كل عام وأنتم بخير”.
ومن المعارك المهمة في صحف الخميس 22 إبريل/نيسان تلك التي استهدفت الدكتور طارق شوقي وزير التعليم، بسبب فشل مشروع تطوير التعليم، فبحسب مراقبين، المناهج التعليمية في كل مراحل التعليم، ما زالت كما هي، خصوصاً في المرحلتين الإعداية والثانوية، ولم يحدث أبداً أن طرأ عليها أي تطوير أو تعديل أو تصحيح للأخطاء الكارثية الموجودة في كل المواد، كما أوضح محمد البرغوثي في “الوطن”، وكل الذي حدث أن وزارة التعليم في عهد الدكتور طارق شوقي قامت بحمل هذه المناهج البائسة والمتخلفة من الكتب ووضعتها على التابلت، وكان الدكتور محب الرافعي عضو مجلس الشيوخ ووزير التربية والتعليم الأسبق، حاسماً وهو يرد على طارق شوقي بقوله: مشكلة الثانوية العامة ليست في عدد السنين ولا في الامتحان الورقي، لكنها في نوعية وجودة التعليم بكل عناصره، المعلم والمدرسة والمنهج.
الفراغ الأمريكي

التفت الدكتور مصطفى عبد الرازق في “الوفد” إلى أنه على خلاف نأي الولايات المتحدة بنفسها عن أزمة السد الإثيوبي، التي تمثل مسألة حياة للمصريين، فقد لجأت واشنطن إلى لغة بالغة الخشونة في الأزمة الأوكرانية، ليس كطرف بعيد عن الأزمة، وإنما كطرف أصيل فيها. وكان من اللافت هنا إعلان واشنطن عن اعتزامها إرسال سفينتين حربيتين إلى البحر الأسود ـ مهمة تم إلغاؤها في ما بعد – عبر مضيق البوسفور على خلفية التوتر بين أوكرانيا وروسيا، الأمر الذي لا يوجد أي شك في أنه عمل عسكري يهدد بإشعال حرب بين القوتين روسيا والولايات المتحدة، بل روسيا والناتو ككل رغم تضاؤل احتمالات حدوثها بالطبع. قد ينتاب المتابع العادي الدهشة، رغم أن ذلك من طبائع العلاقات الدولية، من إقدام الولايات المتحدة على مثل هذه التحركات في إطار ما يمكن وصفه بـالصراع على «مناطق نفوذ» وليس مصالح استراتيجية حيوية، توجد مهددات تمس بها أو يمكن أن يلحقها الضرر. صحيح أن هذه السلوكيات من طبائع الكبار، أو القوى الكبرى بمعنى أصح، وهو أمر ساد على مدار التاريخ، غير أن الصحيح أيضا أن المصالح الحيوية تسود بشأنها، مثل هذه التحركات مهما بلغ عدم قوة الطرف الذي تتعرض مصالحه للتهديد، ولعل من هنا تأتي جسامة فكرة دعوة واشنطن لأن تكون المفاوضات هي الخيار الوحيد لحل أزمة سد النهضة.

جزاء الإحسان

شدد الدكتور مصطفى عبد الرازق على أن دلالة الموقف الأمريكي على صعيد قضية السد، ومن منظور الجانب المصري، بدون أن يكون في كلامنا تحميل للموقف الأمريكي أكثر من مدلوله، أنه في ما تنبري واشنطن لكي تزيد من هيبتها وتوسع نطاق نفوذها إلى مناطق ليست ضمن نفوذها من الأصل، بدون إنكار هذا الأمر لها، باعتباره من مقتضيات السياسة الدولية، فإنها تسعى لطمس الدفاع المصري عن حقه، وتمييع القضية من خلال فكرة المفاوضات الحل الوحيد. الخلاصة التي يمكن الانتهاء إليها من تفاعلات الأزمة الأوكرانية، سواء تلك الصادرة عن واشنطن وحليفاتها الغربيات وعلى رأسها بريطانيا، أو تلك الصادرة عن روسيا، بل وحتى تلك الصادرة عن أوكرنيا بالسعى لتسريع الانضمام للناتو، هي أن القوة هي السلاح الفعال لكي تحفظ الدول لنفسها حقوقها قبل هيبتها. وتتعزز أهمية هذا التذكير في ضوء رصد السلوك الإثيوبي في مواجهة السياسة المصرية القائمة على تقديم فكرة حسن النية، التي ربما تكون قدمت مؤشرات سلبية غير صحيحة نتيجتها الأساسية ضبابية المشهد في أزمة السد، رغم أن خطوة الملء الثاني أصبحت على الأبواب.

سنحارب في النهاية

اهتم أحمد عبد التواب بمحاولة تقييم للموقف الإثيوبي في “الأهرام”: بتفاصيله وملابساته يبدو وكأنه يدفع إلى إجبار مصر والسودان إلى اللجوء إلى ضرب السد، ورغم أن البلدين يصران رسمياً على استبعاده، فإن جماهير عريضة ترى ضرورة اللجوء إليه، مع إدراكهم وتقبلهم لتبعات العقوبات والمقاطعات المعروفة، وأياً ما كانت الابتكارات الأخرى المستجدة. ومن مبرراتهم لضرب السد أن نظام الحكم الإثيوبي تجاسر على أن يقبل أن يتصدر عدواناً جسيماً غير مسبوق بهذا السفور من دولة منبع لنهر دولي، وأن يداري على أطراف تدفع به وتسانده، وليس من مصلحتها إعلان ضلوعها، كما أن هذا النظام أعلن احتقاره للقانون الدولي، ورفضه للاتفاقات التي صدَّقت عليها والتزمت بها كل نظم الحكم الإثيوبي السابقة، كما أنكر الحق الطبيعي الراسخ لمصر والسودان عبر آلاف السنين، واستهان بهما، وأساء إلى شعبيهما، ولم يكترث للأضرار التي يتسبب فيها للشعبين. وكل هذا بلغة وطريقة فيها استفزاز بالتجاوز والإساءة. في تاريخ مصر المديد، يمكن الاستشهاد بالكثير، مثل موقف عبد الناصر في أعقاب هزيمة 67 الكارثية، عندما رفض مبدأ عودة سيناء وفق اتفاقية سلام، لأنه رأى أن سيناء وقعت تحت الاحتلال بالقوة، وأن استردادها بغير القوة ينطوى على إقرار بعجز الجيش المصري عن تحريرها، وقال إن لهذا آثاراً تخريبية على الروح القتالية للجيش المصري، وهو ما يجب التصدي له، لأنه يعزز لإسرائيل أن جيشها لا يقهر، ويجعلها تتحرر من أي رادع مستقبلاً، إذا فكرت في العدوان. يرى بعض المنادين بضرب السد، مع استعدادهم لتحمل التبعات المعروفة والمستجدة، موقف إثيوبيا مشابه حتى إذا لم تكن استخدمت القوة العسكرية، لأن أقصى ما يحققه الحل السلمي، الذي تعرقل إثيوبيا الوصول إليه حتى الآن، لا يوفر ضمانات بألا يكرر جيل إثيوبي قادم محاولة قطع شريان الحياة، لذلك قد يكون ضرب السد حلاً.

لن تحل المشكلة

قرار إقالة رئيس هيئة السكة الحديد، ونقل وتغيير عشر قيادات في الهيئة يراه عماد الدين حسين في “الشروق” بأنه لن يحل مشكلة حوادث القطارات المتكررة. مجرد نظرة بسيطة على ما حدث في السنوات الماضية كفيل بإثبات وجهة نظري، يقول الكاتب. في كل حادث قطار بسيط، كان يتم تغيير قيادات في السكة الحديد، بدون أن يصل الأمر إلى إقالة رئيس الهيئة، وعندما يكون الحادث متوسطا، تتم إقالة رئيس الهيئة، أما إذا كان ضخما وعدد الضحايا كبيرا، فيتم تغيير الوزير. يرى الكاتب أن غالبية وزراء النقل تمت إقالتهم في السنوات العشرين الماضية بعد كل حادث قطار كبير، ولم ينج منهم ربما إلا عدد قليل جدا، رغم أن بعضهم كانت له إنجازات واضحة، لكن سوء حظه كان كبيرا. السؤال هل تغيير المسؤولين في الهيئة أو رئيسها أو وزير النقل تحل المشكلة؟ الإجابة هي لا. هل معنى ذلك ألا يتم التغيير أو الإقالة، ويستمر المسؤولون على رأس عملهم، رغم كل هذه الكوارث؟ الإجابة هي لا.. بل العقاب مهم ومطلوب حتى يكون هناك محاسبة وردع، وحتى يشعر المسؤول بأنه سوف يدفع ثمنا، بسبب الإهمال أو التسبب أو حتى بمنطق المسؤولية التضامنية. فى بعض الأحيان يكون هدف الإقالة والتغيير، امتصاص غضب الرأي العام بعد كل حادث قطار، خصوصا إذا كان كبيرا. وهو أمر مهم أيضا لأنه يحمل تقديرا للرأي العام.
لكن ما أقصده من كلامي، أنه طالما أن الإقالات والتغييرات والتنقلات وحدها لا تحل المشكلة، فدعونا نحاول الوصول إلى جذور هذه المعضلة، التي تجعل الحوادث تقع من دون الاستفادة من تكرار الحوادث.

نقص مال وضمير

في محاولته البحث عن حل لأزمة السكك الحديدي أشار عماد الدين حسين إلى أن تقرير النيابة في حادث قطاري سوهاج كشف بوضوح أن منظومة العمل بكاملها داخل مرفق السكة الحديد تحتاج للنسف والتغيير، وإننا بحاجة إلى بناء ثقافة عمل جديدة بالكامل. في حوادث القطارات الماضية تمت محاكمة العديد من كبار وصغار الموظفين في هيئة السكة الحديد، ومعهم السائقون والملاحظون والمراقبون، وتوقيع عقوبات متنوعة ضدهم من أول الخصومات المالية، وعدم الترقيات نهاية بالسجن، لكن كل ذلك لم يمنع وقوع الحوادث، لأننا وحسب ظني كنا نحاول علاج فروع المشكلة وليس جذورها. جذور المشكلة تتمثل في محورين أساسيين، الأول هو نقص الموارد المالية، الأمر الذي أدى إلى تهالك وقدم الجرارات والعربات والقضبان ومنظومة الإشارات والمزلقانات. وللأمانة، فإن الحكومة وخلال الأعوام القليلة الماضية، بدأت تستثمر جيدا في هذا الأمر، وطبقا لأرقامها فإنها ضخت أو ستضخ 200 مليار جنيه لتطوير هذا المرفق. المحور الثاني والرئيسي أنه لم يتم تطوير وتأهيل العناصر البشرية في السكة الحديد، رغم الإعلان الدائم عن وجود تدريبات مستمرة لهم. وكل من تابع الحوادث الأخيرة سيكتشف أن العناصر البشرية كانت السبب الرئيسي في معظم الحوادث. ومن تقرير النيابة في حادث سوهاج سوف نكتشف أخطاء قاتلة وقع فيها السائقون والمساعدون والموظفون منها، الكذب والتزوير والإهمال وإدمان المخدرات وترك مكان العمل.

ضد المصريين

من أبرز المعارك الهجوم الذي شنه محمد البرغوثي في “الوطن” ضد وزير التعليم، أخيراً استطاع مجلس الشيوخ أن يناقش الدكتور طارق شوقي، وهو الرجل الذي يضيق صدره بأي نقاش، ولا يريد لأحد – أياً كانت صفته أو مؤهلاته أو مصلحته – أن يراجعه في قرار من قراراته التي اعتدنا على صدورها وكأنها «تنزيل» إلهي لا يحتمل المناقشة، حتى إن تسببت في حالة من الارتجاج الرهيب لملايين الأسر المصرية، وأخيراً أيضاً، لم يكتفِ مجلس الشيوخ بمناقشة الوزير في قراراته، ولكنه رفض بما يشبه الإجماع، مشروع التعديل الذي تقدم به الدكتور طارق شوقي لبعض أحكام قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981، والتعديل الذي أراد الوزير تمريره – بدون نقاش أو اعتراض – يهدف بالأساس إلى تعديل نظام المرحلة الثانوية العامة ليصبح ثلاث سنوات بدلاً من سنة واحدة أو سنتين، واحتساب المجموع على أساس ما يحصل عليه الطالب من درجات في نهاية كل سنة من السنوات الثلاث، ويتيح المشروع للطالب أن يقوم بأداء أكثر من محاولة في امتحان نهاية العام لكل سنة دراسية، ويحق للطالب دخول الامتحان أكثر من مرة، على أن تكون المرة الأولى فقط مجانية، والمرات الأخرى برسوم، ويسمح المشروع بعودة نظام التحسين في بعض المواد، بمقابل رسوم لا تزيد على 5 آلاف جنيه عن المادة الواحدة، وأخيراً يسمح المشروع بأن يكون الامتحان ورقياً أو إلكترونياً، والأهم من كل ذلك ما ذهب إليه التعديل من أنه «يجوز وضع أسس وطرق تقييم حديثة ومبتكرة، تكون من ضمن عناصر تقييم الطلاب بجانب الامتحانات، وتدخل درجاتها بنسبة تُحدد ضمن عناصر المجموع المحتسب للطلاب عن كل عام دراسي على حدة”.

غطرسة سندفع ثمنها

واصل محمد البرغوثي هجومه ضد وزير التعليم: المتأمل لتعديلات الوزير على نظام الثانوية العامة يدرك على الفور أنها تحقق ثلاثة أهداف في منتهى الخطورة: الهدف الأول هو أن تكون الثانوية العامة ثلاث سنوات بدلاً من سنة واحدة أو سنتين، وهو هدف يتناقض كلياً مع ما قاله الوزير عشرات المرات، حول أنه يريد أن يخلص الأسر المصرية من «بعبع» الثانوية العامة، فإذا به يقترح تعديلاً يضاعف «البعبع» ثلاث مرات، والهدف الثاني هو تقنين نظام يسمح بتحويل التعليم الأساسي من «تعليم مجاني» إلى تعليم برسوم، تصل إلى حوالي 5 آلاف جنيه في حالة «التحسين»، وهو الأمر الذي يتناقض كلياً مع مواد الدستور، ويهدم مبدأ تكافؤ الفرص من أساسه، لأن الغالبية العظمى من المواطنين لا تملك هذا المبلغ الفاحش، الذي يتيح لها «تحسين درجات» أبنائها في بعض المواد، في ما تملك الأقلية عشرات أضعاف هذا المبلغ، الذي يتيح لأبنائها فرصاً تستحيل إتاحتها لأقرانهم من الفقراء. أما الهدف الثالث فيتلخص في القضاء النهائي على عدالة مكتب التنسيق في توزيع الطلاب على الكليات التي حصلوا على الدرجات المؤهلة للالتحاق بها، ومهما قيل في مثالب مكتب التنسيق، فلا يمكن إنكار أنه «العدالة الباقية» للغالبية العظمى من المصريين، إنه أقرب ما يكون إلى العدالة معصومة العينين، التي تستند إلى مؤشر واحد في تحديد مصائر وأقدار خريجي الثانوية العامة، بدون نظر إلى الطبقة أو الفئة التي ينتمى إليها هذا أو ذاك.. وإدخال الوزير لعناصر أخرى «حديثة ومبتكرة ضمن عناصر التقييم واحتساب درجات كل سنة دراسية»، يفتح أبواب الجحيم على مصراعيه، ويمنح للجان التقييم في المدارس والإدارات التعليمية سلطة رفع وخفض درجات الطلبة، وفقاً لأهواء ومصالح وتربيطات وتوصيات لا يعلم مداها المدمر غير الله.

الأسوأ في انتظارنا

لدى خالد حمزة من المبررات ما تجعله يحذر من أخطار مقبلة في “المشهد”: “مع توالي الأيام وربما السنين وتراكم جبال الخوف.. أخشى أن تتحول أحوالنا لروتين شبه معلوم في حاضره ومستقبله، أخشى أن يتبلد شعورنا بالأشياء وردة فعلنا، على طريقة وإيه الجديد ده العادي عندنا، ولا يا عم كل عيش وخليك في حالك، أو أياكش تولع على طريقة جحا. أخشى مع تبدل الأيام وبقاء الحال على ما هو الحال.. أن يكون بيع أراضينا هنا وهناك سنة واجبة، وأن يكون طرد أو إزالة مئات الآلاف من الناس الذين لا حول لهم ولا قوة مع مساكنهم بدعوى إنشاء طريق أو تحسين حياة، أو، او… عقيدة راسخة، واللي مش عاجبه يشرب من البحر. أخشى أن يكون التفريط في نقطة ماء وما تخافوش لن تضيعوا، أو تكرار حوادث القطارات كل يوم ولا حساب سياسي للمسؤول، أسلوبا للتعامل مع كل كارثة متوقعة أو غير متوقعة، أو إيه يعني لو ممكن نشرب أو نزرع بمية مجاري معالجة؟ أخشى أن تكون وتيرة زيادة أي خدمة من مية لنور لغاز لوسيلة نقل لبنزين لشهر عقاري، أو مرور ولن تحصل عليها إلا إذا دفعت، أسلوب تعامل الحكومة مع المواطن، أخشى أن تكون شماعة ثورة يناير/كانون الثاني والنكسجية، شماعة لكل عجز أو فشل. أخشى أن يكون الإنسان الغلبان نفسه هو الشماعة.. هنعمل لكم أيه أنتو اللي بتزيدوا بشكل مريع، لا يتناسب مع كل تنمية ولا إنتاج. أخشى أن تكون سياسة بيع كل غال ونفيس وسيلة للحصول على الأموال. أخشى أن يكون الأغنياء هم سادة الموقف والهدف من بناء الطرق والمنتجعات وغيرها من المدن الفارعة الفاخرة، والآخرون من الفقراء. أخشى أن نستمر في سياسة الاقتراض بلا رادع ونكون سبة عار في وجه أجيالنا القادمة.

النسف أولى

لا حديث في الشارع المصري كما قال سامي صبري في “الوفد” إلا عن تعديلات قانون البناء القديم الصادر برقم 119 لسنة 2008، ووضع المخالفين، الذين لم يتمكنوا من تسوية أوضاعهم خلال المهلة التي منحتها الدولة، وانتهاء فترة السماح التي حددتها الحكومة بنهاية شهر مارس/آذار الماضى. ورغم أن التعديلات الجديدة تضع حداً حاسماً لعشوائية البناء في المدن والقرى، إلا أنها لم تحسم في المقابل نقاطاً أخرى ساخنة من أهمها العمارات المخالفة المأهولة بالسكان، هل سيتم هدمها وإزالتها؟ وأين يذهب سكانها؟ وما هي طريقة التعويض.. هل هي بأرض أم بوحدات سكنية؟ أم بالاثنين معا؟ خاصة إذا كانت العمارة مملوكة لأسرة أو عائلة بكاملها أب وأبنائه أو إخوته مثلا؟ وضعت التعديلات ضوابط محكمة لسلامة المبنى إنشائيا واشتراطات قوية للحفاظ على الرقعة الزراعية، وحددت الجهة المنوط بها إزالة المخالفات، كما قلصت من الخطوات الروتينية لمنح شهادة صلاحية الموقع للبناء إلى أسبوعين، وشددت عقوبة كل موظف أو مهندس يخل بمهامه، كما شملت التعديلات المقدمة من الحكومة زيادة مدة الترخيص إلى ثلاث سنوات، وجعلت سلطة الطيران المدني وحدها دون غيرها صاحبة الكلمة الأخيرة في تحديد مناطق حقوق الارتفاع الجوي وإخطار الجهات الإدارية المختصة بها، بالإضافة إلى عدم قبول طلبات التراخيص الجديدة إلا بعقد مشهر، وغيرها من الإجراءات الجيدة.

على سبيل المكافأة

وواصل سامي صبري، بأن هناك تعديلات في قانون البناء تحتاج إلى وقفة، ومنها ما يختص بقانون اتحاد الشاغلين. ورأى الكاتب وجوب تعديل هذا القانون أولاً، وسد ثغراته التي تضر بالثروة العقارية، خاصة طريقة انتخاب مجلس الاتحاد، التي لا تخدم سوى أعضاء هذه الاتحادات على حساب الملاك أعضاء الجمعية العمومية، وكذلك مسألة ترك الحبل على الغارب لرئيس الاتحاد ومنحه صلاحية توظيف بعض الأشخاص بمرتبات كبيرة تؤثر في مجملها في ميزانية الاتحاد، والهدف الأول وهو صيانة العمارة أو التجمع السكني، فيجب أن يكون المدير التنفيذي في الاتحاد تابعا لإحدى الشركات الخدمية العاملة في المكان، يأخذ راتبه منها، وليس من الاتحاد مع عدم السماح لأعضاء المجلس بتقاضي أي مبالغ مادية على سبيل المكافأة، إلا بعد طرحها على الجمعية العمومية. ومن عيوب التعديلات الجديدة أيضاً إطلاق يد الجامعات في التأكد من تطبيق اشتراطات البناء، وقال الكاتب إنه لا يعترض على الاستعانة بالجامعات في مراجعة مراحل الترخيص، ولكن ليس بهذه الصورة التي تعيدنا للخلف مرة أخرى وتدخل من يريد الترخيص في دهاليز الروتين وما يحيطه من رشاوى.

العار سيلاحقهم

يمثل انتهاء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان قبل 11سبتمبر/أيلول المقبل بلا شروط مسبقة بالنسبة لعبد الله السناوي في «الشروق» أقرب إلى التسليم بالهزيمة بعد عقدين كاملين على إعلان إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش الحرب على الإرهاب الدولي واصل الكاتب: باسم «مناهضة الإرهاب الدولي» احتلت أفغانستان والعراق على التوالي. لم تكن هناك شبهات لأي صلة تجمع نظام صدام حسين بـ”القاعدة”، ولا ثبت امتلاكه لأسلحة دمار شامل تسوغ الحرب عليه. جرت عملية تزييف واسعة للحقائق لتبرير احتلال العراق وتفكيك دولته، بإثارة النعرات العرقية والمذهبية فيه. في الحالتين الأفغانية والعراقية قيل إن الهدف بناء نظام ديمقراطي، غير أن ما جرى كان تدميرا منهجيا للبلدين بهدف الاستفراد بدول المنطقة واحدة إثر أخرى. لحقت لعنة التدمير سوريا وليبيا واليمن، ووصلت شرارتها لدول أخرى. في الحساب الختامي لحقت الهزيمة بالقوة الأمريكية نفسها، فهناك حدود للقوة لا يمكن تجاوزها. ما الذي يمكن أن يحدث عقب اكتمال الانسحاب الأمريكي عند حلول الذكرى العشرين لحادث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001؟ احتمالات الفوضى ماثلة والغيوم تخيم على الأفق القريب لأكثر أقاليم العالم اشتعالا بالأزمات والنيران. بحكم موقع أفغانستان في آسيا الوسطى فهي ملتقى مصالح واستراتيجيات وموضوع صدامات محتملة. تجاور الصين من الشرق وهي أحد تمركزات «طريق الحرير»، الذي تراهن عليه في صعودها إلى منصة القوة الاقتصادية الأولى في غضون أعوام قليلة. وتجاور باكستان من الجنوب وإيران من الغرب والدول الإسلامية في الاتحاد السوفييتي السابق من الشمال، مؤثرة ومتداخلة في الموقع الجغرافي الاستراتيجي، في تفاعلات وحسابات، وما يحدث فيها له وقع وحساب في الشرق العربى وهنا في مصر. ويرى الكاتب أن “أفغانستان جملة استراتيجية مفيدة في الحسابات الدولية والإقليمية”.

شمس تغيب

ما الذي يمكن أن يحدث الآن عند اكتمال الانسحاب الأمريكي في سبتمبر/أيلول المقبل؟ أجاب عبد الله السناوي، الأرجح أن تعود طالبان للسلطة، قد تعلن إمارة إسلامية، وقد تستعيد التحالفات القديمة زخمها العنيف، تقوى القاعدة مجددا وترث «داعش» في التعبير عن ظاهرة العنف الديني، بعد أن تقوضت في سوريا والعراق. إنها ظاهرة واحدة تتجلى تنظيميا في تعبيرات عديدة ترث بعضها الآخر. الاحترابات الأهلية الأفغانية تنذر بفوضى سلاح وموجات عنف قد تصل شراراتها إلى هنا. هذا سيناريو فوضى وعنف يتداخل ويؤثر في تفاعلات المنطقة المضطربة، ويهز ويضرب في أمن العواصم الأوروبية. يصعب أن تفلت أمريكا من آثار هزيمتها الاستراتيجية في أفغانستان. السيناريو السوفييتي غير وارد، الانهيار مستبعد والاضطراب ماثل. في أحوال الاهتزاز الاستراتيجي يصعب التعويل على أدوار أمريكية فاعلة ومؤثرة في سياسات الشرق الأوسط، كالذي اعتدناه طوال عقود ما بعد الحرب العالمية الثانية. الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يؤشر إلى انسحابات أخرى أقل دراماتيكية من ملفات الإقليم. لا يتوقع دور أمريكي في ملف السد الإثيوبي وحرب المياه المعلنة عند منابع نهر النيل، إلا بقدر تأثير الأزمة في مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية. لن يتدخل أحد لإنصاف دولتي المصب مصر والسودان، إذا لم يصعدا الأزمة عند حافة المصالح الحرجة والنيران المحتملة في القرن الافريقي واستراتيجية البحر الأحمر. باستثناء الملف النووي الإيراني لا يدخل في الأولويات الأمريكية أي ملف إقليمي آخر. باستثناء التزامها المعتاد بـ«الأمن الإسرائيلي» وأن كل ما يعنيها أولا وثانيا وعاشرا تخفيف الأعباء الاستراتيجية للتفرغ لمقارعة التنين الصيني على القوة والنفوذ. لم يعد العامل الإسرائيلي الأكثر حسما في المواقف الأمريكية من أزمات الشرق الأوسط، على ما يتبدى في منازعات البرنامج النووي الإيراني. العامل الإسرائيلي موجود ومؤثر، لكنه ليس العامل الحاسم. بمقاربة أخرى فإن الإدارة الأمريكية تحبذ وتدعم ملف التطبيع مع إسرائيل، بدون الحماس الذي كانت تبديه إدارة الرئيس السابق ترامب. إلى أي حد يمكن أن يمضي الانسحاب الأمريكي من أزمات الإقليم؟ رأى السناوي أن السؤال معلق على تفاعلات وحسابات قوة لا تملكها وحدها دولة كبرى أعلنت للتو هزيمتها الاستراتيجية فوق جبال أفغانستان.

لا تنسوا الفقراء

دعا أحمد التايب في “اليوم السابع”، إلى أن نتذكر الفقراء وما أكثرهم هذه الأيام: إن لله تعالى في أيامه نفحات، فما أحوجنا إلى نفحات هذا الشهر المعظم وسط أزمة كورونا العالمية، التي ما زالت تهدد حياة الملايين من البشر، ولأن هذا الشهر عطاء رباني تزيد فيه الحسنات والبركات، وتتنزل فيه الرَّحمات، وتغفر فيه الذُّنوب والسَّيئات، وفي ظل مواصلة حلقات “نفحات رمضانية” نتحدث اليوم عن الصدقة وفضلها، لما لها من ثمار عظيمة، بل إن فضلها يعدل سبعين ضعفا من غيرها، ففي البخاري قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود ما يكون في رمضان، وهذا دليل على أنها في رمضان مضاعفة وأجرها عظيم. ولعظم الصدقة وجزيل أجرها فقد وضع الله سبحانه وتعالى لأصحابها بابا في الجنة، لا يدخل منه إلا أهل الصدقة، كما أخبر عن ذلك نبينا الكريم، حينما قال “ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة”. ورغم فضل الصدقة، لكن أخطر ما فيها أن يطلبها من لا يستحقها، فقد حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم من يطلب الصدقة وهو لا يستحقها من سوء العاقبة، سواء كان طلبها بالتسول من عامة الناس، أم بطلبها من المال العام الذي تشرف الدولة عليه، ومسؤولة عنه لإيصاله إلى المستحقين، فقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة أقسم عليهن: مَا نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إِلا زاده الله عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر). وعلينا أن لا ننسى أيضا، أن الصدقة ترفع المرض والبلاء، ونحن نعاني الآن من ويلات وباء كوفيد 19 المستجد، وما أحوجنا لرفع الله جل شأنه هذه الغمة وهذا البلاء الذي هدد ملايين البشر، وزهقت بسببه مئات الآلاف الأرواح، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “تصدقوا وداووا مرضاكم بالصدقة، فإن الصدقة تدفع عن الأعراض والأمراض، وهي زيادة في أعمالكم وحسناتكم».

انصروا الوطن

هاجم مجدي صالح في “البوابة نيوز” خصوم السلطة في مصر قائلاً: كان الأولى بهؤلاء الذين لا يخفون شماتتهم في بلدهم مصر، أن يتواروا خجلا، وأن يكفوا عن حملات التشويه في الإدارة الحالية. الضغط على القيادة السياسية الآن لاتخاذ إجراء بعينه ليس في مصلحة مصر، بل يتعارض مع مصلحتها، ويؤكد سوء النية، فلا توجد دولة محترمة في العالم تكشف عن خططها الإستراتيجية علنا على الرأي العام، فإن فعلت فقد خانت الأهل والأوطان وباءت بفشل مبين وهذا ما لا يريده سوى الأعداء. ثقتي في الإدارة المصرية الحالية لا يخالطها شك، لأن من بني كل هذه المدن والمشروعات غير المسبوقة في تاريخ البلاد والعباد، لن يعجزه حل مشكلة سد النهضة، حتى إن تربص به المتربصون في الداخل والخارج، كما أن نجاح السياسة المصرية خارجيا، يؤكد على أن الأمة المصرية قد استعادت توازنها، وأكدت جدارتها كأمة قائدة في محيطها العربي، والإقليمي والدولي كذلك. مصر بحاجة للمحبين الذين لا يشمتون، بل ينصحونها بحب وإخلاص، وإلا فدعوها فهي محروسة بإذن ربها، ونهرها الذي يجري فيها منذ بداية التاريخ لن يوقف جريانه مخلوق، مهما بلغت به سوء الطوية وخبث المقصد، ما دامت تنجب النجباء المخلصين من أولادها، ذوي الإرادة والقدرة، وهم بإذن ربهم لغالبون.

لغة القلوب ماتت

الكثير يتساءلون لماذا غابت الرومانسية عن حياتنا.. أجاب فاروق جويدة في “الأهرام”: لقد اختفت تماما لغة المشاعر في الأعمال الفنية وغلبت لغة العنف والقتل.. وأصبح من الصعب أن تجد مشهداً في لحظة اشتياق أو حب أو لهفة.. حين نتذكر أفلامنا القديمة حتي نجوم الكوميديا نعيش معها لحظات حب نفتقدها الآن.. ونتذكر أفلام فاتن حمامة وعمر الشريف وسعاد حسني والعندليب.. البعض يربط بين غياب الرومانسية ووباء كورونا الذي اجتاح المشاعر والقلوب وفرق الأزواج والأبناء والأحفاد.. ولا أحد يعلم متي تسترد الأسرة زمان الإحساس والمشاعر.. وماذا يفعل الإنسان في تلال الجليد التي تركت مساحات من الجمود بينه وبين الآخرين.. وهل سيجيء يوم تنبض فيه القلوب مرة أخرى.. وهل ترجع مواكب الأشواق والذكرى تزور بيوتنا الخالية؟ أم أن أزمنة الحب سافرت وتغيرت كل الفصول والمواسم، وعلينا أن ننتظر الخريف المقبل؟ كانت أغنيات الحب تطربنا وكانت ليالي الأشواق تهز مشاعرنا وكانت أم كلثوم تحرك أرقى وأجمل ما عشناه في الزمن الجميل.. فهل ستطول بنا وحشة الأيام ونحن نعاني الليالي الطويلة مع هذا الشبح المخيف الذي أغلق علينا الأبواب والجدران والأماكن وأعطى الحب إجازة.. الناس تتساءل أين مشاهد الحب والشوق والجمال في ما نشاهد من الأعمال الفنية.. حتى الأعمال الأجنبية غلبت عليها مشاهد الموت والقتل والدمار.. وقد اجتاحت الشاشات في الفترة الأخيرة أشلاء القتلى والمصابين تحت عجلات القطارات وهي كوارث مؤلمة.. هناك مرحلة مقبلة يمكن أن نسميها أفلام كورونا وسوف تجتاح الملايين من شعوب العالم.. تحكي مأساة كورونا وكيف شوهت وجه الحياة والبشر.. سوف يبق هذا السؤال الحائر ماذا فعلت كورونا وما هي تجارب البشر في هذه المحنة التي لم يشهدها العالم من قبل..

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية