وزير بريطاني للبنانيين: لا ترسلوا أبناءكم للقتال والموت في سورية.. والسفير السوري يصف الحديث عن أسلحة كيميائية باللعبة ويحذّر من عدوان
29 - أبريل - 2013
حجم الخط
0
بيروت – ‘القدس العربي’ من سعد الياس: جال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط اليستر بورت والوفد المرافق يرافقه السفير البريطاني توم فليتشر امس على الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش العماد جان قهوجي وأبدى اهتمامه بالوضع على الحدود اللبنانية السورية. وقال ‘هناك رسالة قوية للملكة المتحدة بأن سياسة النأي بالنفس تساعد على الاستقرار في لبنان والشعب اللبناني. ونأمل ان لا يرسل لبنان اولاده عبر الحدود للقتال في سورية من هذه الجهة او تلك، الأمر الذي ربما ينقل الحرب عبر الحدود الى لبنان، وبالتالي يؤدي الى مأساة للشعب اللبناني’. اضاف: ‘نحن قلقون جداً من أزمة النازحين السوريين ونقدر الشعب اللبناني للطريقة التي يتعامل بها مع النازحين واستضافتهم في المنازل والعناية بهم، وعلى المجموعة الدولية ان تعمل اكثر لدعم لبنان. ونحن سنتابع جهودنا للمساعدة في هذا المجال وقد خصصت بريطانيا اربعين مليون دولار للبنان من اجل ذلك’. وقال: ‘يسرني ان أجدد دعم القوي للملكة لاستقرار لبنان وعلى المملكة المتحدة والمجتمع المدني القيام بالمزيد من اجل دعم لبنان ليتمكن من الاستمرار بسياسة النأي بالنفس. وعندما زار وزير الخارجية (ويليام) هيغ لبنان في شباط الماضي وقف هنا وصرح عن تعزيز التعاون بين المملكة المتحدة والجيش اللبناني. وبحثت ذلك بدوري مع الرئيس سليمان والجنرال قهوجي، ويسرني اننا نصل معا على بناء قدرات لبنان لحماية سيادته’. وتابع: ‘الوضع في المنطقة ليس ذريعة لعدم الالتزام بالمهل الدستورية للانتخابات، وأدعو كافة الاطراف السياسية الى أن تتوصل مع الرئيس المكلف سلام لتأليف حكومة واجراء الانتخابات التشريعية. ويسرني الاعلان ان المملكة المتحدة تساهم بمبلغ قدره 400.000 دولار لبناء القدرات بهدف إجراء الانتخابات. لقد انتهى كل ما هو تقني وحان الوقت الآن لكي يضع كل الأفرقاء لبنان اولا. أدعو السياسيين في لبنان للموافقة على الاطار القانوني لخوض الانتخابات ضمن المهل الدستورية’. وسئل: ما هو موقفك من مشاركة ‘حزب الله’ في القتال في سورية؟ أجاب: ‘رسالتنا واضحة يجب ان لا يذهب ابناء لبنان عبر الحدود الى سورية من هذا الطرف او ذاك، ونحن قلقون من هذا الامر. واعتقد انه لكي يتفادى لبنان التورط في هذا الصراع، عليه ان يسعى اكثر لعدم ذهاب ابنائه الى سورية للقتال، لأن ذلك يزيد فرصة نقل الازمة الى لبنان. لذلك، فإن رسالتنا واضحة لـ’حزب الله’ وللآخرين: لا ترسلوا ابناءكم عبر الحدود للتقال والموت في سورية، فالانزلاق في الصراع السوري سهل لكن الحياد هو الخيار الشجاع’. ورداً على سؤال حول اتهام سورية باستخدام السلاح الكيماوي وما اذا كانت هناك دلائل على هذا، وهل يؤشر ذلك على تدخل محتمل عسكري اجنبي في سورية؟ أجاب: ‘في الوقت الحاضر، نحن نبحث ما اذا كانت هناك دلائل على ان هذا السلاح قد استخدم ومن المهم ان نحصل على توضيحات واعتقد انها خطوة مهمة. ومن المهم ان نتأكد ماذا حصل بدقة لأن لا خطوات ستؤخذ قبل ذلك. وعلينا ان نعرف ان حصول مثل هذا الامر يؤدي الى وضع خطير، ونحن سنتابع هذا الموضوع’.أضاف: ‘إننا نفتش عن أدلة اخرى لجرائم حرب مسائل أخرى في القتال في سورية، ونحن نريد العدالة ان تأخذ مجراها بحق المسؤولين عن ذلك. لذلك، فإن اهتمام بريطانيا والآخرين ليس محصورا بالسلاح الكيميائي بل يتعلق بدوره العنف ككل ونحن ندعو النظام لوقف هذا العنف من اجل اعطاء فرصة للمبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي للعمل من اجل حل سياسي’. في المقابل، أعلن السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي ‘أن ما تتعرض له سورية هو محاولة لإضعافها وتدميرها’، متهماً ‘المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والى الدور التركي والقطري والسعودي الى ارسال المسلحين والارهابيين من أربع رياح الأرض’. ورداً على سؤال عما تردد ان القوات الأمريكية قد تقصف مطارات عسكرية في دمشق رداً على ما قيل عن استخدام أسلحة كيميائية؟ أجاب: ‘هذه اللعبة التي سبق ان ذاقت المنطقة مراراتها، حرق العراق وغزوه واحتلاله، والعراق ليس بعيداً والأسلحة النووية التي يومها عرضها كولن باول امام الأمم المتحدة، أظن ثبت للعالم كله بأن هذه الإدعاءات كانت بلا اصل. سورية، عندما قصفت المعارضة بعض المواقع واستخدمت الأسلحة الكيميائية، رفعت فوراً واقترحت استحضار لجنة دولية لهذا الأمر، ولكن الذين يريدون عكس ذلك لم يلبوا هذا النداء، وبالتالي بحثوا عن صيغ مركبة ومزورة يريدون التجييش فيها ضد سورية، وهذا ينذر بملعوب يجري التفكير به لأن الذين راهنوا على إسقاط سورية ومقاومة المنطقة، ومحو القضية الفلسطينية من ذاكرة الشعوب، يربكهم وربما يذعرهم أن سورية اليوم لا تزال على قوتها وتماسكها وجيشها ما يزال موحداً، ومؤسساتها لا تزال عاملة، وحكومة سورية تعمل بفاعلية. لذلك، قد تكون كل هذه النذر التي يعملون عليها، مقدمات لعدوان قد يكون مخططاً له في دوائرهم الإستخباراتية والعسكرية في امريكا وفي إسرائيل، ولكن إذا كانت هذه المغامرة ستحصل وهناك احتمال، فلن يكونوا فيها إلا حاصدين لخسائر جديدة بإذن الله والمستقبل لنا’.