ولي العهد السعودي يقبل الدعوة لزيارة طهران بعد لقاء مع وزير الخارجية الإيراني

حجم الخط
0

جدة: التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بجدة، الجمعة، في أرفع محادثات منذ تصالح البلدين في مارس/ آذار بعد خصومة استمرت سنوات وزعزعت استقرار المنطقة.

ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية شبه الرسمية، بعد الاجتماع، عن عبد اللهيان قوله إن ولي العهد السعودي قبل دعوته لزيارة طهران.

يأتي الاجتماع، الذي لم يكن مقررا، بعد يوم من وصول وزير الخارجية الإيراني إلى المملكة وإعلانه عقب محادثات مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن العلاقات بين البلدين “على المسار الصحيح”.

وقال أمير عبد اللهيان في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي بعد لقائه الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية “كانت المحادثات صريحة ومفيدة ومثمرة”، مضيفا أن الدولتين “متفقتان على استتباب الأمن والتنمية في المنطقة”.

وقد عمل ولي العهد السعودي على إعادة رسم السياسة الخارجية للمملكة في السنوات الماضية في ظل تساؤلات بشأن علاقتها الوثيقة تاريخيا بالولايات المتحدة.

وأظهرت لقطات للاجتماع عرضتها وسائل إعلام رسمية إيرانية الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الإيراني وهما يبتسمان في أثناء حديثهما، بينما كان الأمير فيصل والوفد الإيراني ينظران إليهما. وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إنهما ناقشا التطورات على الساحتين الدولية والإقليمية.

وسيطرت المنافسة بين إيران والسعودية على الشرق الأوسط لسنوات في ظل تنافسهما بالعراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وسط موجة من إراقة الدماء لأسباب طائفية.

لكن الصين توسطت في مارس آذار لتحقيق تقارب، مما أدى إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل كامل، والتي كانت قد قطعتها السعودية في 2016 عندما هاجم محتجون سفارتها في طهران بسبب إعدام الرياض لرجل دين شيعي بارز.

وزار الأمير فيصل طهران في يونيو /حزيران، وعبر عن أمله في أن يزور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي المملكة في الوقت المناسب.

وبعد سنوات من التنافس ومع تحول بعض الساحات الإقليمية الرئيسية التي كانت موضع تنافس بينهما للاستقرار أكثر مما كانت عليه في السنوات السابقة، يبدو أن كلا الجانبين بات لديه سبب لتغيير مسار العلاقات.

وقال مسؤولون إيرانيون إن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أراد إنهاء العزلة السياسية والاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة ورأى في العلاقات الجديدة مع السعودية وسيلة لإنهائها.

بينما باتت السعودية لا تثق في التزام الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمخاوف الأمنية الإقليمية المشتركة وأرادت تعزيز العلاقات مع الصين التي تحتفظ بعلاقات جيدة مع إيران.

ونجحت المملكة هذا الشهر في حمل الصين على حضور اجتماع دبلوماسي بشأن الوضع في أوكرانيا كانت بكين قد رفضت المشاركة فيه في وقت سابق.

وذكرت وسائل إعلام رسمية سعودية اليوم الجمعة أن الأمير فيصل تحدث مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي ناقشا خلاله زيادة التنسيق “لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.

وزير الخارجية الكويتي: نرحب بنتائج زيارة وزير خارجية إيران للسعودية

وفي سياق متصل،  أعرب وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، الجمعة، عن ترحيبه “بنتائج” زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى السعودية ولقائه بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله.

وأكد الصباح في بيان صحافي، الجمعة، أوردته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن “الزيارة تعكس حرص البلدين على عودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها وتمسكهما بالمحافظة على أمن واستقرار المنطقة بما يسهم في بناء الثقة ويصب في صالح المنطقة والعالم”.

واستذكر دور جمهورية الصين في استضافة ورعاية المباحثات الثنائية التي أدت إلى التوصل لاتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية والجهود المشكورة لجمهورية العراق وسلطنة عمان بهذا الخصوص.

“وتمنى أن تكون هذه الزيارة خطوة في بناء علاقات قوية بين البلدين يسودها الاحترام المتبادل وأن تكون بداية لصفحة مشرقة في تاريخ العلاقات الخليجية – الإيرانية تقوم على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية