بيروت: أعلن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بو حبيب أن بلاده ستدرس البدائل مع دمشق حول أزمة النازحين، وذلك خلال زيارته المرتقبة إلى دمشق .
وقال بو حبيب، في حديث لصحيفة ” الجمهورية” اللبنانية، نشرته اليوم الإثنين، إن “الأمم المتحدة ما زالت تعتبر أن الوضع في سوريا غير آمن، وهي تدفع للنازحين السوريين المال حيث هم، وإذا عادوا ودفعت لهم الأمم المتحدة في سوريا يستطيعون إعادة بناء منازلهم وقراهم”.
وأضاف بو حبيب، الموجود حالياً في واشنطن للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن حصيلة لقاءاته في نيويورك: “لكن القرار الدولي “لا عودة للنازحين”، ولن يدفعوا لهم إذا عادوا”.
وحول الخطوات التي ستتخذها اللجنة المكلفة من مجلس الوزراء اللبناني بالتواصل مع النظام السوري لإعادة النازحين، قال بو حبيب: “أثناء وجودي في نيويورك التقيتُ وزير الخارجية السورية فيصل المقداد ومندوب سوريا في الأمم المتحدة بسام صباغ، واتفقتُ مع الوزير على أن أقوم بزيارة دمشق بعد عودتي من الولايات المتحدة”.
وعن البدائل التي يمكن أن يلجأ إليها لبنان والنظام السوري، قال: “سندرس البدائل، وهناك فريق مختصّ في وزارة الخارجية يقوم بوضع الاقتراحات، وسنبحثها خلال زيارة دمشق بعد عودتي، ونستمع إلى المقترحات السورية البديلة”.
وأشار إلى أن موقف النظام السوري من النازحين معروف، وملخّصه: “إننا مستعدون لاستقبال النازحين وحل مشكلاتهم، لكن كيف سيعودون والأمم المتحدة تقدم لهم الدعم المالي والصحي والتعليمي والغذائي في لبنان والأردن وتركيا ودول أخرى. والأهم من ذلك كيف يعودون إلى قراهم المدمّرة ولا إمكانية لإعادة إعمارها من دون دعم عربي ودولي غير متوافر؟”.
وعن الموجة الجديدة من النازحين التي دخلت لبنان خلال الشهرين الماضيين، قال بو حبيب إن “الحالة الاقتصادية في سوريا سيئة نتيجة الحصار المفروض عليها، فيأتون إلى لبنان للاستفادة أو للهجرة منه”.
وأضاف أن “مشكلة الحصار على أي دولة أنه يؤذي الشعوب ولا يؤذي السلطات الرسمية في الدول، وتجربة الحصار على كوبا في الستينات ما زالت ماثلة أمامنا، فقد تضرر منها الشعب الكوبي أكثر من السلطة الكوبية”.
وكشف بو حبيب عن أنّ “دول الغرب مهتمة أكثر بالوضع في أوكرانيا”. مضيفاً: “تعهدوا في مؤتمر الاتحاد الأوروبي الأخير في بروكسل حول وضع سوريا بدفع مبلغ تسعة مليارات دولار للدول المضيفة، لكن الأرجح ألّا يدفعوا منها أكثر من مليارين، كما حصل السنة الماضية، حينما تعهّد الغرب بدفع ستة مليارات دولار، ولم يصل منها سوى مليار ونصف المليار، لا أحد يريد أن يدفع المتوجّب عليه”.
وأشار وزير الخارجية إلى أنّ الأمم المتحدة “تعهدت، منذ خمس سنوات، بالمساهمة في إعادة إعمار سوريا، لكن لم يتحقق أي شيء من هذا الكلام، وموفدها إلى سوريا غير بيدرسون يزور دمشق ويعود منها، منذ خمس سنوات، من دون أن يحقق أي خطوة عملية”، مؤكداً: “إنّ أصل المشكلة سياسي لا مالي فقط”.
( د ب أ )