ومرة اخرى ذات الاكاذيب

حجم الخط
0

‘أثناء حملة السور الواقي في 2002، بعد موجة الارهاب الفلسطيني، الذي كانت ذروته في مذبحة فندق بارك في نتانيا، اجتاح الجيش الاسرائيلي المقاطعة في رام الله ووضع يده على وثائق سرية للسلطة الفلسطينية. ‘
وجسدت الوثائق الطريقة السرية لسفك دمائنا التي وضعها شركاؤنا في اتفاقات اوسلو. وثبت من وثائق المقاطعة كيف يعمل ياسر عرفات، الحائز جائزة نوبل للسلام. فبينما كان يدير معنا مفاوضات ويطالبنا بمزيد من التنازلات، كان يمول ويوجه ويقود سرا موجة قتل وارهاب. وكل شيء من أجل كسرنا. هكذا مثلا انكشفت تقارير ‘كتائب شهداء الاقصى’، كتائب منظمة فتح، حول اعمال القتل التي ارتكبوها، العبوات الناسفة التي زرعوها، الاموال التي دفعوها لقاء الرصاص والمواد التخريبية وغيرها وغيرها. انكشف كيف أن رجل سر عرفات، فؤاد الشوبكي، قاد من داخل مكاتب عرفات موجة الارهاب كلها، الى جانب فارس اليسار الاسرائيلي مروان البرغوثي. وكيف كان ‘الاحتجاج الشعبي’ أداة في حملة الارهاب الواسعة التي ولدت ووجهت من مكاتب السلطة الفلسطينية.
من الصعب الا نتذكر وثائق المقاطعة عندما نستمع اليوم الى كتائب المحليين والصحافيين الذين يشرحون بحماسة كم هي موجة العمليات الاخيرة عفوية بالتأكيد، من دون يد موجهة. وقبل السور الواقي في اذار/مارس 2002 ايضا، سمعنا ذات التحليلات المنمقة. في حينه ايضا حاول معظم المحللين والمراسلين الدفاع عن المفهوم الكاذب احتمال السلام مع الفلسطينيين ولهذا اخفوا الواقع. والان ايضا، هذه مجرد مسألة وقت الى أن تنكشف شهادات مباشرة عن العلاقة التي بين ابو مازن، شريك تسيبي ليفني وجون كيري، وبين موجة الارهاب المتجددة.
ولكن الحقيقة هي ألا حاجة الى وثائق استثنائية لاثبات هذه العلاقة الواضحة. يكفي الاستماع الى وسائل الاعلام الرسمية للسلطة التي مقرها رام الله. فهذه تدير حملة تحريض، تشويه سمعة واباحة دم يومية ضدنا، ولا سيما ضد ‘المستوطنين’ والجنود. في وسائل اعلام ابو مازن المستوطنون والجنود يقتحمون في كل يوم الاقصى ويدنسون المقدسات الفلسطينية. ينكلون بالسكان، يقتلون، يهدمون، يصادرون. ولماذا لا يدور الحديث عن حملة تحريض واسعة، منهاجية، منظمة من الحبل السري لحكومة احباب شمعون بيرس. حملة تطلب دم المستوطنين والجنود وترفض حق الوجود لدولة اسرائيل.
والى جانب ذلك تطلق في كل يوم النداءات من كبار مسؤولي السلطة لاحداث انتفاضة ثالثة، لتقديس طريق ‘الشهداء’ الابطال المخربين القتلة على أنواعهم. وبالتوازي تنطلق هتافات ‘يأس’ من المفاوضات السياسية وقول ان اسرائيل هي قوة استعمارية لا تريد سوى سلب الفلسطينيين.
وبالفعل، وعلى نحو غير مفاجئ، الرسائل تنجح. موجة التحريض ونزع الشرعية تفعل فعلها وتؤدي الى سلسلة من الاعمال الارهابية اليومية، التي لا يبلغ عنها: الحجارة، الزجاجات الحارقة وأمثالها. الى جانب هذه تأتي المصائب الاجرامية لوسائل الاعلام، من القتل في الغور وحتى الخليل وبساغوت. والى هذا ينبغي أن تضاف المساهمة الكبيرة من حكومة نتنياهو لبنية الارهاب تحرير المخربين. في كل يوم تضاف معلومة عن الثمن الذي كلفتنا به الصفقة السائبة لجلعاد شاليط.. وفي هذا الاسبوع بالذات سيتم تحرير مزيد من المخربين تعهد بهم نتنياهو للامريكيين، من دون أي سبب او أي منطق. وبعد كل هذا نحن لا نزال لا نستخلص الاستنتاجات.

معاريف 23/10/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية