ولو مؤقتا.. “كأس آسيا” ينسي اليمنيين آلام الحرب

حجم الخط
0

اليمن- توفيق علي: يعقد اليمنيون آمالاً عريضة على منتخب بلادهم المشارك في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم المقامة في الإمارات، لأول مرة في تاريخ اليمن الموحد، علها تكون مفتاحاً لقليل من السعادة تتسلل إلى منازلهم التي يسكنها الخوف والحرمان جراء حرب طاحنة تشهدها البلاد منذ أربع سنوات.

وتتوسم الجماهير اليمنية على مختلف توجهاتها السياسية وفئاتها العمرية، في أن يمنحها المنتخب الأحمر فرحة ولو مؤقتة يطلون عليها من نافذة الساحرة المستديرة لينسوا المعاناة التي تعددت مصادرها وأشكالها في بلادهم، ولو مؤقتا.

وتقام بطولة كأس الأمم الآسيوية خلال الفترة من 5 يناير/ كانون الثاني الجاري وحتى مطلع فبراير/ شباط المقبل بدولة الإمارات.

الأحمر في “المهمة المستحيلة”

أسود سبأ، أو الأحمر اليمني كما تطلق عليه جماهيره، حلّ في المجموعة الرابعة التي ضمت إلى جواره إيران والعراق وفيتنام، وهي المجموعة التي يصفها النقّاد بالصعبة.

أسود سبأ أو الأحمر اليمني، حلّ في المجموعة الرابعة التي ضمت إلى جواره إيران والعراق وفيتنام

تبدو مهمة “الأحمر” مستحيلة، نظراً للظروف التي تعيشها الكرة اليمنية جراء تداعيات الحرب، إضافة لعوامل الأخرى ألقت بظلالها على أداء المنتخب اليمني مثل توقف الدوري المحلي وعدم صرف مرتبات اللاعبين وحوافز التأهل للنهائيات.

كذلك فإن فارق الإعداد المكثف الذي حظيت به منتخبات مجوعته مقارنة به، تضعه في الخانة الأضعف.

ورغم ذلك، يسعى الأحمر اليمني إلى ترك انطباع مميز خلال مشاركته الأولى في نهائيات كأس آسيا وهو ما يتوق إليه الشارع اليمني على نحو غير مسبوق.

 

إعداد ضعيف

وبالنظر إلى البرنامج الإعدادي الذي خاضه المنتخب اليمني استعداداً لنهائيات كأس آسيا، يبرز الغياب الكبير للمباريات التجريبية الحقيقية كما هو الحال بالنسبة لباقي المنتخبات الأخرى التي استعدت للبطولة.

وبدأت مرحلة الإعداد للنهائيات مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام المنصرم، بمدينة المكلا، (شرقي اليمن) تحت قيادة مساعد المدرب، محمد النفيعي قبل التعاقد مع السلوفاكي جيان كوسيان الذي باشر مهمته متأخراً في الشهر ذاته، بمعسكر أقيم بالعاصمة السعودية الرياض، تلاه آخران في كل من ماليزيا والإمارات.

وتفاجأ الشارع الرياضي اليمني بإلغاء معسكر قطر الذي تم الإعلان عنه في وقت سابق، وكان من المقرر أن يشمل إجراء عدد من المباريات التجريبية مع منتخبات مشاركة في النهائيات، لأسباب بدت غامضة.

إلا أن مصدراً في لجنة المنتخبات بالاتحاد اليمني لكرة القدم فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول له الحديث لوسائل الإعلام، كشف أن تداعيات الأزمة الخليجية تقف وراء حرمان الأحمر اليمني من إقامة معسكر مهم في الدوحة.

وأضاف أن إلغاء معسكر الدوحة أربك البرنامج الإعدادي لـ”كوسيان” وجهازه المعاون الذي يستعد لخوض النهائيات، ليقام بعدها معسكر بديل في ماليزيا استمر أسبوعين لعب خلالهما ثلاث مباريات مع أندية ماليزية فاز فيها جميعا.

 

خسائر وديات

وفاز الأخضر السعودي على الأحمر اليمني بهدف مقابل لا شيء في المباراة الودية التي جمعتهما بالمملكة في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ويخوض المنتخب السعودي بطولة آسيا ضمن المجموعة الخامسة إلى جوار قطر ولبنان وكوريا الشمالية.

وفي 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فاز المنتخب الإماراتي على نظيره اليمني بهدف مقابل لا شيء في ودية ضمن تحضيرات كلا المنتخبين للبطولة.

ويخوض الأبيض الإماراتي البطولة ضمن المجموعة الأولى التي تضم أيضا البحرين وتايلند والهند.

كما تغلب المنتخب السوري على نظيره اليمني في مباراة ودية، استعدادا لبطولة كأس أمم آسيا، أقيمت بالإمارات في 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ويخوض المنتخب السوري البطولة ضمن المجموعة الثانية والتي تضم منتخبات أستراليا، فلسطين والأردن.

 

ماليزيا اضطرارياً

وعن حالة القصور في الإعداد يقول اليمني محمد النفيعي مساعد المدرب كوسيان: “كنا نتمنى خوض المزيد من المباريات كما كان معداً لنا في معسكر قطر، إلا أننا رغم ذلك استفدنا من مباريات السعودية والإمارات وسوريا الشيء الكثير وأهمها الوقوف على حالة اللاعبين ومدى جاهزيتهم واكتشاف الأخطاء”.

ويضيف: “أجرينا معسكراً في ماليزيا كخيار اضطراري بديل عن معسكر الدوحة، خضنا خلاله ثلاث مباريات مع أندية ورغم ذلك فقد كان المعسكر جيدًا”.

وتابع: “في معسكر الإمارات خضنا تجريبية ثالثة مع المنتخب السوري، نعتبرها اختباراً حقيقياً قدم فيه لاعبونا أداء رائعاً ونحن الآن نضع اللمسات الأخيرة لنظهر بمستوى يفرح الشارع اليمني”.

وأوضح أن “الإصابات قد تحرمنا لاعبين مهمين هما الحارس الأساسي، محمد عياش، ولاعب المحور، حسين الغازي، اللذان يخضعان لتمارين تأهيل انفرادية ونأمل أن يكونوا جاهزين للبطولة والتغلب على كافة الصعاب وتشريف الوطن”.

 

أبرز العناصر

ويعد اللاعب، عبدالواسع المطري، المحترف في فريق دبا الحصن الإماراتي، أحد أبرز الأسماء المؤثرة في المنتخب اليمني المعوّل عليها تقديم مستوى كبير في النهائيات الآسيوية لقيمته الفنية كصانع لعب مميز.

وساهم المطري بدور فاعل في صعود منتخب بلاده إلى نهائيات كأس آسيا بعد أن سجل اللاعب هدفي الصعود على منتخب نيبال، في مارس/ آذار الماضي.

 

طموح كبير

ويقول لاعب “الأحمر” عبد الواسع المطري: “الصعود للنهائيات كان حلماً كبيراً بالنسبة لنا واليوم بعد أن تحقق هذا الحلم سنثبت للجميع مقدرتنا على تجاوز الصعاب وظروف الإعداد وفارق الإمكانيات”.

وعن توقعاته لنتائج المنتخب اليمني، يقول المطري: “جئنا ونحن عاقدون العزم على تحقيق الانتصارات والمنافسة للصعود إلى الدور الثاني وإسعاد شعبنا”.

 

التفاف غير مسبوق

وفي حالة أشبه ما تكون بهروب من هاجس الحرب وتداعياتها، استعدت الجماهير اليمنية المقيمة في دولة الإمارات ببرامج متنوعة لمؤازرة منتخب بلادها في ملاعب الإمارات.

وعن هذه البرامج يقول حسين الزقري رئيس رابطة الجماهير اليمنية إن هناك التفافاً غير مسبوق وتعطش كبير من قبل الجماهير اليمنية في الإمارات لمساندة المنتخب بطريقة جديدة.

ويضيف أن “الرابطة الجماهيرية التي تم تشكيلها بدعم ذاتي لمساندة الأحمر، قد أعدت العدّة منذ فترة طويلة ووضعنا منسق للرابطة في كل إمارة لجمع وحشد الجماهير اليمنية”.

ويلفت “الزقري” إلى أن هدف الرابطة “تجميع الجماهير اليمنية ونقلهم إلى ملاعب المباريات وسنوزع عليهم الأعلام الوطنية والشعارات واللافتات ولدينا مفاجآت سنقدمها لمنتخبنا ستشاهدونها في مدرجات البطولة التي نعقد العزم على أن تكون مميزة ومفاجئة للجميع”.

وكانت رابطة الجماهير اليمنية والجمعية اليمنية للإعلام الرياضي، قد أطلقوا وسم: (اليمن تاريخ وآسيا حلم) على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، لتشجيع المنتخب قبيل خوضه مباراته الأولى اليوم الاثنين 7 يناير/ كانون الثاني الجاري أمام المنتخب الإيراني. (الأناضول)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية