وول ستريت جورنال: مقتل خاشقجي سبَّب نكسة للعلاقة السرية السعودية – الإسرائيلية

إبراهيم درويش
حجم الخط
5

لندن – “القدس العربي”:

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن أثر مقتل الصحافي جمال خاشقجي على العلاقات السرية السعودية-الإسرائيلية، مشيرة إلى أن وتيرتها بردت بسبب الدور الضعيف الذي بات  يلعبه لولي العهد السعودي في مرحلة ما بعد خاشقجي.

 جريمة قتل خاشقجي تعد نكسة للجهود السرية بين البلدين حيث كانت إسرائيل تتوقع منها علاقات أقرب ومقابلات مع القيادة السعودية.

 وكشفت كيف استفادت السعودية من علاقتها مع إسرائيل حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من القادة القلائل الذين دافعوا عن محمد بن سلمان رغم التقييم الأمني الأمريكي الذي يعتقد بتورط محمد بن سلمان بجريمة القتل.

وتضيف أن السعودية منحت رجال أعمال إسرائيليين وثائق سفر خاصة لدخول المملكة ومتابعة أعمال تجارية دون الحاجة إلى إظهار جوازات سفرهم الإسرائيلية.

وتقول “وول ستريت جورنال” إن الجهود التي قادها محمد بن سلمان لتوطيد العلاقات تواجه نكسة بعد تورطه مع اثنين من كبار مساعديه في جريمة مقتل خاشقجي. والمشكلة كما تقول إن المساعدين البارزين وهما الجنرال أحمد عسيري وسعود القحطاني لعبا دورا مهما في الجهود السرية بين البلدين، وفصلا بعد الجريمة من مناصبهما لدورهما في التخطيط للعملية التي قادت لمقتل الصحافي.

وتقول إن الضجة الدولية التي تبعت الجريمة وعدم الارتياح داخل البلاط الملكي أدى إلى الحد من مساحة المناورة لولي العهد أمام المنافسين المحتملين، وقللت من الشهية للقيام بمغامرات محفوفة بالمخاطر في الشؤون الخارجية مثل التقارب مع إسرائيل التي تعتبر عدوا للسعودية.

  الجهود التي قادها بن سلمان لتوطيد العلاقات مع إسرائيل  تواجه نكسة بعد تورط اثنين من كبار مساعديه في جريمة مقتل خاشقجي، ولعب القحطاني و عسيري دورا مهما في المحاولات السرية مع تل أبيب

وبنت الصحيفة تقريرها على اشخاص عارفين بالأمر حيث قال مسؤول بارز في الحكومة السعودية: “بالتأكيد فقد بردت الجهود بعد قتل خاشقجي” مضيفا “آخر ما تريده المملكة هو الكشف عن هذا والتسبب بردة فعل”. وتشير الصحيفة إلى أن القحطاني وعسيري لعبا دورا مهما في المحاولات السرية مع إسرائيل، حسبما قال أشخاص يعرفون بجهودهم مع الدولة التي لا تعترف المملكة بها رسميا.

ولعب القحطاني دورا في تخفيف صورة إسرائيل بالمملكة حيث تعرف بالعدو الصهيوني. وشارك القحطاني في شراء السعودية نظام تجسس متقدم من شركات تكنولوجية إسرائيلية. واستخدمه للتجسس على النقاد وتكميم المعارضة في السعودية بما في ذلك التنصت على اتصالاتهم الإلكترونية.

وبحسب عدة أشخاص عارفين بالوضع فقد سافر العسيري سرا إلى إسرائيل عدة مرات بشكل يجعله من أكثر المسؤولين السعوديين الذين وطأت أقدامهم البلد. وركزت زياراته على بحث الإمكانيات التي تستفيد منها المملكة من أنظمة الرقابة المتقدمة التي طورتها الشركات الإسرائيلية.

وتقول “وول ستريت جورنال” إنه لا العسيري أو القحطاني ردا على رسائل هاتفية للتعليق على ما ورد في التقرير. ولم يعلق المتحدثون باسم الحكومتين السعودية والإسرائيلية. إلا أن الصحيفة تعلق على أثر عزل كل من العسيري والقحطاني على الدور المتراجع لولي العهد في أعقاب مقتل خاشقجي.

بحسب عدة أشخاص عارفين بالوضع فقد سافر العسيري سرا إلى إسرائيل عدة مرات بشكل يجعله من أكثر المسؤولين السعوديين الذين وطأت أقدامهم البلد

فقد بات الملك سلمان يضطلع بدور فاعل في شؤون الحكم بعد الجريمة، ولديه تحفظات لعقد علاقات ودية مع إسرائيل أكثر من ابنه البالغ من العمر 33 عاما.

ووصف الملك سلمان القضية الفلسطينية بالمحورية في المنطقة. ولا تتوقف النكسة عند علاقات دافئة بين البلدين بل وعلى عمليات إعادة الاصطفاف في المنطقة التي يراها الرئيس دونالد ترامب مهمة لاستراتيجيته في الشرق الأوسط بما فيها احتواء إيران وحل النزاع الطويل بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومع ذلك فستتواصل العلاقات السرية بين البلدين نظرا للعلاقة للمصالح التجارية والأمنية بينهما. وتتعامل الشركات الإسرائيلية مع السعودية كسوق مربح للمنتجات في مجال الأمن الإلكتروني. وكانت تفكر بالاستثمار في مشروع ولي العهد “نيوم” الذي قدمه على أنه مدينة المستقبل. وتفكر السعودية باستثمار 100 مليون دولار في عدة شركات تكنولوجيا بإسرائيل. إلا أن النقاش برد مع أن الاتصالات لم تعلق حسب أشخاص عارفين. وحدث دفء في العلاقات بين البلدين رغم المخاطر السياسية في المملكة من تقاربها مع عدو ممقوت في العالم العربي ينظر إليه كمحتل لأراضي الفلسطينيين ويحرمهم من دولتهم.

وأخفى القادة السعوديون علاقاتهم السرية خوفا من الثمن السياسي الذي سيدفعونه حالة كشف علاقات مفتوحة مع إسرائيل.

وعلى الجانب الإسرائيلي التقى مدير الموساد، يوسي كوهين مسؤولين سعوديين عدة مرات في العام الماضي. بما فيها لقاء عقد في حزيران (يونيو) العام الماضي مع مسؤولين سعوديين بارزين تحت رعاية أمريكية وحضره مسؤولون من الأردن ومصر وضباط أمن فلسطينيين.

القادة السعوديون أخفوا علاقاتهم السرية خوفا من الثمن السياسي الذي سيدفعونه حالة كشف علاقات مفتوحة مع إسرائيل

ويقول أشخاص يعرفون بطبيعة العلاقات أن السعودية والإمارات العربية وإسرائيل تتشارك في المعلومات الأمنية المتعلقة بالتهديدات المشتركة بما فيها الحركة البحر الأحمر، بالإضافة إلى التهديد الإيراني. وبدأت التقارب السعودي-الإسرائيلي في الأيام الأخيرة من إدارة أوباما حيث تشارك الطرفان في الخوف من الاتفاقية النووية مع إيران الذي اعتقدت الحكومتان أنه يقوي من منافستهما الإيرانية. وبعد وصول دونالد ترامب إلى السلطة عام 2016 انتهزت إسرائيل والسعودية الفرصة للتعامل مع بيت أبيض ميال لهما والدفع بالأهداف الإقليمية المشتركة من أجل الحد من تأثير إيران والجماعات الوكيلة لها بالمنطقة. وزادت محاولات التقارب بعد تعيين محمد بن سلمان كولي للعهد في عام 2017. وتعلق الصحيفة أن العلاقات القريبة نفعت الطرفين.

وتشير الصحيفة إلى أن القحطاني رغب بشراء نظام تجسس أنتجته شركة “أن أس أو غروب” وفرعها كيو سايبر تكنولوجي التي بدأت تقدم للمملكة النظام التجسسي العام الماضي بعد توقيع عقد بـ 55 مليون دولار. وقال مسؤول سعودي: “كان القحطاني لاعبا رئيسيا في هذا” و “كان يريد الأفضل وكان يعرف أن الشركات الإسرائيلية لديها الأحسن”. وقالت شركة أن أس أو غروب إنها تقوم ببيع النظام لوكالات حفظ النظام لمكافحة الإرهاب وأن القحطاني لم يشتر السوفت وير التي تنتجه.

وتعتقد الصحيفة أن العلاقات لم تكن مجرد عقود بل رسالة من السعودية للمنطقة أنها جاهزة لرفع مستوى علاقاتها الثنائية مع إسرائيل ولو بحذر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عاطف - فلسطين:

    اذا افضل ان يبقى بن سلمان في الحكم فسيبقى ضعيفا وهزيلا بدلا من استبداله بشخصيه أخرى ستقوم بنفس الدور السابق.

  2. يقول دوحی ال اجخیور:

    سیاتی یوما و نشاهد قرار دولی یطالب حکومه ما یسمی بالسعودیه بتعویض الیهود احفاد اهل خیبر ببلایین الدولارات و اعادت اسکانهم هناک و هل تردد العرب یجب تطبیق القرارات الولیه؟

  3. يقول ابن الجاحظ:

    كل هذا ولم يهتدى أبو منشار لطلب أصدقائه الصهاينة ” تغييب ” المغدور خاشقجى ……غريب عجيب……

  4. يقول صقر القريشي:

    نظام خائن فاسد مجرم ماذا يمكن أن يتوقع منه سوى الضرر والتآمر وخدمة الأعداء.

  5. يقول Al NASHASHIBI:

    NO MORE MONARCHY RUSTIC BARBARISM rotten STUPID POLITICAL SYSTEM
    YES FOR LEGAL EGALITARIANISM FOR ALL WITHOUT ANY DISCRIMINATION NOR HUMILIATION YES FOR THE PEOPLE VOICE AND CHOICE TO ACHIEVE HARMONY life for OUR PEOPLE
    YES FOR OUR DIGNITY
    NO MORE CRYPTO POLICY

إشترك في قائمتنا البريدية