تونس – «القدس العربي»: قال وزيرالشؤون الخارجية التونسي، نبيل عمار، إن بلاده تبني علاقاتها الخارجية وفق مصالحها ولا تقبل دروساً من أحد.
التصريح جاء للرد على تصريح مثير للجدل لمنسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أكد فيه وجود “قلق” لدى الاتحاد الأوروبي من التقارب التونسي مع كل من روسيا والصين وإيران، وهو ما يعني ابتعادها عن المعسكر الغربي.
وقال عمار، لإذاعة موزاييك: “نحن لا نبتعد عن أي قطب.. والذين لديهم بعض قلق من ذلك هم خائفون على مصالحهم ونحن لم نتدخل في علاقاتهم مع غيرهم”.
وأضاف: “منذ زمن طويل كانت لتونس علاقات جيدة مع روسيا وإيران والصين.. وقد يكون هناك مسؤولون خائفون في تونس من هذه العلاقات.. وحرية تونس في ربط العلاقات كلام قلناه رسمياً لكل البلدان والعالم تغير ونحن لسنا بصدد فعل شيء جديد.. فما مشكلتك.. وهل قمنا بشيء ضد أي طرف؟”.
وتابع عمار: “هذا هو الاتجاه الصحيح وهو توجه رئيس الدولة والخارجية ماضية معه مئة في المئة. وهو لا يكتسي أي توجه أيديولوجي ونعمل على ربط أكثر ما يمكن من علاقات الصداقة والشراكة ولا دخل لنا في المعارك السياسية في العالم. ومصلحة البلاد في علاقات جيدة مع كل طرف يحترمنا، ولا نقبل دروساً من أحد”.
فيما اتهمت السفارة التونسية في بروكسل منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بمحاولة “تلويث” علاقة الشراكة التونسية الأوروبية.
وقالت، في بيان على موقع فيسبوك: “بعد التصريحات التي أدلى بها السيد جوزيف بوريل للصحافة في 24 يونيو/ حزيران 2024، تود السفارة التذكير بأنه في تونس، تمثل الحكومة بشكل شرعي تطلعات الشعب وتعبر عن إرادته السيادية”.
كما أكدت أن تونس “تقيم علاقاتها مع كافة شركائها باستقلالية تامة. وتظل متمسكة باتساق وإنجازات شراكتها مع الاتحاد الأوروبي، وتعمل على ضمان تكيف هذه العلاقة باستمرار مع التحديات والتغيرات المستمرة”.
واعتبرت السفارة أن “إصرار الشخص المعني، وهو مدير سابق لمجموعة صناعية وهو الآن في نهاية عقده المهني، لن يلوث الشراكة التونسية الأوروبية”.
وكان بوريل أكد عقب اجتماع عُقد، الإثنين، في مقر الاتحاد الأوروبي، أن أعضاء الاتحاد ناقشوا العلاقات مع تونس والتطورات الداخلية والخارجية في هذا البلد، مشيراً إلى وجود “قلق” لدى الاتحاد من “التقارب التونسي” مع كل من روسيا والصين وإيران.
ولم تكن تونس مدرجة أصلاً في اجتماع يوم أمس الذي خصص في البداية للشرق الأوسط وأوكرانيا وروسيا وجورجيا، ولكن تم إدراجها بضغط من مكتب محاماة باريسي طالب بمراجعة مذكرة التفاهم مع تونس وخاصة فيما يتعلق ببندها الثاني المتعلق بحقوق الإنسان، وفق قناة فرانس 24.
والشهر الماضي، تحدثت صحيفة “لا ريبوبليكا” عن وجود طائرات حربية روسية في مطار جزيرة جربة والتي تبعد 150 كلم عن الحدود مع ليبيا، مشيرة إلى أنه لم يتم اكتشاف طبيعة النشاط الذي تقوم به الطائرات الروسية في تونس.
وعلقت السفارة الروسية في ليبيا على الخبر بالقول: “قررت الصحيفة الإيطالية تخويف القارئ عديم الخبرة بفكرة وجود طائرات مقاتلة روسية في مطار جزيرة جربة في تونس. لا يسع المرء إلا أن يحسدهم على مثل هذا الخيال”.