أسرة التحرير
السؤال المركزي الذي ينبغي طرحه بالنسبة لاوري اريئيل هو ما هو منصبه الحقيقي في الحكومة. سطحيا، يدور الحديث عن وزير البناء والاسكان الرجل الذي يفترض أن يحرص على مصلحة الاف الازواج الشابة ممن لا يستطيعون شراء شقة؛ الرجل الذي يفترض أن يحرص على الا تزيد الشقة في اسرائيل عن 130 راتب بالمتوسط؛ الرجل الذي يفترض ان يعمل بنشاط وتصميم من أجل اعادة تأهيل الاحياء الضعيفة. المشكلة هي ان اريئيل غير معني حقا في المجالات المركزية التي تتحمل وزارته المسؤولية عنها، وذلك لان اساس نشاطه موجه بالذات لمنصبه غير الرسمي: .
فقد علم أمس ان وزارة البناء والاسكان نشرت عطاء لاستئجار مهندس للتخطيط لبناء 1.200 وحدة سكن في المنطقة الجنوبية من نطاق E1 المجاورة لمعاليه ادوميم. العطاء، الذي نشر بالتوازي مع المحادثات الجارية ببطء مع الفلسطينيين، هو جزء من موجة عطاءات تخطيط ترمي الى بناء 20 الف وحدة سكن في 23 مستوطنة في الضفة الغربية، بكلفة 50 مليون شيكل. ويعد هذا حجما غير مسبوق في العقد الاخير.
النشر العاجل لتلك العطاءات ليس مفاجئا، على خلفية دوافع اريئيل المعلنة. فقبل ثلاثة اشهر أعلن عن أنه في يهودا والسامرة وفي كل ارجاء دولة اسرائيل سيبنى في السنة القادمة الاف وحدات السكن… لا توجد منطقة لن يبنى فيها. لا يحتمل أن تكون منطقة يملي علينا فيها احد ان نبني او لا نبني. وفي وقت سابق من هذه السنة، في المداولات على اقرار الميزانية، أبلغ اريئيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانه في حالة الا تتضمن الميزانية تمويلا لعموم المشاريع للبناء في يهودا والسامرة… فسيرى حزب البيت اليهودي في ذلك خرقا للتعهدات.
ومع أن نتنياهو أمر بوقف نشر العطاء في نطاق E1 ما أن سمع عن ذلك، غير ان هذه الطقوس التي تعرض اريئيل كـ االشرطي السيءب ونتنياهو االشرطي الطيب، لا يمكنها أن تخفي على مدى الزمن الواقع نفسه. في هذا الواقع رئيس وزراء اسرائيل يسمح لممثل متطرف للمستوطنين بان يبتوأ منصبا ذا حساسة كبيرة من ناحية سياسية. هذه الحقيقة وحدها تدل اكثر من أي اطفاء للحرائق كل شهرين على الدافع الاساس الذي تتميز به الحكومة ورئيسها.
اذا كان نتنياهو جديا بالفعل في نيته التفاوض مع الفلسطينيين، فان عليه ان يحيل اريئيل عن منصبه كوزير للبناء والاسكان ويعين بدلا منه وزيرا ذا دوافع ليست سياسية بل مهنية.
هآرتس 13/11/2013