لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا لكل من روري جونز ودونا عبد العزيز رصدا فيه التحولات التي يشهدها المجتمع السعودي واللقاءات العاطفية المفتوحة بين الشباب والشابات وإن تمت بحذر.
وفي ظل تخفيف القيود الاجتماعية يجد الشباب فرصة للمواعدة العاطفية مع أن سلوكيات كهذه لا تزال معقدة في مجتمع تقليدي.
وأشار التقرير إلى عبد الرحمن عبد الله الذي استغل فرصة غياب عائلته عن المدينة لإحضار بنت إلى البيت. وفي مجتمع محافظ فهذه عملية محفوفة بالمخاطر. وبدا الاثنان يتواعدان بعد لقاء من خلال تطبيق – مواعدة عبر الفيديو واستطاعا اللقاء في بيت عبد الرحمن أكثر من مرة عندما كانت عائلته بالخارج.
وكان الطالب البالغ من العمر 24 عاما يعتقد أنه بمأمن مراقبة والده، فبعد دقائق من دخوله البيت مع صديقته رن هاتفه النقال حيث اكتشف الأب الخطة من خلال تطبيق بث على الفيديو. وكانت الرسالة له “أعدها إلى بيتها” وهو ما فعله مذعنا. ومع ذلك تقول الصحيفة إن الشبان السعوديين لديهم فرص جديدة للتعارف والمواعدة.
لم تعد الشرطة الدينية أو رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ظاهرة في الشوارع أو المقاهي لفرض الفصل بين الجنسين.
فولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خفف من بعض القيود الاجتماعية حيث سمح بدور السينما وحفلات الموسيقى المختلطة وحضور النساء المباريات الرياضية وقيادة المرأة للسيارة. ولم تعد الشرطة الدينية أو رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ظاهرة في الشوارع أو المقاهي لفرض الفصل بين الجنسين. وفتحت منصات التواصل الاجتماعي طرقا جديدة للشباب والشابات للقاء والتعارف مثلما سمحت للآباء التلصص على أبنائهم. ولكن الحكومة لم تحدد أصول التعارف واللقاءات. فلا يزال السعوديون عرضة للاعتقال عندما يخرقون قواعد الأخلاق بما في ذلك الظهور مع فتاة أو رجل لا رابطة نسبية بينهما، لكن لا أحد يعاقب على هذه المخالفات هذه الأيام. فيما تعتبر العلاقات المثلية محرمة وعقوبتها الموت، ومن النادر تطبيقها. ولا تزال العائلة تشرف على العلاقات بين الجنسين والترتيبات التي تقود للزواج. وللتحايل على الرقابة يستخدم السعوديون والسعوديات الاسم الأول أو اسم ألقابا حتى لا يكتشفهم الآباء أو السلطات. ويقول عزيز، 24 عاما الموظف في الحكومة إن تجربته فقيرة في التعامل مع البنات مباشرة، ولهذا يجد من السهولة التعامل معهن بسرية من خلال تطبيق “سرب”. ويعد التطبيق الذي يسمح للمستخدمين بتسجيل الأماكن التي كانوا فيها والمشاركة في المواقع مع أصدقائهم من أكثر التطبيقات المستخدمة في السعودية وترتيب اللقاءات مع الجنس الآخر. ويسمح سرب لهم برؤية من يريدون والتشارك في المعلومات والصور. ويمكن للسعوديين استخدام التطبيق للمغازلة على الأقل. ومرة كتب عزيز رسالة إلى فتاة لفتت نظره في سوق العود بالرياض قائلا “أراك” فردت ساخرة “دو”. وتشير الصحيفة إلى أن السعوديين كانوا يعثرون على طرق للتواصل قبل زمن منصات التواصل الاجتماعي. فكان الشاب احيانا يقود سيارته إلى جانب فتاة ويرمي ورقة عليها رقم هاتفه. فيما كانت تتلاقى العيون في مركز التسوق ويترك بطاقته في مكان ما وفيها كل المعلومات عنه.
وقبل وقت الهاتف النقال كان ترك رقم هاتف المنزل مدعاة لمعرفة العائلة بالمتصل. وتقول مضاوي الرشيد،البروفيسورة في مدرسة لندن للاقتصاد والتي نشأت في السعودية أثناء السبعينات من القرن الماضي إن الجيل الحالي مختلف عن الجيل السابق. ويقول الجيل الشاب لأهله أنهم ذاهبون لزيارة أصدقائهم وصديقاتهم مع أنهم على موعد في المطاعم أو المقاهي. وعلقت الرشيد: “أنا مندهشة من جرأتهم”.
وتستخدم مي المطلقة البالغة من العمر 29 عاما وتعمل في مجال الإعلانات تطبيق “تندر” للمواعدة. وفي مرة حجزت غرفة في فندق مع صديقها، وكانت منقبة وأحضر صديقها بطاقة أخته لكي تستخدمها لو سئلت عن علاقتها به. وقالت “الرجال والبنات لديهم طرق مختلفة في التفكير هذه الأيام”. والتقى عبد الله، 27 عاما من مكة صديقته بعدما أعجب ببعض تغريداتها. وتحدثا مباشرة عبر “تويتر” ولعدة أسابيع بدون رؤية بعضهما البعض. ثم ارتبطا معا عبر انستغرام ولم يصدق حظه حيث شاهد صورتها. ويلتقيان معا في المقاهي أو البيت وفي المدن خارج السعودية. وتدرس صديقته الطب بأوروبا ولهذا يقوم بزيارات عمل إلى هناك. وأول مرة التقيا سافر إلى ميونيخ حيث قاد سيارته أربع ساعات لمقابلة صديقته في المكان التي تدرس. وفي الطريق إلى ميونيخ، حضر عبد الله مباراة بايرن ميونيخ. وأحضر معه عقب التذكرة ليثبت لوالديه أنه سافر لحضور المباراة. والتقى مع صديقته في الدنمارك والسويد وفنلندا وأحضر معه هدايا تذكارية في كل مرة مثل تذكارات ممغنطة للثلاجة. ويريدان الزواج لكنهما خائفان من إخبار عائلتيهما أنهما التقيا عبر الإنترنت. ولهذا يريدان إخبار العائلتين أنهما التقيا عندما كان يدرسان الفرنسية في مدرسة بلندن، رغم أنهما لا يتحدثان اللغة.