ولي عهد السعودية اول المغادرين… ودول هددت بالانسحاب في حال منح مقعد دمشق للائتلاف

حجم الخط
20

الكويت ـ وكالات ـ لندن ‘القدس العربي’ من احمد المصري: رغم الابتسامات والمصافحات البروتوكولية بين قادة عرب على هامش قمة الكويت، التي افتتحت امس الثلاثاء في العاصمة الكويت، الا ان الخلاف كان سيد الموقف حيث عكست كلمات بعض الزعماء والتي القيت في الجلسة الافتتاحية مدى تباين الاراء العربية تجاه القضايا الخلافية رغم الجهود التي بذلها امير الكويت لعدم اظهار اي انقسام عربي، كما اشتكت المعارضة السورية من تراجع الدعم العربي لها وتغير في مواقف بعض الدول.
وطغت الازمة السورية على جلسة الافتتاح، وكان الحدث الابرز هو عدم منح الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا في جامعة الدول العربية، وقال المتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري لؤي صافي إن الموقف العربي ‘تراجع’ تجاه الائتلاف.
ودعا الناطق باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الكويت إلى الدعوة لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب من أجل ‘مناقشة إعطاء الائتلاف السوري المعارض مقعد سوريا في الجامعة العربية’، معتبرًا أن ‘الموقف العربي تراجع بشكل كبير عما كان عليه تجاه سوريا والائتلاف المعارض’.
ودعا الأخضر الإبراهيمي وسيط الأمم المتحدة للسلام في سوريا إلى وقف تدفق السلاح على طرفي الصراع في الحرب التي قتلت أكثر من 140 الف شخص وأجبرت الملايين على الفرار.
وعلمت ‘القدس العربي’ من مصادر دبلوماسية ان رئيس الائتلاف السوري احمد الجربا التقى بوزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح على هامش القمة، وعندما سأله الجربا عن سبب عدم منح مقعد سوريا للائتلاف، اجابه وزير الخارجية الكويتي: بأن دولا هددت بالانسحاب من القمة في حال تم منح المقعد للائتلاف.
وغادر ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الكويت بعد ظهر امس الثلاثاء الكويت ليكون اول مغادر للقمة رغم ان الجلسة الختامية مقررة اليوم الاربعاء، ويرى مراقبون أن المغادرة المبكرة لولي العهد السعودي للقمة العربية تأتي لقطع الطريق أمام أي محاولات لعقد مصالحة مع قطر بعد أزمة سحب السفراء.
الا ان ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، صافح أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، لدى وصوله إلى قصر بيان، قبيل انعقاد القمة، وكانت هناك ايضا المصافحة التي تبادلها أمير قطر مع الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، إلا أن هذه المصافحة القطرية التي قابلها منصور بابتسامة خاطفة، وتلك المصافحة السعودية القطرية،’لم تعد كونها “طقسا بروتوكوليا” في مثل هذا المحفل العربي، حسب مراقبين.
وبدت واضحة محاولات أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح لتنقية الأجواء بين الجانبين، حيث حرص على اصطحاب كل منهما إلى جانبه متوسطا إياهما، متوجهين من القاعة الأميرية لالتقاط صورة تذكارية قبيل انعقاد القمة العربية، وهو يمسك بأيديهما.
والقمة التي يحتضنها الخليج الذي طفت فوق مياهه، مؤخراً، القطيعة الدبلوماسية بين الرياض وأبو ظبي والمنامة من جهة والدوحة من جهة أخرى، تنعقد أيضاً في ظل وجود خلافات بين السعودية وقطر من جهة ورئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي من جهة أخرى، وذلك على إثر اتهامات الأخير لهذين البلدين “بدعم الإرهاب في بلاده”، فضلاَ عن غياب 8 زعماء عرب، والخلافات الخليجية حول الملف النووي الإيراني.
وحمل رئيس الائتلاف احمد الجربا في كلمة امام الزعماء العرب بقوة على ابقاء مقعد سوريا شاغرا، وقال ان ذلك “يبعث برسالة بالغة الوضوح الى (الرئيس بشار) الاسد التي سيترجمها على قاعدة: اقتل اقتل والمقعد ينتظرك بعدما تحسم حربك”.
من جهته، انتقد ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبدالعزيز الذي مثل المملكة في القمة عدم منح المقعد للمعارضة.
وقال “اننا نستغرب كيف لا نرى وفد الائتلاف يحتل مكانه الطبيعي في مقعد سوريا” بعد ان منح “هذا الحق” في القمة السابقة التي عقدت في الدوحة العام الماضي.
ودعا ولي عهد السعودية الى “تصحيح هذا الوضع” عبر اتخاذ قرار من شانه توجيه “رسالة قوية الى المجتمع الدولي ليغير من تعامله مع الأزمة السورية”.
كما اتهم الامير سلمان المجتمع الدولي “بخداع” المعارضة السورية.
ولم تتمثل معظم الدول الخليجية على اعلى مستوى، وقد ترأس وفد الامارات حاكم امارة الفجيرة فيما تمثلت سلطنة عمان بممثل السلطان فيما ترأس وفد البحرين ولي العهد الامير سلمان بن حمد ال خليفة.
وفي ما بدا محاولة للتهدئة مع مصر، اكد امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني في افتتاح القمة على علاقة “الاخوة” مع االشقيقة الكبرى مصر بالرغم من الخلاف الشديد بين البلدين، داعيا الى حوار وطني فيها.
الا ان امير قطر حمل بشدة في كلمته على الحكومة العراقية التي اتهمها بوصم طوائف كاملة بالارهاب في اشارة الى الطائفة السنية بسبب الاختلاف في السياسة، كما اتهمها بالتغطية على “فشلها” في الحفاظ على الوحدة الوطنية باتهام السعودية وقطر بدعم الارهاب في العراق.
وقال الشيخ تميم بن حمد ال ثاني في سياق تطرقه للوضع في العراق “لا يجوز ان ندمغ بالارهاب طوائف كاملة وان نلصقه بكل من يختلف معنا سياسيا فشأن ذلك ان يعمم الارهاب بدلا من ان يعزله”.
وقال أمير الكويت في كلمته التي تلت الأمير تميم “نعاني جميعا من ظاهرة الإرهاب التي تصاعدت مؤخرا تحت ذرائع وشعارات مختلفة دينية وعقائدية تهدف إلى قتل الأرواح البريئة وترويع الآمنيين وتعطيل التنمية،’والمستهدف أمن العالم واستقراره والبشرية كيانا ومكتسبات”.
وهو ما اتفق معه فيه ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي قال من جانبه “ظاهرة الإرهاب التي يشهدها العالم المعاصر ومنطقتنا على نحو خاص وما تشكله من تحد خطير لأمتنا واستقرارنا ومسار تنمياتنا تستدعي منا أخذ الحيطة والتدابير اللازمة لمكافحة الاستئصال لدورها”.
واعتبر ولي العهد السعودي ظاهرة الإرهاب “أمرا يستوجب أخذ موقف جماعي موحد واتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة لمكافحتها”، معرباً عن إدانة بلاده لكافة الأعمال الإرهابية بقوله االمملكة “تدين بشدة كافة” الأعمال الإرهابية أيا كان مصدرها ولن تألو جهدا من جانبها في مواصلة التصدي لهذه الأعمال، فنحن نجرم الإرهاب وأصحاب الفكر الضال والتنظيمات التي تقف وراءها”.
من جانبه، بدا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأكثر تحديدا لما أسماه “باتخاذ الإجراءات والتدابير التي تضمن القضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره، وتجفيف منابعه والتصدي ـ ليس فقط لمن يقوم بالأعمال الإرهابية ـ ولكن أيضاً لعناصر تمويله وللمحرضين عليه”.
ويتجه الزعماء العرب الى اصدار قرار يؤكدون فيه رفض مبدأ يهودية دولة اسرائيل الذي يشكل مسألة قد تفشل جهود واشنطن للتوصل الى حل سلمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، بحسب مشروع قرار مرفوع الى القمة.
بدوره، اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة امام القمة العربية رفض ‘مجرد مناقشة’ مسالة يهودية دولة اسرائيل.
واتهم عباس في كلمته الحكومة الاسرائيلية بافشال الجهود الامريكية للسلام وقال انها ‘لم توفر فرصة الا واستغلتها لافشال’ هذه الجهود.(تفاصيل ص 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابراهيم بن نعوم ....الجزائر:

    ما اصطلح على تسميته الالتفاء السورى ما هو سوى حزمة من الناس تم جمعها فى مواقع النفوذ الاقليمى العربي المتكئ على المال الوارد من النفط وصراع المصالح العربية وحاجتها فى البحث عن سبل غير مكلفة تجعلها تستثمر النائج الخام والثافى من اختلاف الخلاف بين الحكام العرب

  2. يقول احمد الصفدي:

    شهور طويله من التحضيرات والترتيبات لما يسمى القمة العربية,, واخيرا لم ياتي سوى 13 رئيس او ملك ,,حتى البعض جاء متأخرا والبعض لم يطيق المكوث يوم احد ,,, وفي الاخر نفس الدرس إدانة .. شجب .. استنكار ,,, والله لو ما اجتمعتم احسن ,,, الانقسام والكره والحقد على بعض ازداد ,,,, والمواطن المسكين هو الذي يدفع الثمن .,, اتقوا الله في شعوبكم

  3. يقول حامد الصالح فرنسا:

    أغلب الظن أن من عشرة الى خمسة عشر زعبما عربيا سوف لن يحضر القمة القادمة لأن أغلبهم ينازع والبعض يتهاوى الكرسي تحته والبعض مشغول بالتامر على الاخرين والبعض يخاف أن يغادر بلده ولا يعود , فلا يستغربن احد سرعة مغادرة ولي العهد لأحد الأسباب المذكورة.وبلنسبة للجربا فهي اخر ايامك .

  4. يقول رشيد:

    منذ الستينات والعرب في قمم المؤتمرات ولا أي مؤتمر أفضى إلى النجاح حتى المناصب العليا لا تحضر هناك وزارات حكومية تنوب عنهم أو أخ من العائلة الحاكمة وفي الأخير يصدرون بيان ختامي مخجل ولا يطبق ..يجتمعون لطي الخلاف بينهم لكن ترى العكس تبدأ الخلافات والانسحابات والتفرقة داخل المؤتمر دعونا منكم عرفناكم لا تغيرون شيئا ولا تتوحدون ولا تتفقون إجتماعكم مجرد نزهة على وليمة فقط …لقد أذلتمونا أمام شعوب العالم كل هذا راجع أنكم لستم أهلا للسلطة ..وعادت حليمة كما كانت قبل وبعد مؤتمركم.

  5. يقول احمد العربي-سوريا:

    اختلف الاعراب على كل شئ لكنهم اتفقوا على تدمير سوريا !! هل احد يعرف السبب لماذا اتفقوا على تدمير سوريا ؟!!يقولون النظام يقصف الشعب الاعزل !!ويقولون هم ضد الارهاب ويعترفون ان هناك ارهاب في سوريا لكن بنفس الوقت يسمونه شعب اعزل ولا يدينونه ولو بحرف واحد !! هل احد يعرف لماذا هذا التناقض ولماذا هذا الارتباك كله ؟!!

  6. يقول foufou lakhdar:

    اخال الاهاب في العالم العربي مفرخته كامنه في عقول الانظمة العربية…والقضاء عليه لا يمكن الا من خلال الملاذ بدولة المؤسسات المشفوعه بانتخابات شفافه تكون فيها الكلمة للشعب في اختيار حكامه

  7. يقول محمد-العراق:

    لا جديد في عالم الفشل
    الملفت ان الاعراب تصدروا قائمة الاحداث هذه المرة

  8. يقول عبد الله اامطيع:

    اللهم خالف بين كلمتهم
    اللهم اضرب الظالمين بالظالمين
    هذه دماء الابرياء في العراق وسوريا
    وفلسطين ومصر وتونس وليبيا وفي اليمن
    وفي ايران

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية