وزير خارجية النظام السوري: مستعدون للوساطة بين إيران والدول الخليجية!

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي» : أبدى وزير خارجة النظام السوري فيصل المقداد استعداد دمشق للقيام بدور الوساطة بين إيران والدول الخليجية بغية تقريب وجهات النظر، بينما أدان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الضربات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع عسكرية للنظام السوري والقوات الإيرانية في سوريا، حيث اعتبر لافروف أن من شأن هذه الضربات التسبب بتصعيد الأوضاع في المنطقة، وقال «إننا نستنكر بشدة مثل هذه الإجراءات، لأنها تنتهك قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة، بل قد تسبب تصعيداً حاداً للأوضاع في نطاق المنطقة برمتها».

خبراء: روسيا تستخدم سوريا كصندوق رسائل

وأشار وزير الخارجية الروسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية والمغتربين لدى النظام السوري الدكتور فيصل المقداد في موسكو إلى ضرورة حل الأزمة في سوريا سياسياً وفق حوار سوري – سوري بعيداً عن أي تدخل خارجي. وتطرق لافروف إلى عملية عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، واصفاً هذه العملية بـ «ديناميكية الإيجابية»، وعبر عن آماله في أن تهيئ «الجهود النشطة من قبل دمشق لتطبيع العلاقات مع دول الجوار العربية ظروفاً لاستئناف المشاركة الكاملة لسوريا في جامعة الدول العربية في المستقبل القريب».
ويرى مراقبون وخبراء أن روسيا تستخدم بعض الملفات السورية، كرسائل موجهة إلى للأطراف الدولية، خاصة في الفترة الحالية التي تشهد توتراً أمريكياً – أوروبياً مع روسيا بما يخص أوكرانيا، وفي هذا الإطار قال الباحث السوري بدر ملا رشيد، أن هناك حلفاء للولايات المتحدة من الدول العربية قاموا بالتواصل مع النظام السوري ويحاولون تسريع خطوات التطبيع معه في ظل وجود رفض أمريكي ضد تسريع هذه الخطوات. واعتبر الباحث في حديثه مع «القدس العربي» أن روسيا تستخدم هذه الملفات في كل مرة يحصل فيها توتر مع الولايات المتحدة الأمريكية، أو تركيا، خاصة عندما يتعلق ذلك بالوجود العسكري الأمريكي في شرق الفرات ودعمها لقوات سوريا الديمقراطية.
وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد تطرق خلال لقاء أجرته معه قناة «روسيا اليوم»، إلى قضية إعادة مقعد سوريا في جامعة الدول العربية لدمشق، بالقول: «ليس المهم العودة المادية للجامعة العربية، فلم نشعر ولو لحظة أننا غبنا عن العمل العربي المشترك». اللافت في التصريحات الأخيرة للمقداد حول الجامعة العربية، بأنها تنافي ما أدلى به من تصريحات قبل نحو شهر فقط، حيث قال في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، من أن «عودة سوريا إلى الجامعة ليست في مركز اهتمامنا.. نحن نعمل على تحسين العلاقات مع الدول العربية وإعادتها إلى ما كانت عليه ولدينا الآن 14 سفارة عربية مفتوحة». وفي مطلع شهر فبراير/شباط الحالي، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الظروف الملائمة لم تتهيأ بعد لعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة، وأضاف أبو الغيط خلال مؤتمر صحافي آنذاك، أن الملف لم يطرح للنقاش خلال الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب. كما أشار إلى أن عودة سوريا للمشاركة في الجامعة يحتاج لمشاورات وأفكار وطرح مشروع قرار والنظر لما هو مطلوب من الجانب السوري.
وأبدى المقداد استعداد دمشق للقيام بدور الوساطة بين إيران والدول الخليجية بغية تقريب وجهات النظر، مشددًا على أن علاقات النظام السوري مع طهران «متوازنة»، وتقوم على الاحترام المتبادل واحترام السيادة، فيما أرسل رسائل للدول العربية حول إيران، إذ نفى المقداد وجود مخططات إيرانية للتوسع خارج حدود إيران، وقال: «الدولة الإيرانية لا ترغب بالتمدد إلى خارج حدودها فلديها ثروات وشعب ومساحات هائلة».
وحول الرسائل والإشارات التي وجهها المقداد للدول العربية خلال مقابلته الأخيرة، قال المعارض السوري أيمن عبد النور، إن النظام السوري يلوح «من أجل تقديم مقايضة مع إيران، وبشكل مباشر بما يخص التصعيد الإيراني مع الإمارات العربية المتحدة» معتبراً أن المقداد على استعداد للمساهمة في تخفيف ذلك التوتر من خلال علاقاته مع طهران. فالمقداد وفق ما قاله المعارض السوري لـ «القدس العربي»، يركز على الإمارات في تصريحاته، وذلك مرده لطبيعة العلاقات الإماراتية المتميزة مع إسرائيل، وكذلك لما تمتلكه الإمارات من لوبي إعلامي قوي ومؤثر للغاية في الولايات المتحدة، حيث نجح هذا اللوبي بالوصول إلى وسائل إعلامية مهمة وإصدار عدة مقالات وتقارير تطالب برفع العقوبات عن النظام السوري باستخدام «طرق إنسانية»، حتى لا تكون هذه الخطوات مباشرة وفجة، وهو ما حصل بالفعل خلال الفترة الماضية. كما حاولت دولة الإمارات وفق المتحدث، تخفيف التوتر بين السعودية والنظام السوري، ضمن مساعيها الحثيثة في إقناع السعودية بتجاوز المرحلة السابقة، لكن الرياض رفضت، لذلك عاد النظام السوري للحديث عن الجامعة العربية والعلاقات العربية، إلا أن «عبد النور» رأى أن مقعد النظام في الجامعة لن يقدم له أي فوائد اقتصادية، وأن هذه العودة ستفيد دمشق بالدخول والمشاركة في أجسام سياسية دولية بحجة حصوله على الشرعية من خلال الشرعية التي قد يحصل عليها في حال إعادته للجامعة العربية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية