وول ستريت جورنال: القدرات الصاروخية الإيرانية متقدمة وتمثل تهديدا للولايات المتحدة والسعودية

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن تطوير إيران ترسانتها الصاروخية يعتبر تحديا للولايات المتحدة والسعودية.

وفي تقرير أعده سون إنجل راسموسين من بيروت، أشار إلى إعلان الولايات المتحدة يوم الجمعة عن إرسال منظومات دفاعية صاروخية جديدة ونشر قوات في السعودية لمواجهة إيران التي حذرت أن أي هجوم عليها سيكون بمثابة حرب شاملة.
وستكون الجمهورية الإسلامية عدوا مختلفا عن ذلك الذي استهدفته الولايات المتحدة مباشرة عام 1988، فلديها الآن آلاف الصواريخ التي يستطيع الكثير منها الوصول إلى إسرائيل والبحر المتوسط وفي بعض الأحيان تجنب الدفاعات السعودية على حد قول الولايات المتحدة. ولدى إيران قوات وميليشيات موالية لها قادرة على إطلاق الصواريخ من اليمن والعراق وسوريا ولبنان. ويبلغ عدد قواتها النظامية، الخاصة، الميليشيات والاحتياط، مليوني جندي، وهو ما يضع عددا من المواقع الأمريكية تحت تهديد إيران. ويقول قائد القوات الإيرانية الجنرال أمير علي حاج زادة: “يعتقدون أنهم سيكونون في مأمن لو كان بعيدين عنا 400 كيلومتر”، و”لكن أينما وجدوا سنقوم أولا بحرق سفنهم حالة اندلعت الحرب”.
ونفت إيران أي دور لها في الهجمات على المنشآت النفطية السعودية في 14 أيلول/ سبتمبر، في وقت أعلن حلفاؤها الحوثيون في اليمن عن المسؤولية. ولكن الولايات المتحدة والسعودية كانتا مصيبتين في تحميل إيران المسؤولية، والتي أظهرت رغم العقوبات الاقتصادية استعدادها للرد وتوجيه ضربات عسكرية.

وأصبحت الترسانة الصاروخية حجر الأساس في إستراتيجية إيران الدفاعية. ويقود الحرس الثوري الذي يتحمل مسؤولية الدفاع عن البلد ضد التهديدات الخارجية معظم ذلك النظام الصاروخي. ويقول بعض الخبراء إن الهجمات على المنشآت السعودية استخدمت فيها صواريخ إيرانية متقدمة من نوع “سومار”، وهو من جيل صواريخ كروز كشفت عنه إيران عام 2015، وهو من أكثر الصواريخ مدى وبقدرة افتراضية على إصابة أهداف على مدى 1.200- 1.800 ميل.

ويعد سومار واحدا من الطرق التي طورت فيها إيران قدراتها العسكرية منذ عام 1988 وهو العام الذي قامت فيه البحرية الأمريكية بإغراق بارجتين حربيتين إيرانيتين في الخليج. واستطاعت إيران منذ ذلك الوقت إعادة بناء قواتها وأصبح لديها نصف مليون جندي، بمن فيهم 125.000 من عناصر الحرس الثوري الذي يدير قوات برية وبحرية.

ويمكن لإيران استدعاء 350.000 من قوات الاحتياط وتعبئة ميليشيات يقدر عددها بـ1.5 مليون مقاتل، وهذه تقديرات خبراء أمريكيين مثل أنتوني كوردسمان، الخبير البارز في معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن.

وبالإضافة لهذا فقد وفرت تجربة 8 أعوام من القتال دفاعا عن نظام بشار الأسد تجربة في المعارك وتدريبا للقوات الإيرانية التي عززت من علاقات التعاون بين الجيش النظامي والحرس الثوري. ويقول ستيف وورد المحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه): “ليس لدى إيران القدرات اللوجيستية للقتال خارج حدودها”، و”لو كانوا في داخلها وقلت إنك ستواجههم فإنهم بكامل الاستعداد”. ولن تجد الولايات المتحدة صعوبة في هزيمة إيران عبر حرب تقليدية، إلا أن الجمهورية الإسلامية أصبحت خبيرة في مجال حرب العصابات والحروب غير التقليدية. فمواصلة التهديد لأعدائها والذي يلعب النظام الصاروخي دورا مهما في إستراتيجيتها الدفاعية.

وبعد قرار الرئيس دونالد ترامب الخروج من الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015 قام بفرض عقوبات شديدة على الجمهورية الإسلامية بهدف دفعها للدخول في مفاوضات جديدة على اتفاقية تتعلق بالبرنامج النووي والصواريخ الباليستية وكذا دورها في المنطقة. وجاءت التعزيزات الأمريكية في السعودية من خلال منظومة باتريوت المصممة لكي تدافع عن منطقة معنية أو ما يطلق عليها المحطة العالية للدفاع الجوي (ثاد) والذي يقدم دفاعات جوية ضد الصواريخ الباليستية وعلى مناطق واسعة.

ولكن صواريخ باتريوت فشلت في اعتراض أي من الصواريخ والطائرات المسيرة في هجوم أيلول/ سبتمبر، لأن الأنظمة هذه مصممة لاعتراض صواريخ تحلق على ارتفاع عال وليس تلك التي تسير على مستويات متدنية، مثل صواريخ كروز التي استخدمت في الهجوم. ولا يعرف إن كان نظام “ثاد” الذي لا تملكه السعودية الآن قادرا على توفير الحماية ضد هجمات مشابهة. فهذا النظام مصمم لاعتراض الصواريخ التي تسافر في الجو قبل أن تضرب أهدافها وليس منع صواريخ كروز التي تحلق على مستويات متدنية.

وبدأ مشروع الصواريخ الإيراني في عهد الشاه قبل الثورة عام 1979 وتسارع في عام 1985 بعدما حصلت إيران على صواريخ سكود- بي من ليبيا. وفي مواجهة الحرب مع العراق حصلت إيران على مزيد من صواريخ سكود- بي من كوريا الشمالية، وصواريخ كروز مضادة للقوارب الحربية التي استخدمتها لتطوير ترسانتها العسكرية. واستخدمت إيران معظم الصواريخ في أثناء الحرب مع العراق. ووقعت في عام 1990 اتفاقية دفاع مع الصين لنقل التكنولوجيا في برنامج مدته عشرة أعوام. ولدى إيران اليوم صواريخ متوسطة من نوع شهاب-3 والتي تم تصميمها على شكل دونغ-1 من إنتاج كوريا الشمالية ويصل مداها إلى 600 ميل.

ومنذ عرضه عام 1998 تم إنتاج أجيال جديدة من شهاب-3 مثل سجيل وعمار وقادر بمدى 1.200 ميل حسب خدمة البحث في الكونغرس. وقد يكون صاروخ كروز سومار قد طور على شاكلة صاروخ كي أتش- 55 الروسي.

وتقول وزارة الخزانة الأمريكية إن الصين ربما ساعدت إيران على تطوير صواريخ باليستية. ولدى إيران صواريخ كروز وباليستية قصيرة المدى. وتقول الولايات المتحدة إن إيران حولت عددا من الصواريخ هذه إلى حزب الله في سوريا ولبنان والميليشيات الشيعية في العراق وإلى الحوثيين في اليمن.

وأظهر الحوثيون تحديدا قدرة على استخدام الصواريخ وسببوا قلقا للسعودية من خلال ضرب منشآت وقواعد عسكرية ومحطات تحلية المياه. وعليه فالتطور الصاروخي الإيراني يزيد من الرهانات حالة اندلعت حرب شاملة. فمن الأهداف التي قد تضرب مراكز تحميل النفط في الناقلات والموانئ المدنية والمنشآت الحيوية النفطية والغاز الطبيعي وأنظمة الرادار التي تديرها الولايات المتحدة والقوارب الحربية.

ويقول إريك برور من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: “تهدف إيران لإظهار أنه لا يمكن هزيمتها” و”لا أدري إن كانت إيران قد قررت مدى اللعبة التي تريد لعبها، وسيحاولون تحديد الخط الذي عليهم أن لا يتجاوزوه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية