الدوحة: أكد وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إيمان بلاده بـ”ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب والتطرف”، والتي أرجعها إلى أسباب اجتماعية واقتصادية ، تغذيها الأيديولوجيات المتطرفة الأخرى .
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقد، الخميس، بين الوزير القطري، ووزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على هامش زيارته للدوحة حالياً. بحسب وكالة الأنباء القطرية.
وشدد الوزير آل ثاني على “ضرورة النظر وبشكل منهجي لهذه الظاهرة(التطرف) والإحصائيات ، بعيدا عن الانطباعات النمطية والسطحية والإعلام المستقطب ، وما يحاول تصويره بهذا الخصوص,”
ولفت أن “النظرة الموضوعية لقضايا التطرف العنيف توضح أن هذه الظاهرة لا تمت بصلة أو مرتبطة بأي دين أو عرق.”
وتابع قائلا “نؤكد أن الدين الإسلامي السمح ونبي الإسلام محمد ليسوا رموزا للتطرف ، وإنما أقاموا حضارة إنسانية مهمة قدمت للبشرية الكثير من الإسهامات.”
وأضاف “لذلك فإن الخطاب الذي يغذي الإسلاموفوبيا يقف هنا في قطر ، ويجب الوقوف أمامه بحزم كما يقف العالم أمام جميع أشكال الخطاب العنصري والإقصائي للآخر”.
من جهته قال وزير الشؤون الخارجية الفرنسي أنه خلال اللقاء “جرى التطرق إلى الوضع الإقليمي بشكل عام ، والجهود المبذولة للتوصل لحل دائم ونهائي للأزمة القائمة بين بعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية”، مؤكدًا أن فرنسا تتمنى حقا التوصل إلى “اتفاق من أجل مصالحة دائمة”.
كما أشار إلى أن هذه هي زيارته الـ20 لدولة قطر، حيث يتم الحديث عن العلاقات الثنائية وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين الدوحة وباريس.
وقال إنه على الصعيد الإقليمي، تناول الجانبان القطري والفرنسي الأزمات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، والأزمة الليبية، وأكدا التزامهما بتعزيز تعاونهما والتنسيق بينهما وتضافر جهودهما لدعم عملية الانتقال السياسي هناك بقيادة الأمم المتحدة بما يؤدي لانتخابات خلال العام المقبل.
وأكد أن “البلدين قطر وفرنسا حريصان على مكافحة كل ما يهدد السلم والاستقرار في المنطقة والعالم” ، لافتا إلى ما تعرضت له بلاده من “عمليات إرهابية بشعة مؤخرا”.
ونبه لودريان إلى أن “التصريحات والمواقف الفرنسية بهذا الشأن(الهجوم على الإسلام) قد تم تحريفها واستغلالها في إطار حملة تستهدف فرنسا”، مضيفًا “وربما قد أسيء فهمها ، ولكن بنية صادقة من قبل بعض المؤمنين الذين صدموا في معتقدهم”.
وزاد قائلا “ونحن نكن احتراما عميقا جدا للإسلام وأن المسلمين جزء لا يتجزأ من تاريخ ومجتمع بلادي وهم يعيشون في ظل حماية القانون” .
وزاد لودريان قائلا “نحن نكافح فقط ضد التطرف والراديكالية ، وضد إرهاب يضرب في كل الأماكن ، فرنسا وأوروبا ، بما في ذلك دول هذه المنطقة ، وهذه معركة نخوضها مع عدد من الدول ، وهذه معركتنا الوحيدة ، ونتشارك فيها مع بلدان كثيرة منها قطر” .
الأناضول