لا أدري متى كانت آخر مرة هنأني فيها زملائي أو رؤسائي في العمل بعيد مولدي، ولا أعتقد انه كانت هناك مرة أولى كي تكون هناك أخيرة، ولا حتى أتذكر المرة الأخيرة التي هنأتني فيها زوجتي بهذا اليوم، ومع ذلك ما زلت أعمل وما زلت متزوجاً، من دون أن تنتابني لوثات غريبة تقودني الى أعتاب الغضب والرحيل.
هذا الأمر لا يحدث الا مع النجوم «المدللين»، فالاحتفال بعيد ميلاد يايا توري بات نقطة مفصلية في تحديد مدى عمق العلاقة بينه وبين ادارة ناديه مانشستر سيتي، وهو المؤشر لبقاء يايا في مانشستر أو رحيله، فلو فعلاً كانت الكعكة في أبوظبي عليها اسم توري وصورته ورقم فانلته بدل شعار النادي، لما أعرب يايا عن غضبه، أو فكر أصلاً في الرحيل… هكذا تصاغ سيناريوات الأفلام وحبكات المسلسلات وأيضاً خطط وكلاء الأعمال.
عالم كرة القدم بات أذكى من أن ينساق وراء مثل هذا ادعاء، فهل الهدف الحقيقي هو رفع الراتب أم أمر آخر؟
كي أكون منصفاً ليايا، فهو أعرب عن الكثير من الامور التي أغضبته في الآونة الاخيرة وأبدى امتعاضه علانية من أمور عدة، بينها تهميشه من الاتحادين الاوروبي والدولي للعبة بعدما تسلم جائزة أفضل لاعب أفريقي للمرة الثالثة على التوالي، وأيضاً امتعاضه من الاتحاد الانكليزي للعبة بعد اختيار لويس سواريز أفضل لاعب في انكلترا، رغم سجله «الاسود» وارتباطه بعدد من الاحداث المؤسفة في العامين الاخيرين، وتفضيل النجم الاوروغواني عليه رغم فوزه بلقبين هذا الموسم مع السيتي، وهو انتقد علانية من لم يشيدوا بهدفه الفردي الرائع في الثواني الاخيرة في اللــقاء ضـــد استون فيلا، وقال انه لو صاحب الهدف ميسي او رونالدو لاعتبر هدفا اسطوريا. اذن الخلفيات موجودة، والتراكمات تتزايد، وهذا كله جاء في وقت برزت فيه أنباء عن تغييرات جذرية في برشلونة، النادي المحبب ليايا، فهل جرى اتصال غير رسمي بين ادارة البارسا (برغبة من المدرب الجديد انريكي) ووكيل اعماله سيلوك، الذي رغم قسوته في انتقاد ادارة السيتي، الا ان يايا أيده في كل كلمة، وكأنهما متفقان على توقيت اطلاق التصريح؟
هل سيصبح يايا فجأة سعيداً لو جدد السيتي عقده برفع راتبه الاسبوعي من 220 ألف جنيه الى 350 ألفاً مثلاً، ليصبح قريباً من رواتب الثائرين الآخرين رونالدو وميسي وروني؟ علماً انه جنى خلال مسيرته الطويلة أكثر من 50 مليون جنيه، بالاضافة الى الاعلانات والمكافآت، غالبيتها من السيتي. لو كان الجواب ايجاباً، فان موضة ثورة النجوم بأساليب مبتكرة يكون خلفها وكلاء اعمالهم، باتت هي السمة السائدة في صراع خفي، ليس على الأفضل والأنجح داخل الملعب، بل صراع على الأثرى وعلى الحسابات المصرفية الأضخم، وهو صراع لا نفهمه ولا نعيه لهذا نبقى سعداء في عملنا الروتيني وبيتنا الرمزي.
خ.ش
اعداد: خلدون الشيخ