لندن- “القدس العربي”:
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن التوصل لاتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة اقتضى عدة شهور من المحادثات بين المبعوثين الذي وثق بهم قادة البلدين.
وتطرقت الصحيفة في تقرير لها أعده مايكل بيندر وديون نيسباوم، إلى مشهد التصفيق الحاد في المكتب البيضاوي، حيث كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جالسا على “رزيليوت ديسك” حيث تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
وكان مع ترامب في الغرفة، آفي بيركوفيتش، أحد مستشاري ترامب في السياسة، وروبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي، وبريان هوك مبعوث الإدارة الأمريكية إلى إيران، وجارد كوشنر، صهر الرئيس ومستشاره البارز.
وعندما انتهت المكالمة ضجت القاعة بتصفيق تلقائي للرئيس ترامب الذي ظل جالسا على مقعده. وقال مسؤول إن الرئيس “تأثر بصدق” ثم وقف ورد على التصفيق بتصفيق. وقال للفريق: “عمل مدهش” و”أنا فخور بكم”.
وقالت الصحيفة إن السعودية وبقية دول الخليج قد تشعر بالضغط للسير خلف الإمارات وعقد اتفاقيات مع إسرائيل، لكن التحول هذا سيكون حساسا للعائلة المالكة السعودية التي تقدم نفسها كقائدة للعالم الإسلامي ومدافعة عن القضية الفلسطينية. فيما رفضت إيران الاتفاقية بين الإمارات وإسرائيل.
وتقول الصحيفة إن رد الفعل على الاتفاقية لم يكن متوافقا تماما ومحبذا. فقد وصف النائب الديمقراطي عن ويسكونسن، مارك بوكان، الإتفاقية بـ”المهزلة” مشيرا إلى أنه يدعو إلى تعليق الضم.
وقال إن “تأخير الضم ليس تاريخيا” مضيفا أن “خطة الضم الإسرائيلية للضفة الغربية من جانب واحد، تظل خرقا للقانون الدولي ولحقوق الفلسطينيين. ولو مضت إسرائيل بالضم، فيجب أن يضع الكونغرس شروطا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل”.
وبدأت المحادثات بسرية عام 2019 بين البلدين وأمريكا في أبو ظبي، إسرائيل، وارسو وواشنطن. وساعد على المحادثات جارد كوشنر والسفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر، والإماراتي يوسف العتيبة. وما سهل المناقشات، هي الثقة التي يتمتع بها كل منهم عند زعيم بلاده.
وبعد اللقاء في وارسو، استضافت الولايات المتحدة الإسرائيليين والإماراتيين في لقاءات بوزارة الخارجية أدارها براين هوك. وبدأ المشاركون يناقشون اتفاقية محتملة. وبعد ذلك سافر الإسرائيليون سرا إلى أبو ظبي لمقابلة المسؤولين هناك، ثم سافر الإماراتيون سرا إلى إسرائيل من أجل محادثات إضافية، حسب قول المسؤولين الأمريكيين.
وتقول الصحيفة إن كوشنر جعل من بناء علاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب أولوية. وعمل بشكل وثيق مع العتيبة في واشنطن، حيث تباحث كوشنر والمسؤولون في الإدارة الأمريكية بعدة أفكار لبناء علاقات بين الإمارات وإسرائيل، بما فيها معاهدة محدودة لعدم العدوان بين البلدين.
وبحسب مسؤولين أمريكيين وفي الخليج، فقد تعمقت العلاقة خلال السنوات الماضية بين البلدين من خلال الخوف من التهديد الإيراني على المنطقة وطموحات طهران الإقليمية.
وبترتيب أمريكي، التقى الإماراتيون والإسرائيليون للتشارك والتنسيق في المعلومات الأمنية. وقال مسؤولو الإدارة الأمريكية إن اللحظة المهمة جاءت عندما قرر الرئيس ترامب الخروج من الاتفاقية النووية والتي ساعدت على عزل طهران وأرسلت رسالة لجيرانها بالمنطقة على ضرورة أن يختاروا الجانب الذي يقفون معه.
وقال هوك: “سياسة إيران الخارجية ساعدت على التقريب ما بين الإسرائيليين والإماراتيين” و”اتفاق السلام هذا هو أكبر هزيمة للنظام الإيراني”.
وفي العام الماضي حاولت إدارة ترامب رعاية اتفاق عدم اعتداء بين إسرائيل والإمارات والبحرين وعُمان والمغرب، وذلك حسب مسؤولين أمريكيين وخليجيين. إلا أن الخطة لم تكن سهلة؛ لأن كل دولة كان تريد شيئا مختلفا عن الأخرى، ولهذا قررت إدارة ترامب التركيز على عقد اتفاقيات منفصلة بين إسرائيل وكل دولة على حدة.
وعرقل وصول فيروس كورونا الجهود، إلا أن سفير أمريكا في إسرائيل ديفيد فريدمان، سافر بين إسرائيل وواشنطن، فيما استمرت اللقاءات بين كوشنر والعتيبة.
واستقبل البيت الأبيض وفدا إماراتيا في 21 تموز/ يوليو. وزادت المحادثات بعدما نشر العتيبة مقال رأي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” حذر فيه من خطة الضم الإسرائيلية للضفة الغربية.
وقال كوشنر: “من الواضح أن كل المحادثات تمت عبر الهاتف وبطريقة تقليدية” و”لكننا قمنا وعلى مدى السنوات الماضية ببناء كم كبير من الثقة”.
وأعطى وباء كورونا فرصة لإسرائيل والإمارات لتقوية العلاقات والتقدم نحو إعلان الاتفاق. ففي أيار/ مايو وصلت، أول طائرة إماراتية مباشرة من أبو ظبي إلى تل أبيب.
وقال كوشنر، إن الدافع وراء تقوية العلاقات هو منح سكان البلدين فرصة زيارة الأماكن الدينية والاستثمارات التجارية في مجال التكنولوجيا والصحة.
وأضاف: “استنتجت الإمارات وغيرها أن سكانها يرغبون بالسفر إلى إسرائيل للتجارة” و”الأهم هو أن الكثير من المواطنين يريدون زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه”.
وإذا كان الضم هو مفتاح الاتفاقية، إلا أن كوشنر لم يقل إن كانت إسرائيل ستلتزم بتأخيره. حيث قال “ما بين مدة طويلة وقصيرة من الآن” و”أعتقد أنهم لن يتحركوا إلا في حالة كان هناك تفاهم بين أمريكا وإسرائيل بأنه تحرك مناسب في الوقت المناسب”.
وقال السناتور الجمهوري عن ساوث كارولينا ليندزي غراهام: “قطار الشرق الأوسط يتجاوز هذه التحالفات والنزاعات القديمة”.