قلَّما يحدث في تاريخ العلاقات بين الدول أن دولة معتدية على أراضي دولة أخرى تعترف بواقعة الاعتداء والدولة المعتدى عليها تنكر ذلك بل وتبرئ الدولة المعتدية، وتنسب الاعتداء على أراضيها إلى نفسها، في سابقة تذكرنا بقول الحطيئة الذي من شدة ما هجا الناس لم يجد من يهجوه فهجا نفسه: ‘أرى لي وجهاً قَبَّحَ اللهُ خلقَهُ فقُبِّحَ من وجهٍ وقُبِّحَ حاملُهْ’.
هذه مصر- الانقلاب العسكري (وكم فيها من المضحكات لكنه ضحكٌ كالبكا) الانقلاب على الشرعية وصناديق الاقتراع، وهو أيضاً الانقلاب على كل القيم الوطنية والقومية والتاريخية لمصر العروبة والإسلام والإنسانية، وهو انقلاب بالمناسبة خططت له (الإيباك) وإسرائيل، وهذا الاستنتاج ليس من قبـــيل الإيمان بنظـــرية المؤامرة، بَيْدَ أن الواقع المصري والجيوسياسي يؤكده.
والسبب أنه لأول مرة في تاريخ الصراع تتغير بوصلة الصراع 180 درجة بالتمام والكمال: حماس تفرض شروطها على إسرائيل خلال الحرب الصهيونية الأخــــيرة، ووفود عربية تكسر الحصار على غزة، قاده أمير قطر الوالد حمد بن خليفة آل ثاني، وكان رئيس وزراء تركيا سيفعل الشيء نفسه لولا الانقلاب على الشرعية. ما كان ذلك كله ليحدث لولا وجود رئيس وطني منتخب انتخابا مباشرا من الشعب المصري، بغض النظر عن أيديولوجية حزبه وماهية شخصيته. المهم أن غالبية المصريين المؤهلين للتصويت ولحق الانتخاب انتخبوه بصرف النظر عن ضآلة نسبة الغالبية، فهذه هي قواعد اللعبة الديمقراطية، ‘وإنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهو’.
سلوك شاذ جديد يدخل في كتاب ‘غينيس’ النسخة العربية للنوادر الوطنية، وإن كنا نراه بكثرة لدرجة لم نعد نشعر أنه من نوادر مجريات التاريخ، فقبل اعتداء طيران الجيش المصري أو الصهيوني على أراضي بلده في شبه جزيرة سيناء (منقوصة السيادة المصرية وفقاً لاتفاقية كامب ديفيد، ولا يكاد يكون هذه الأيام فرق بين الطيران المصري والصهيوني، لا سيما بعد الانقلاب العسكري) نرى ذلك يتكرر يوميا في سورية، من خلال طيران جيش النظام وأكثر من مرة من خلال طائرات صهيونية من غير طيار على سورية النظام، وفي اليمن بطائرات أمريكية بدون طيار (ولا فرق بينها وبين السلطة اليمنية المعادية لأكثر من نصف شعبها، وبينها وبين طيران الصهاينة وداعميهم الأمريكان) ورأينا طائرات صهيونية بدون طيار تغير على السودان، وسنرى الطائرات نفسها تستبيح مزيداً من الأجواء العربية ولن تكون السعودية بمنأىً، وبالذريعة ذاتها ملاحقة القاعدة والهدف تخويف البلاد العربية والإسلامية لمصلحة تقوية إسرائيل. مرحلة جديدة يبدو أنها بدأت تؤرخ للمواقف الوطنية أو المروءة العربية الجديدة : الحكومة تقتل شعبها برا وبحرا وجوا، أو أنها تتواطئ مع الأعداء، صهاينة أو أمريكيين، أو صهاينة وأمريكيين، فقط في إطار سياسة صهيوأمريكية جديدة خططت لها (الإيباك) من الألف إلى الياء وأوعزت بها (الإيباك) ذاتها وفرضتها على صانع القرار الأمريكي والأوروبي الغربي والروسي، خدمة لإسرائيل وأمنها المزعوم .
يخبرنا جون ميرشيمار وستيفن وولت في كتابهما ‘السياسة الأمريكية الخارجية واللوبي الإسرائيلي (الصهيوني)’ المنشور عام 2006، أن أي قرار يتعلق بالشرق الأوسط (وهو مصطلح تمويهي، والمقصود هو العالم العربي وإسرائيل) إلا ويمر أولا من خلال قنوات (الإيباك) أو اللجنة الأمريكية الإسرائيلية (الصهيونية) للعلاقات العامة. يا عرب الردة: أأنتم صم أم بُكم أم عميان أم ماذا؟ الشعوب المفترض أنها شعوبكم تريد أن تعرف من أنتم؟ فقد أصبحتم أجساما غريبة ترفضكم ذاكرة الشعوب فسقطتم من الذاكرة تلقائيا من غير أن تكلف الذاكرة الجمعية العربية أصحابها جهد إسقاطكم.
الجيوش العربية الأهم تم إضعافها وتنحيتها، الجيش العراقي والسوري (إضعاف الطرفين النظامي والحر) والمصري، وللهدف ذاته تقوية إسرائيل وإبقاؤها القوة الكبرى في العالم العربي. والملاحظ أن إصرار أمريكا والغرب على تسمية ‘العالم العربي’ بالشرق الأوسط بسبب وجود إسرائيل، لأنها وإن كانت في العالم العربي جغرافيا، فلا هي ولا أمريكا والغرب تريدها أن تكون جزءاً من العالم العربي بإيعاز مباشر طبعا من (الإيباك).
يا عرب الردة أأنتم صم أم بُكم أم عميان أم ماذا؟ أي رئيس أو زير خارجية أو دفاع في أي حكومة أمريكية، والحالية ليست استثناءً، لا يتم اختياره إلا بموافقة (الإيباك). مؤخرا جون كيري وزير الخارجية الأمريكي تجرأ وتجاوز خطا أحمر وضعته (الإيباك) ضمن خطوط حمراء كثيرة عندما انتقد، وإن كان على صورة عتاب، بناء إسرائيل لمغتصبة أو مستوطنة جديدة أخرى على أراضي الضفة الغربية. لا أستبعد أن تقيله (الإيباك) فهي أصلاً التي وافقت على تعيينه في المنصب.
يا عرب الردة: أأنتم صم أم بُكم أم عميان أم ماذا ؟ لماذا لم يتم فرض حظر طيران على سورية ـ النظام على الأقل؟ أحبا في نظام الأسد؟ لأن (الإيباك ) لم تأذنْ بعد وروسيا إلى حد كبير أيضاً تقع تحت التنويم المغناطيسي لـ(الإيباك).
وكثير من دولنا العربية الــــتي هرول وهرع بعضها (وهو تمثيل للكثير من الأنظمة العربية وضمن توزيع الأدوار كذلك) إلى دعم الانقلاب على الشرعية في مصر، الذي بدأ أصحابه التنسيق مع إسرائيل للاعتداء على سيادة مصر وإلى الإشتراك بشكل أو بآخر في اللعبة السورية والعراقية، للهدف ذاته وهو تقوية إسرائيل ليس باختيارهم، بل أنا متأكد أنهم يفعلونه على مضض شديد غير أنه حكم القوي على الضعــيف. سلطة (رام الله) من خلال ما نلاحظ للأسف لم يعد يهمها لا فلسطين ولا القدس ولا الأقصى، وإنما التآمر على حماس والتواطؤ مع الصهاينة عليها وعلى دماء الأحرار.
يا عرب الردة: المليارات الدولارية الاثنتي عشرة من الدول الخليجية الثلاث كيف انبرت لدعم انقلاب القتلة، وهم يلحون على شعوبهم أنهم يرشدون الإنفاق. الأولى 60′ من شعبها تحت خط الفقر والثانية أكثر من مئة من خيرة أحرارها وكفاءاتها وراء القضبان والثالثة مئة ألف من مواطنيها بدون. والله أحيانا يراودني شعور أننا لسنا أُمَّة بل أَمَةً لـ(الإيباك ) ولإسرائيل ولأمريكا والغرب .
‘ أستاذ جامعي وكاتب قطري
لا أقول الا كفيت ووفيت يا دكتور علي مقالك لامس كل نقطة جرح في جسد الامة ولكن من يستمع . عرب الردة صم .بكم . عمي . لا يعقلون .
الموضوع ببساطة، المؤسسة العسكرية لا تريد تسليم الحكم وبما أن الأخوان أعلنوا منذ البداية عدم رغبتهم بتقديم مرشح، شعرت المؤسسة العسكرية بأنها ستعرى أمام الشعب، فأقنعوا الأخوان بتقديم مرشح، وأعطوه الرئاسة، وهو غير أهل لها، ولما تخبط وأثار العداوات، إنقضت عليه المؤسسة العسكرية، مما وضع الشعب أمام خيارين، إما عسكر أو إخوان.
قد أخطاء الإخوان بتقديمهم مرشحا لأول إنتخابات، تماما كخطأ نصر الله، بإرسال مقاتليه لسوريا، أو قبلهم صدام، بدخول الكويت. للأسف سيدي، في بلادنا رجال تدخل التاريخ، من الباب الخطأ.
المهم عند حكام العرب هو البقاء على كرسي الحكم بغض انظر الاوطان او الشعوب او الاخلاق او غيرها والله المستعان
وشهد شاهد من أهلها !
مثل هذا المقال بالطبع لا يجد من يدعمه لانه بقول حقيقة مؤلمة خاصة لمن يتشدقون بالعروبة وهي منهم براء
الجيوش العربية سبب دمار الامة لا يريدون ترك الحكم للشعوب بالرغم من الانتخابات النزيهة التي حصلت في مصر
ماتقوله ياسدي حقيقة ولكن لا حياة لمن تنادي شئنا أم أبينا فإننا سائرون للخضوع التام للهيمنة الإسرائيلية المطلقة والمباشرة وأفول هيمنة أمريكا على الشرق الأ وشط على وشك الإنتهاء لأنها قررت ترك الشرق الأوسط ، ألشرق العربي ، الشرق الأوسط الكبير وإلخ. لإسرائيل الأمر الذي يعني عملياً بأن إسرائيل هى التي ترسم سياسة المنطق وفق مصالحها ولن يستطيع أحد أن يقف ضدها .. ولا داعي لسردالأمثلة والقرائن لأنه لا جدوى منها .. عصر الهيمنة الإسرائيلية المطلقة أكرر المطلقة قادم
30 يونيو ثورة شعبية كبيرة اكبر من ثورة 25 يناير والتي حكم في العسكر جبريا بينما 30يونيو يحكم رئيس مدني
أعراب الردة ينفخون رماد الفتنة في الوطن العربي ، دمروا العراق وفرقوا ليبيا وأشعلوا النار في سوريا وهاهم اليوم يتأمرون على مصر ويدفعون الملايير من مال شعوبهم لإقتتال المصريين .
لا أستغرب ذلك أليسوا هم أول من إرتد عن الإسلام بعد وفاة النبي محمد ص
سحقاً
القوة فوق القانون