لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعده كل من بينوا فوكون وديون نيسباوم أشارا فيه إلى قوة المسيرات الإيرانية التي تقوم بإعادة تشكيل الشرق الأوسط. وقالا فيه إن طهران تقوم باستخدام مكونات جاهزة لبناء طائرات مسيرة تستخدمها لضرب الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط.
وقالا إن ما يجمع ما بين الهجوم على ناقلة نفط بمسيرة محملة بالمتفجرات وطائرة بدون طيار من غزة ضربت منطقة في إسرائيل وقصفا على مصافي النفط السعودية وتفجير أنابيب نفط وهجمات على قواعد عسكرية أمريكية في العراق هو أن الفاعل واحد، إيران وحلفائها في الشرق الأوسط، كما يقول مسؤولون دفاعيون أمريكيون وأوروبيون وإسرائيليون. ويقولون إن إيران تقوم وبشكل متزايد ببناء ونشر الطائرات بدون طيار بشكل يغير من المعادلة في المنطقة التي تقف على حافة النزاع.
تستخدم إيران المواد المتوفرة التي تستخدم في سوق الطائرات المسيرة النامي بشكل سريع وتلك التي يعتمد عليها الهواة في تركيب طائراتهم. وبعضها هو مجرد تقليد للطائرات الأمريكية والإسرائيلية المسيرة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إيراني قوله “يحتاج تطوير السلاح النووي إلى سنوات، لكن المسيرات تحتاج لأشهر”، وأضاف أن “المسيرات غيرت ميزان القوة في الشرق الأوسط”.
ورفضت البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الأمم المتحدة التعليق على الإتهامات بأن إيران هي وراء موجة الهجمات.
وظل سوق الطائرات بدون طيار أو الدرونز مجال مقتصرا على الجيوش المتقدمة مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن تركيا، عضو الناتو حققت في الآونة الأخيرة قفزات في هذا المجال، وطورت مسيرات فعالة وبكلفة منخفضة.
ويعتمد المهندسون الإيرانيون على المكونات المستوردة لصناعة عربات مسيرة لديها القدرة على الضرب بدقة عن بعد، ولديها القدرة على تغيير المسار لتجنب الدفاعات الجوية والرادارات، حسبما يقول مسؤولون أمنيون في أوروبا والشرق الأوسط والذي درسوا حطام المسيرات.
ويقول هؤلاء المسؤولين إن إيران وحلفائها زادوا من الهجمات، ففي 13 أيلول/ سبتمبر استهدف حلفاء إيران في اليمن مدينة جازان، جنوب السعودية بمسيرات وصواريخ، وقبل ذلك بأيام قليلة استهدفت مسيرة مزودة بالمتفجرات مطارا عراقيا ترابط فيه القوات الأمريكية، وذلك حسب تقارير من السلطات المحلية.
ويمكن رد برنامج المسيرات الإيرانية إلى صناعات إنتاج الطائرات الإيرانية وهي شركة تسيطر عليها الحكومة تدير مصنعا للسلاح الجوي في أصفهان، وسط إيران، وذلك حسب سجل الشركات الإيرانية وتقارير وكالة أنباء فارس المحافظة وتصريحات مسؤولين أمنيين أوروبيين. وأنشأ المصنع الشركة الأمريكية تيكسترون في السبعينات من القرن الماضس لإنتاج المروحيات، في وقت كان يحكم شاه محمد رضا بهلوي البلاد، وكان حليفا مهما لواشنطن في المنطقة.
وتدير مصانع إنتاج الطائرات الإيرانية كيانا لا يعرف عنه إلا القليل و”تصميم وإنتاج الطائرات الخفيفة” والتي تقوم بتطوير مسيرات متقدمة، كما يظهر سجل الشركات الإيرانية. وتلقت الشركة التي تملكها الدولة مساعدة مالية كبيرة، بشكل زاد رأسمالها إلى حوالي 271.5 مليون دولار من 1.5 مليون دولار، حسب سجلات الشركة.
وبحسب محاضر لقاءاتها فالشركة يديرها الجنرال حجة الله قريشي، وهو نفسه الذي يدير البحث العسكري الإيراني. ولم ترد وزارة الدفاع على أسئلة طلبت فيها تعليقا من الجنرال قريشي. وفي مجلس إدارتها حميد رضا شريفي طهراني، المهندس الذي يحضر بشكل منتظم ندوات علمية حول المسيرات المدنية في دول مثل إيطاليا وأستراليا، حسب وثائق الشركة وموقع جمعية العلماء الشباب في إيران، ولم يرد طهراني على أسئلة الصحيفة للتعليق.
وبعد الهجوم على ناقلة النفط المرتبطة بإسرائيل “ميرسر ستريت” في بحر العرب بشهر تموز/ يوليو، حمل المسؤولون الإسرائيليون الجنرال سعيد عرجاني المسؤولية وأنه هو الذي نظم الهجوم. وقال مسؤول إسرائيلي “عندما نكشف عن اسم شخص، فالهدف هو إرسال رسالة لمن يوظفه من أننا نعرف بالضبط ماذا يعملون وأننا نريد منعه”.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة وأوروبا تقلل من خطورة برنامج المسيرات الإيرانية ودعاهم لاتخاذ الخطوات القوية “قد يكون هناك وضع يصبحون فيه أكثر جرأة وشجاعة ولا يمكن ردعهم”.
الولايات المتحدة وأوروبا تقلل من خطورة برنامج المسيرات الإيرانية
وأشارت الصحيفة في تقرير سابق إلى أن الولايات المتحدة تحضر لفرض عقوبات على برنامج المسيرات الإيرانية. ولكن “العقوبات قد لا تؤثر على البرنامج الإيراني” كما تقول كريستين فونتينروز، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي. وهذا لأن الطائرات بدون طيار وخلافا للصناعات الثقيلة مثل البرنامج النووي، عادة ما تعتمد على المواد الجاهزة ويمكن شراؤها عبر الإنترنت ومن ثم تجميعها وتزويدها بالأدوات اللاسلكية، ومن الصعب السيطرة على هذا وبطريقة فعالة.
وفي تقرير سري أعده مركز أبحاث “سي4 إي دي أس” بواشنطن للحكومة الأمريكية كشف أن إيران كان قادرة على تسليح حلفائها الحوثيين من خلال شبكة منتشرة حول العالم وشراء مواد من شركات تجارية بعضها تجنب العقوبات. وجاء فيه إن “الثغرات في السيطرة على نظام التصدير العالمي وفرضه يساعد إيران على شراء المواد وساعدت شبكات مرتبطة بالحوثيين لشراء المكونات المهمة بدون أن تمر عبر إيران”.
وتستخدم المسيرات المصممة في إيران والمستخدمة في اليمن والعراق وغزة نفس المحرك “دي ألي إي-111” والذي صممته الشركة الصينية المتخصصة في الطائرات مايل هاو تشيانج تكنولوجي كو، كما يقول الخبراء بمن فيهم الأمم المتحدة. وباعت الشركة التي تباع منتجاتها على إي كوميرس وعلي بابا نموذج دي أل إي-111 بـ500 دولار لمصنعين أمريكيين.
وقال مسؤول أمني غربي سابق “هذه التكنولوجيا صممت للمراهقين الأمريكيين من أجل اللعب بها كدمى”. وتم العثور على مكون متقدم مصدره كوريا الجنوبية في مسيرة أطلقت ضد قوات التحالف في اليمن، وتم ردها إلى محل بيع دمى في طهران والتي تبيع نماذج لطائرات تدار عن بعد بما فيها نماذج لمقاتلات أمريكية، حسب تحقيق للأمم المتحدة.
ويجمع النموذج المعروف باسم “سيرفوموتور” بين محرك وجهاز استشعار يساعد على السيطرة الدقيقة لموقع وسرعة المسيرة. ووجد تحقيق الأمم المتحدة أن إيران وجدت طرقا أخرى للحصول على المكونات، مثل مكون أرسل لطهران عبر شركة أطعمة هندية قبل أن يتم تجميعه ويستخدم في الهجمات على المنشآت السعودية في عام 2019.
وتقول الولايات المتحدة إن نفس المكون استخدم في الهجوم على ناقلة نفط “ميرسر ستريت”.
ولدى إيران نسخ من القطع الحساسة للتكنولوجيا التي طورت في إسرائيل والولايات المتحدة، فالمسيرات التي ضربت السعودية تحتوي على نسخ مماثلة من محرك قوي طورته الوحدة البريطانية من شركة أنظمة دفاعية إسرائيلية هي “إليبت”.
وقال شخص على إطلاع بعمليات الشركة أن المحرك طور في بريطانيا وليس إسرائيل. ووجدت نسخة من نفس المحرك للبيع على موقع شركة صينية، مما يقترح أن الصين قد تكون على علاقة في عملية تعديل النموذج.
وهناك نموذج آخر من المسيرات الإيرانية استخدم في الحرب الأهلية السورية يقوم على ما يعتقد على النموذج الإسرائيلي “هيرمس 450”. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون إن إيران حصلت على النموذج من حليفها في لبنان، حزب الله.
الجيش الخليجي الموحد قادر على اي تحديات بدون اي مساعدة تركية او مصرية او امركية
إيران اللاعب المحنك في منطقة الشرق الأوسط الذي يدير اللعبة بجدارة مع المحتلة إسرائيل
وأين تلك الدول العربية من صناعة عسكرية،