الدوحة – “القدس العربي” :
استقبل الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم الأربعاء، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها العراق.
وجرى خلال المقابلة بحث العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، بحسب بيان وزارة الخارجية القطرية.
كما التقى وزير الخارجية القطري خلال زيارته الرسمية كلاً من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، ووزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي؛ وتباحث المسؤولون خلال اللقاءات العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها.
وتعد الزيارة الثانية لوزير الخارجية القطري إلى بغداد خلال عام؛ في ظل عودة الدفيء إلى العلاقات بين قطر والعراق منذ انتهاء أزمة اختطاف المواطنين القطريين في العراق، واتفاق البلدين على فتح صفحة جديدة من العلاقات؛ لتتوالى بعدها زيارات المسؤولين لكلا البلدين.
وزار وزير الخارجية القطري بغداد شهر مايو/ آيار 2017؛ حاملاً رسالة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الرئيس العراقي الدكتور حيدر العبادي، تضمنت دعوته لزيارة قطر.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، زار الدكتور إبراهيم الجعفري، وزير الخارجية العراقي السابق الدوحة في لبضعة أيام، التقى خلالها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء، الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ووزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتباحث معهم تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، وتعزيز العلاقات العراقية القطرية.
وأكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في أكثر من مناسبة حرص قطر على وحدة جمهورية العراق؛ موازاة مع تأكيد وزير الخارجية القطري استعداد بلاده لدعم العراق من أجل إعادة اللحمة بين أبنائه، وإعمار مناطقه المتضررة، واستعادة دوره العربي والإقليمي والدولي.
كما أكد البلدان في بيان مشترك سابقاً، اتفاقهما “على إزالة كل ما من شأنه تعكير صفو العلاقات بينهما والتطلع إلى المستقبل وعدم الارتهان إلى الماضي وفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين الشقيقين، استنادا إلى وشائج القربى والعلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين الشقيقين”.
كما عبر رئيس الوزراء العراقي في تصريح بمناسبة الزيارة ذاتها، عن تقديره لقرار دولة قطر بشأن إعادة فتح السفارة القطرية في العاصمة العراقية بغداد قريباً.
وكان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أعلن خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية العراقي السابق خلال زيارته للدوحة أن “هناك توجيها واضحا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بإعادة فتح السفارة بشكل عاجل، وتعيين سفير هناك كخطوة لفتح صفحة جديدة في العلاقات القطرية العراقية”.
وأكد آل ثاني “دعم دولة قطر لجمهورية العراق في معركتها لمكافحة الإرهاب وتشجيعها على الاستمرار في جهود ما بعد التحرير معلنا التزام دولة قطر بالمشاركة بدور فاعل في عملية إعادة الإعمار، مشيدا في الوقت ذاته بـ “الانتصارات التي حققتها في مواجهة “تنظيم الدولة ” وتحرير المدن”.
كما جدّد “موقف دولة قطر الثابت بدعم بوحدة العراق وتجاوز الخلافات من خلال الحوار ووضع برنامج مصالحة وطنية يضم جميع الأطياف منوها إلى أن لجمهورية العراق الشقيقة تاريخا من التعايش ما بين جميع الأعراق والمذاهب، ومكانة بين الدول العربية وفي العالم أجمع”.
ومن جانبه، قال الدكتور إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي السابق إن بلاده “ضد عزل أي دولة عن محيطها أو إبعادها أو محاصرتها” مؤكدا أن “مبدأ الحوار “حتى في ظل المشاكل” لا غنى عنه فهو الذي يتسع لكل الخلافات ويستطيع أن ينتقل بالمنطقة من بحر التمزق والفرقة إلى شاطئ الوحدة”.
وأضاف قائلاً: “إن العراق منذ اندلاع الأزمة الخليجية تدعو الجميع إلى الحفاظ على العلاقات الأخوية، وأنها لا تقبل مثل هذه الحساسيات بين الأشقاء”.
وأعرب الجعفري عن أمله أن “تشكل زيارته لدولة قطر انعطافه نوعية في تاريخ العلاقات العراقية القطرية بكل ما من شأنه أن ينعكس إيجابيا واقتصاديا وسياسيا وأيضا أمنيا ويسهم في تعزيز وارتقاء العلاقات العربية خاصة وأن هذه الزيارة تحمل دلالات عميقة تشمل الأبعاد الاستراتيجية ولا تقف عند القضايا التكتيكية أو الأمنية”.
وأوضح أن “ما يجمع دولة قطر بجمهورية العراق هو الجوار السياسي والفكري والاقتصادي والأمني لأن العراق لم يعد مهتما بمسألة التقارب الجغرافي فقط”، مشددا على “ضرورة مشاركة بلاده وتعاونها مع جميع دول المنطقة وفي مقدمتها قطر، في كل ما من شأنه أن يعزز العلاقات بين الإخوة الأشقاء”.